أعفى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس (الأحد) نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح من منصبيه، وعين الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيسا للوزراء، كما عين الفريق علي محسن الأحمر نائبا له. وأعلن مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية أن خالد بحاح عين مستشارا للرئيس اليمني. وتأتي هذه القرارات قبل نحو أسبوع من الموعد المفترض لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الشرعية اليمنية والمتمردين الحوثيين. ويبدأ العمل بوقف إطلاق النار في الـ 10 من الشهر الحالي على أن تبدأ المفاوضات بين الطرفين في الكويت في الـ 18 من أبريل. وكان الرئيس هادي أجرى تعديلا وزاريا في ديسمبر شمل وزيري الخارجية والداخلية. وكان الرئيس هادي أصدر في فبراير الماضي قرارا بتعيين الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة للجيش اليمني. ابن دغر.. السياسي المحنك يمتلك الدكتور أحمد بن دغر باعا طويلا في العمل الحكومي والسياسي، وبرز اسمه مرات عديدة كأحد المكلفين بتشكيل الحكومات اليمنية. ويقول مراقبون يمنيون إن ابن دغر لديه رؤى وأفكار قادرة على تجاوز اليمن لهذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي تمر بها، وجعلها عنصرا فاعلا في المحيط العربي والإسلامي والدولي. تقلد ابن دغر خلال حياته العملية العديد من المهمات في مجالات مختلفة، وأسهم بدور مؤثر في حقل العمل السياسي والبرلماني، وقيادة وتطوير الحركات التعاونية، وشارك بفاعلية في مراحل الحوار الوطني، عبر مختلف الظروف التي مرت بها اليمن قبل وبعد الوحدة اليمنية، وكان أحد الموقعين على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية 2011، وأحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني 2013. وعلى الصعيد العلمي، له عدد من الأبحاث والمؤلفات التاريخية بأبعادها السياسية، كرس بعضها لتناول أهمية بناء الدولة في اليمن، ويعد من أوائل الداعين إلى ضرورة بناء الدولة اللا مركزية حفاظا على وحدة اليمن. وشغل ابن دغر منصب النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، وعين مستشارا لهادي في أغسطس 2015، وشغل منصب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الوفاق الوطني في 7 ديسمبر 2011. وفي 11 يونيو 2014 صدر قرار جمهوري بتعيينه نائبا لرئيس الوزراء في حكومة باسندوة إضافة إلى منصب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات. حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ مع مرتبة الشرف الأولى عام 2004. الأحمر.. مهندس التحرير يأتي تعيين الأحمر نائبا للرئيس في وقت تقترب فيه قوات الشرعية من حسم المعركة ضد الانقلابيين. ويتمتع الأحمر بخبرة عسكرية كبيرة ويعول عليه الرئيس هادي في تحرير صنعاء، إذ باتت المواجهات تدور على بعد كيلومترات، ويبدو أنه سيكون رجل المرحلة بحكم مكانته في الجيش. ويعتقد مراقبون أن المرحلة الأخيرة من الحرب في اليمن بدأت وأن تعيين رجل بحجم محسن الأحمر يأتي في هذا الإطار، إذ إنه يتمتع بخبرة ميدانية كبيرة في المحافظات الشمالية وفي الشريط الساحلي الغربي لليمن. والتحق الفريق الأحمر بالجيش عام 1961، ثم التحق بالكلية الحربية في العام 1971، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية في العام 1974، وحصل على زمالة الدكتوراه من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة في العام 1986. سياسيا، يعد الأحمر من أبرز مؤسسي حزب التجمع اليمني للإصلاح أحد أكبر الأحزاب المعارضة في اليمن والذي أسسه عبدالله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد، بصفته تجمعا سياسيا. ويعتبر الأحمر واحدا من أبرز المناوئين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وكان قائدا للفرقة الأولى مدرع التي حاربت الحوثيين، وانشق الأحمر عن نظام علي صالح عام 2011، عندما أطلقت قوات المخلوع الرصاص على المتظاهرين السلميين الذين يطالبون برحيله، وقتلت العشرات في ما سمي بجمعة «الكرامة».