يتنوع البشر في ألوانهم وألسنتهم وثقافاتهم، ومع ذلك تبقى هناك عناصر مشتركة لا يخلو بعضها من طرافة، على رأسها ذلك الصراع الأبدي بين الكنة وحماتها، وتزداد هذه العلاقة، الشائكة في معظم الأحوال، صعوبة داخل المجتمعات المحافظة والتقليدية - الأمر الذي ينطبق على المجتمع الياباني رغم كل تقدمه العلمي. من جانبها، تطرح لويز جورج كريتاكا عددًا من النصائح المستقاة من تجربتها الشخصية كأجنبية متزوجة من ياباني، وكذلك تجارب أخرى مشابهة لأجنبيات أخريات شكلن فيما بينهن ما أطلقن عليه «اتحاد الزوجات الأجنبيات من يابانيين». أولى النصائح التي تطرحها لويز في مقالها المنشور بمدونة «جايجين بوت» اليابانية الشهيرة، هي الحرص على عدم العيش مع والدي الزوج الياباني من البداية، وهو أمر ليس بالسهل في مجتمع لا يزال ينتظر من الابن الأكبر وعروسه العيش مع الوالد والوالدة. وبنبرة لا تخلو من خجل، اعترفت ريبيكا، المتزوجة من ياباني منذ 34 عامًا، منها 12 عامًا عاشتها برفقة حماتها الراحلة، أنها - للأسف - لم تشعر أنها تعيش في «منزلها» إلا بعد وفاة حماتها. أما سالي التي تعيش مع حماتها اليابانية منذ 24 عامًا، فأوجزت تجربتها الشخصية في نصيحتين: «تعاملي مع نصائحها بجدية.. فهي في واقع الأمر أوامر في صورة نصائح. أيضًا، احرصي على الاستيقاظ قبلها. أعلم أن هذا قد يبدو مطلبًا غريبًا، لكنه يأتي بنتائج طيبة». أما النصيحة الأكثر شيوعًا فهي محاولة إيجاد أرضية مشتركة مع الحماة، من خلال مثلاً طلب مشورتها بخصوص الطهي أو تربية الأطفال. وعن هذا، أوضحت ستيفاني، المتزوجة من ياباني منذ 10 سنوات: «نصيحتي أن تحاولي إشراكها في جانب من حياتك، مع الحرص في الوقت ذاته على رسم حدود واضحة. مثلاً، اطلبي رأيها ومشورتها، لكن مع توضيح أنك لست ملزمة بتنفيذها طيلة الوقت». أما سوزان، المتزوجة منذ 17 عامًا، فتقول: «كوني واثقة من نفسك - فأنت لست بحاجة لتعديل أسلوب حياتك بحيث يتوافق معها. إن أسلوبك في التعامل مع الأمور، حتى وإن لم يكن يابانيًا، يبقى صالحًا في القرن الـ21 القائم على العولمة». بالنسبة للمجتمع الياباني، فإن بناء علاقات وثيقة مع أبنائه تتطلب فهم أهمية صور التواصل غير الشفهي، والتي لا تقل عن العبارات المنطوقة - الأمر الذي ينطبق على الحماة بطبيعة الحال. وعن هذا، قالت راشيل، متحدثة عن اليابانيين بوجه عام: «إنهم يتركون الكثير مما بداخلهم من دون التفوه به، ويلجأون كثيرًا للتلميح والإيماءات، بدلاً من التعبير صراحة. وفي كثير من الحالات التي يقولون فيها: (لا. لا عليك، سأتولى أنا ذلك)، فإنهم ينتظرون منك حينها المقاومة والقيام بالأمر».
مشاركة :