عتيق رحيمي: أردت أن أعكس رعب الحرب ومأزق الأفغانيات

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

التقت الصحفية "مايا رحيمي" بالروائي والمخرج السينمائي الأفغاني "عتيق رحيمي"، الذي تحدث عن روايته الشهيرة "حجر الصبر"، وعن تحويلها إلى فيلم سينمائي، وأبرز المصاعب والتحديات التي واجهته، وكيف تغلب عليها، وفيما يلي جزء من نص الحوار: شك وتردد * كنت من القلائل الذين أخرجوا رواياتهم بأنفسهم، فأنت مؤلف الرواية ومخرج الفيلم، كيف وجدت هذا الانتقال من كاتب إلى مخرج سينمائي؟ - في الواقع كنت صانع أفلام قبل أن أصبح روائياً، درست الكتابة والسينما في فرنسا، بدأت في صناعة الأفلام الترويجية لبعض الشركات قبل أن أنتقل إلى صناعة الأفلام الوثائقية للتلفزيون الفرنسي، كما كتبت وأخرجت عدداً من الأفلام القصيرة؛ لذا قبل أن أصبح كاتباً كنت صانع أفلام، مع ذلك، في كلتا المرتين في "أرض ورماد" و"حجر الصبر" لم يكن لدي نية لتحويلهما إلى السينما، ولكني كنت اقترب من ترجمتهما سينمائياً؛ بسبب خلفيتي المتواضعة، كان لدي بعض الشكوك والتردد في الإقدام على هذه الخطوة؛ لأنني كتبتهما بطريقة روائية، وتساءلت ما الذي يمكن أن أقوله أو أضيفه في الفيلم ولم أقله في الكتاب؟، قبل أن يقنعني "جان كلود كاريير" بأنه يمكن أن تتحول إلى فيلم. بداية لقاء * كيف تعرفت على "جان كلود كاريير" وكيف كان تعاونكما؟ - قابلته في الهند عام 2005م في مشروع آخر، وهو "كابوليوالا" لإخراج قصة قصيرة للكاتب الحائز على جائزة نوبل "رابندارنت طاغور"، وقد تأخر المشروع لأسباب عدة، تحديات وصعوبات * ما أكبر تحدّ واجهك في هذا الفيلم؟ - كان أولها السيناريو لأن الرواية كانت تدور في غرفة واحدة وبشخصيتين أحدهما في غيبوبة، كيف تحول هذا سينمائيا، مع ذلك لم تكن مملة بالنسبة للجمهور، كان الكتاب كله عبارة عن مونولوج داخلي، وكان التمويل عقبة أخرى لأسباب واضحة، تجاوزناها كذلك تقريبا، فكانت المشكلة الأخرى هي العثور على الممثلة التي تستطيع أن تتفاعل وتحمل الفيلم بأدائها، كان واضحا أننا لا يمكن أن نجد الممثلة في أفغانستان أو إيران بسبب المناخ السياسي لهذين البلدين وأيضا للتحديات الفنية والثقافية. التقيت بعدد قليل من الممثلات ولم أكن راضيًا عنهن، ثم التقيت ب"كلوشيفتاه فراهاني" لكن كان لدي بعض الشكوك والتحفظات؛ لأنّها جميلة جداً، ولا أريد لجمالها أن يشتت الانتباه أو يطغى على القصة، ثم عملنا معا ووجدت أن وراء هذا الجمال موهبة هائلة، ووجدت أن أسباب تحفظي عليها في السابق أسباب واهية، الآن بعد إنتاج الفيلم، لا أعتقد أننا كنا يمكن أن ننتج الفيلم دون "كلوشيفتاه فراهاني"، كانت التحدي الأكبر وكان أداؤها هو قلب وروح الفيلم. قضايا أمنية * أين تم تصوير الفيلم؟ - حسنا، تعرفين أنه لا يمكننا تصوير الفيلم بأكمله في أفغانستان بسبب القضايا الأمنية، لذلك فقد صورنا كل المشاهد الداخلية ومشاهد "كلوشيفتاه" في المغرب، وكل المشاهد الخارجية الأخرى في أفغانستان. قصة معروفة * هل ألهمتك حكاية الحجر الأسطوري لتأليف رواية؟ - كلا، القصة معروفة بعدة أشكال بما فيها الشعر والأغاني من الهند إلى إيران وخارجها، بعد أن كتبت الكتاب حيث كانت المرأة تتحدث إلى الرجل الذي في غيبوبة ولم يكن يستجيب، رأيتها موازية لها فأدرجتها في الكتاب. رسالة الفيلم * ماذا أردت للجمهور أن يخرج به من الفيلم، هل أردته أن يخرج بفكرة عن محنة الشعب الأفغاني أو أفغانستان بشكل عام؟ - أولا وقبل كل شيء أريد أن أنوه أنني لست خبيراً بأفغانستان في أي حال لكي أصنع بياناً سياسياً أو ثقافياً أو دينياً، أنا مجرد فنان كتبت قصة معينة أعجبتني ولا ينبغي أن أتصدر لتمثيل البلد أو المنطقة بأكملها، على سبيل المثال لو قرأت "آنا كارنينا" ل"ليو تولستوي" لن تظني أنها تمثل جميع النساء الروسيات، لكن قصتها يمكن أن ترتبط بالنساء في أي مكان، وينطبق هذا الشيء على شخصياتي على الرغم من أنها أفغانية إلا أنها واحدة من كثيرين، سيرتبط البعض بها بينما الآخرون لن يفعلوا، إنها شخصية اخترعتها، قد توجد وقد لا توجد على الإطلاق. أردت أن أعكس رعب الحرب وآثار نظام الوجود البشري، القصة عالمية يمكن أن تحدث في أي مكان، في نفس الوقت الناس مدركون لدور ومأزق النساء الأفغانيات؛ لذا أردت أن أبرز أن المرأة الأفغانية مثل أي امرأة، لديها الآمال والأحلام ذاتها في الحياة، يسمح للرجال بكل شيء بينما النساء مقصورات ومحرم عليهن متابعة الاحتياجات الأساسية كالتعليم، والذي بالطبع يعتبر حقًا لهن، ومن الخطأ حرمانهن منه.

مشاركة :