تتحرك دول الخليج بجدية أكثر من أي وقت مضى، نحو التحول إلى توليد الطاقة النظيفة والحد من انبعاثات الكربون في عمليات توليد الكهرباء، بعد أن وضعت استراتيجيات وطنية، تهدف إلى زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لإنتاج الكهرباء والتزام هذه الدول بتحقيق الحياد الصفري في مشاريع إنتاج الكهرباء. وبدأت دول مجلس التعاون الخليجي فعليا في التوجه نحو تحقيق الحياد الصفري في إنتاج وتخزين الكهرباء في دول الخليج، وبحسب إحصائية من المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي اطلعت عليها الاقتصادية ، فإن نسبة إنتاج الكهرباء بالطاقة المتجددة على الإنتاج بالوقود الأحفوري بلغت 4.2% في الإمارات، 2.0% في عمان 1.0% في كل من السعودية والبحرين، و.0.3% في كل من الكويت وقطر. وكانت كل من السعودية والإمارات سباقة بين دول الخليج في وضع استراتيجية التحول نحو الطاقة النظيفة، وذلك في عام 2017 حيث أطلقت السعودية البرنامج الوطني للطاقة المتجددة الذي يهدف إلى زيادة حصتها في إنتاج الطاقة المتجددة لما يقرب من 50%، أما استراتيجية الإمارات فتهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25% إلى 50% والحد من البصمة الكربونية لتوليد الكهرباء بنسبة 70% وزيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات بنسبة 40%. وفي عام 2022 وضعت كل من قطر وعمان استراتيجية التحول نحو الطاقة النظيفة، إذ إن استراتيجية عمان تهدف إلى تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول 2050، فيما تسعى قطر من خلال استراتيجيتها المحدثة للاستدامة إلى خفض كميات الكربون في منشآت الغاز الطبيعي المسال بنسبة 35% وفي منشآت التنقيب والإنتاج 25%. في المقابل تسعى الكويت ضمن استراتيجية الكويت لتحول الطاقة إلى إنتاج الطاقة المتجددة والالتزام بالوصول إلى الحياد الصفري في عام 2050. اما الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2023 الخاصة بالبحرين فتهدف إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30% بحلول عام 2035 بما يسهم في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2026. ولتحقيق رؤية موحدة لدول الخليج لتقليل انبعاثات الكربون من العمليات التشغيلية لمشاريع إنتاج الكهرباء، سعت هيئة الربط الكهربائي الخليجي لاستقطاب أكثر من 20 مديرا تنفيذيا لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية، إضافة إلى 18 منظمة إقليمية وعالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم، إلى الدمام للمشاركة في منتدى دولي يعقد في الدمام يعنى بمستقبل صناعة الطاقة بدول الخليج خلال الفترة من 5-6 مارس المقبل. وقال لـ الاقتصادية المهندس أحمد الإبراهيم الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي، إن المنتدى يشارك فيه نخبة من صناع القرار والرؤساء التنفيذيين لكبريات الهيئات والشركات الخليجية والعالمية من أكثر من 18 منظمة إقليمية وعالمية، إضافة إلى أكثر من 20 مديرا تنفيذيا لشركات التكنولوجيا العالمية الرائدة. وأوضح الإبراهيم أن المنتدى سيناقش تحديات وفرص التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة المستدامة والنظيفة وسبل تطبيق التكنولوجيا في إنتاج وتخزين الطاقة النظيفة وتقنيات دمج الطاقة المتجددة، وديناميكيات السوق، وفرص التكامل الإقليمي في الطاقة النظيفة في دول مجلس التعاون ضمن رؤية الطاقة المستدامة والخطط المستقبلية لتحقيق الحياد الصفري. وأوضح الإبراهيم، أن المنتدى الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع معهد بحوث الطاقة الكهربائية الأمريكي (إبري) يتوقع أن يحضره نحو 400 مشارك يمثلون شركات وهيئات الطاقة إقليميا ودوليا. وكانت هيئة الربط الكهربائي الخليجي قد نجحت في تعزيز أمن الطاقة ورفع مستوى الموثوقية والأمان للأنظمة الكهربائية الخليجية، لتجنيب شبكات كهرباء الخليج لأي انقطاع جزئي أو كلي بنسبة 100% كما حقق الربط الكهربائي وفورات اقتصادية لدول المجلس قاربت الثلاثة مليارات دولار منذ التشغيل الكامل للمشروع.
مشاركة :