تُلعب مساء اليوم، المباراة الختامية على كأس موسم الرياض، التي يحتضنها ملعب الهلال «المملكة أرينا»، وتجمع الهلال بالنصر، بعد أن استطاع الهلال الفوز على إنتر ميامي الأمريكي برباعية، وفاز النصر على نفس الفريق بسداسية. اليوم، يجتمع الهلال والنصر، في مباراة «ودية» على «كأس»، ولا أظن أن فريقاً بحجم الهلال، يضع هذه المباراة، أو تحقيق الكأس، من ضمن أجندته، فالخزائن الهلالية المليئة بالذهب المحلي والخليجي والعربي والقاري، وصولاً «لفضية العالم»، فالهلال الذي يتزعم القارة «الصفراء»، لا يعترف إلا بالبطولات «الرسمية»، وحينما يشاهدها المتابع في أي مكان من العالم، يدرك أهميتها وحجمها، ولذلك نرى الهلال عبر قنواته الرسمية يتغنى بـ66 بطولة «رسمية»، محيداً البطولات «الودية» التي فاق عددها 45 بطولة. وعلى النقيض تماماً، نرى فريق النصر، يتمسك بأي بطولة يحققها، ولا يفرق بين البطولات «الودية والرسمية»، فالأمر لديه سيان، والبطولة التي تُقام في «معسكر» لتجهيز الفرق قبل انطلاقة الموسم وبدء البطولات الرسمية، عند النصراويين تتساوى مع البطولة «القارية»، التي لم يحققها عبر تاريخه، ودائماً ما يحتفل النصراويون بمثل هذه البطولات، وآخر احتفالاتهم كانت مساء يوم الخميس الماضي، بعد أن احتفلوا بكأس البطولة العربية «الودية»، والودية، هنا لم نقلها نحن، من قالها هو سمو رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، إلا أن بعض النصراويين اعتبرها رسمية، وهذه «غوغائية» اعتدناها من بعض الجماهير والإعلام الأصفر، ولكن المؤلم حقاً بحق كل نصراوي، هي مشاهدته لفريق الهلال وهو يعتز ببطولاته «الرسمية»، متجاهلاً «الودية»، بينما يشاهد فريق النصر، وهو يضم الرسمية مع الودية، للاقتراب من الهلال، وعلى الرغم من ذلك يبقى خلفه! نعود للقاء اليوم الذي نتمنى أن يكون ممتعاً، وإن كنت أرى أن الهلال لن يهتم بتحقيق اللقب كما ذكرت سابقاً، بقدر اهتمامه بإدخال بعض اللاعبين لتجربتهم، وربما تكون مباراتاه مع «ميامي والنصر»، خير استعداد للعودة للمنافسات «الرسمية»، بينما أرى النصر يحتاج لمثل هذه الكأس، بل بعض جماهيره تنادي بتحقيقها، وهنا نلحظ فرق «الطموحات» ما بين المشجع الهلالي وبين المشجع النصراوي، مع كامل احترامنا للجميع. يأتون للهلال محترفين ويذهبون عشاقاً مرات عديدة، أسمع تلك الجملة، التي وضعتها عنواناً لهذا الجزء من المقال، مردوفة بـ لماذا، على أنني كنت «مقتنعاً» داخلياً بهذه الحالة الغريبة، التي لا تخص إلا نادي الهلال على مستوى الشرق الأوسط، وربما بعض الأندية العالمية بشكل نادر، ولم أكن بحاجة لإثبات ما أنا مقتنع به، لأن شواهد «العشق» حاضرة، ولا تحتاج لبحث مضنٍ ومتعب، ولكنني «وربما غيري كثيرون» كنا بحاجة لمعرفة لماذا تحدث هذه الحالة الغريبة «الجميلة» في نادي الهلال؟ ليأتي الرد في حديث «صريح ومباشر» للاعب نادي الهلال السابق المدافع الكوري جانغ، الذي أُصيب بمرض السرطان، بعد نهاية عقده مع نادي الهلال، ليأتي الأمر مباشرة من إدارة الأستاذ فهد بن نافل، بمعالجة اللاعب على حسابهم الشخصي، وفي أي مركز يختاره، وهذا ما أثَّر في نفس المدافع الكوري جانغ، ليقول في حواره مع الزميل حمد الصويلحي لصالح جريدة الرياضية قبل أيام قليلة، («لقد قدم لي الهلال كل شيء، لقد قدموا لي التفاصيل الصغيرة والكبيرة، واللاعبون لم يتوقفوا عن إرسال الرسائل، مثل: «جانغ، دائمًا نحن معك.. نحن خلفك».. لقد كانوا عائلتي، أنا سعيد من أجل ذلك.. لقد بكيت بسبب ما قدموه، فما مررت به كان صادمًا، ومن ساعدني على تجاوز هذه الصدمة كان النادي، الإدارة، اللاعبين، وعائلتي.. يمكنني أن أقول حقًا إن الهلال هو عائلتي». وعن سبب اختياره للعلاج في مدينة الرياض، رغم أن إدارة الهلال منحته الضوء الأخضر للعلاج في أي دولة، قال («لأنه وطني، والرياض مدينتي، وحدث ذلك بفضل النادي، تحديدًا الرئيس فهد بن نافل وإدارته، لقد ساعدوني بذلك، لكني أعدّ الرياض مدينتي، فلمَ أغادرها») وهنا ندرك معاني سامية، استطاع غرسها في جبين الهلال، كل عاشق مر على كرسي رئاسته، أو عضويته الشرفية، منذ تأسيسه وحتى اليوم، وأدركنا جميعاً، لماذا الهلال مختلف، ولماذا اللاعب يأتي للهلال محترفاً ويغادر عاشقاً. لله در هذا الهلال، الذي صنع المستحيل داخل المستطيل الأخضر، لتشهد بزعامته أكبر قارات العالم، ويصنع «الوفاء» مع كل من مثّله، لنبصم كمتابعين للمشهد الرياضي على أن «الوفاء طبع الهلالي».
مشاركة :