لا يزال الاعتداء الذي تعرضت له صحيفة "الشرق الأوسط" منذ يومين يتفاعل في لبنان، وقد تمّ إلقاء القبض على 7 من المعتدين فيما لا يزال أحدهم ويدعى (عباس ز) متواريا عن الأنظار وتتم ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية المختصة. وقد رفعت إدارة الصحيفة دعوى شخصية بحق المعتدين مطالبة بتنفيذ القانون بحقهم علما بأن التهمة الموجهة إليهم تندرج في خانة قانون العقوبات اللبناني بتهمة اقتحام أملاك خاصّة وتهديد مواطنين بالقوة. علما بأن أسرة "الشرق الأوسط" لم تتوقف لحظة عن العمل وهي تمارس عملها الصحافي كالمعتاد. أما السؤال المحوري المطروح اليوم هو عمّا إذا كان هؤلاء الشبّان قد قاموا باعتدائهم من تلقاء أنفسهم أم أنّ ثمّة غطاء سياسيا لهم؟ وهذا ما سيتبدّى في الأيام القادمة في حال تكشف أي غطاء سياسي على هؤلاء. علما بأنّ أحد المعتدين ويدعى (بيار الحشاش) هو - للسخرية - أحد المرشحين الدائمين لرئاسة الجمهورية ويدرج نشاطه في خانة "الحراك المدني". متابعة لهذه القضية قال مدير مكتب "الشرق الأوسط" في بيروت الزميل ثائر عبّاس ردّا على سؤال "الرياض" عن تهديد بعض الجهات برفع دعوى ضدّ الصحيفة بسبب رسم الكاريكاتير بقوله: "إن الصحيفة تعمل في لبنان بترخيص لبناني وبالتالي نحن جريدة لبنانية بالكامل يسري علينا قانون المطبوعات ما يعني أن المطالبة بإغلاق المكتب غير منطقي إطلاقا وهو غير وارد". وشرح عبّاس موقف الصحيفة كالآتي: "نحن كأسرة "الشرق الأوسط" لا نعتبر أننا فوق القانون بل نحن تحت سقف القانون اللبناني، ثانيا لقد أوضحنا موقف الصحيفة إزاء الكاريكاتير بشكل لا لبس في بيان صدر عن الصحيفة أسفت فيه للغط الدائر حول الكاريكاتير المنشور والذي فسّر من قبل البعض بصورة خاطئة" مؤكدا بأن "الشرق الأوسط تؤكد احترامها للبنان". ثالثا، سحبت الصحيفة الكاريكاتير عن موقعها الإلكتروني تعبيرا عن حسن النية ولأنه فهم بطريقة خاطئة، رابعا إن القضاء هو الحكم في هذه القضية، ومن هاجموا مكتبنا فعلوا ذلك بحجة الدفاع عن لبنان- الدولة، لكنّهم في الواقع خرّبوا هذه الفكرة بمهاجمتهم مؤسسة خاصة عابثين بمحتوياتها وهذا يعني أن هؤلاء لا يؤمنون بفكرة الدولة". وشدد عباس على نقطتين أساسيتين: إن "الشرق الأوسط" مستمرة بالعمل بشكل طبيعي وهي لن تعمد الى اتخاذ إجراءات غير طبيعية لأنها تعتبر أن أمنها وسلامة موظفيها ال ( 70) هي مسؤولية السلطات اللبنانية المختصة، والأمر الثاني أن من له حق علينا يمكنه اللجوء الى القضاء اللبناني". في هذا الإطار علمت "الرياض" بأن استنفارا أمنيا كثيفا حصل فور وقوع الاعتداء بحيث حضر الى مكاتب الصحيفة في مبنى "برج الغزال" في الأشرفية زهاء ال 15 جهازا أمنيا للتحقيق في الحادث وأظهرت السلطات المختصة لا سيما وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل (المستقيل) أشرف ريفي اهتماما سريعا بحيث تحركت النيابة العامّة فورا ملقية القبض على 7 من أصل 8 من المهاجمين.