إبراهيم الخازن / الأناضول صوت المدائح والتواشيح لا تتوقف في محيط مسجد "السيدة زينب"، في حي شهير يحمل ذات الاسم وسط القاهرة، وتذوب عشقا بين حشود كبيرة تتمايل وتنطق بعبارات في حب النبي محمد (ص) وآل بيته. تلك الأجواء والطقوس الصوفية التراثية، تعرفها مصر في الثلاثاء الأخير من شهر "رجب" بالتقويم الهجري من كل عام، احتفاء بالليلة الختامية لـ "مولد السيدة زينب"، أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، والذي ينسب إلى حفيدة النبي زينب بنت علي بن أبي طالب. مريدو "مولد السيدة زينب" كانوا بـ"الآلاف" وفق مشاهدات، تابعت تلك الليلة الشعبية الكبرى في ختام احتفالات انطبقت قبل أسبوع في محيط المسجد الذي يعد موقعه أحد أكبر أماكن تجمعات الطرق الصوفية بمصر. وبين حلقات الذكر والمديح وقراءة التواشيح تلهج ألسنة محبي "السيدة زينب"، والتي تقول وجوههم إنهم قدموا من نواحي عدة في مصر، أملا في حضور تلك الليلة الختامية التي يعتقد مصريون أن مقامها محل بركة. وبخلاف تلك الطقوس الروحانية التي لا تخطئها أعين زوار في تلك الليلة الختامية، فمحيط المسجد ضم أيضا عشرات المظاهر من الأجواء الكرنفالية الشعبية التي تجمع بين شوادر بيع الحلوى والمشغولات المحلية ومناطق الألعاب والموالد الشعبية. ويأتي التوافد الكبير على محيط مسجد "السيدة زينب" رغم أن المسجد مغلق مؤقتا منذ مطلع فبراير/ شباط الجاري، لاستكمال عمليات تطوير فيه، تأمل وزارة الأوقاف المصرية أن تنتهي مع حلول شهر رمضان المرتقب أواسط مارس /أذار المقبل، وفق بيان سابق للوزارة. وشهدت الليلة الختامية لـ"مولد السيدة زينب"، عودة الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين بمصر، ليحيي تلك الليلة بعد غياب طال لأكثر من 5 سنوات، وفق ما نقلته تقارير إعلامية محلية. وكانت السيدة زينب وصلت مصر عام 61 هجرية، وخرج لاستقبالها جموع المصريين، وتوفيت مساء الأحد 15 من رجب سنة 62 هـجري، ويرجع الاحتفاء بها إلى يوم دخولها مصر، وفق المصادر ذاتها. سيدة التاريخ الكبير ووفق معلومات أوردتها الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية بمصر، عبر موقعها الإلكتروني، فإن "مسجد السيدة زينب بالقاهرة هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر، وينسب إلى زينب بنت علي بن أبي طالب". ويقع المسجد في "حي السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحي اسمه من صاحبة المقام الموجود داخل المسجد، وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب". والمشهور أن "المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، أخت الحسن والحسين"، وفق المصدر المصري ذاته. وتنقل الهيئة رواية تنسبها إلى "بعض المؤرخين"، أن "السيدة زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء (في العراق) ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت فيها، ويعتبر الكثيرون مكان دفنها من أهم المزارات الإسلامية بمصر"، وفق المصدر ذاته. ومعركة كربلاء أو "واقعة الطف" استمرت ثلاثة أيام، وختمت في 10 محرم 61 هـ (12 أكتوبر / تشرين الأول 680)، بين أتباع الحسين بن علي بن أبي طالب، وجيش يزيد بن معاوية. ووفق الهيئة "يروى أن المسجد بني على قبر السيدة زينب من عام 85 هجريا، وورد ذكر المشهد ووصفه عند الكثير من الرحالة". وفي القرن العاشر الهجري "أعاد تعميره وتشييده الأمير عبد الرحمن كتخدا القازوغلي، وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك"، بحسب المصدر ذاته. ووفق الهيئة "اهتمت أسرة محمد علي باشا بالمسجد اهتماما بالغا وتم تجديده عدة مرات، وفي العصر الحالي تمت توسعة المسجد لتتضاعف مساحته تقريبا". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :