وزير حقوق الإنسان اليمني: المتمردون يرتكبون «جرائم ضد الإنسانية» في تعز

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أدان وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، القصف الممنهج الذي طال عددا من المرافق الصحية والأحياء السكنية في مدينة تعز من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، مشيرا إلى أن «تعز تدفع ثمن انتمائها للشرعية والسلام من خلال تعرضها لأكبر جريمة حرب في اليمن». وأكد الوزير الأصبحي، في بيان أن «ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من خلال الأعمال الانتقامية والقصف العشوائي في تعز هو جرائم ضد الإنسانية وتتنافى مع كل القوانين الخاصة بحقوق الإنسان والشرائع السماوية». وقال الأصبحي إن «وزارة حقوق الإنسان، وهي تناشد المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إدانة هذه الاعتداءات، تؤكد على خطورة الوضع المتدهور في تعز والذي ينبئ بكارثة حقيقية تعيشها المدينة منذ أشهر، وبأن ملف تعز الدامي هو الأساس لحل كل قضايا اليمن». وناشد الوزير الأصبحي « دول العالم كافة والمنظمات العربية والدولية والأشقاء وكل القوى الفاعلة في اليمن بضرورة العمل على إنقاذ مدينة تعز من الاعتداء الهمجي وحرب الإبادة التي تتعرض لها». وجاء بيان وموقف وزير حقوق الإنسان اليمني بعد أن قصفت ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح «وبشكل هستيري إحياء الضبوعة السفلى والكوثر ومبنى مختبر الصحة المركزي بالصواريخ ومضادات الطيران، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين»، مؤكدا أن الميليشيات الانقلابية تركز على عدد من الأحياء السكنية التي تخلو من المظاهر المسلحة والمواقع العسكرية وتعج بالأطفال والنساء. وفي التطورات الميدانية في تعز، تواصل الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح تصعيدها، من خلال عمليات القصف المكثف، وكذا الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات القتال، رغم اقتراب موعد وقف إطلاق النار واستئناف مباحثات السلام، ووفقًا لشهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، فقد أرسلت معظم التعزيزات إلى الجبهة الغربية، التي تشهد أعنف المواجهات منذ أشهر. وشهدت جبهة الضباب، غرب المدينة، مواجهات عنيفة إثر محاولة قوات الجيش والمقاومة الشعبية السيطرة على حدائق الصالح والخط الرئيسي في الضباب الذي يصل بمدينة تعز ومدينة التربة، عاصمة قضاء الحجرية، والمؤدية أيضا إلى مدينة عدن الجنوبية، كما شهدت جبهة حيفان مواجهات عنيفة ورافقها قصف الميليشيات وقوات المخلوع صالح على قرى مدينة ظبي التي استعادتها المقاومة الشعبية بإسناد من اللواء «35 مدرع» التي أرسلت بسرية كاملة لتحرير جبهة حيفان من الميليشيات الانقلابية. وفي مديرية الوازعية، غرب مدينة تعز والتي تعد إحدى البوابات إلى محافظة لحج الجنوبية، أمس ولليوم السادس على التوالي، شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، من جهة أخرى، في الوقت الذي حققت هذه الأخيرة تقدما في الوازعية، حيث سيطرت على مركز المديرية، واستمر قصفها على قرى المديرية، وسقط قتلى وجرحى من الجانبين. وقال الناشط السياسي وضاح اليمن عبد القادر لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الحوثية تكثف حربها ضد تعز بشكل غير مسبوق، مؤكدا أن تعز شهدت ما يقارب 3000 ألف «شهيد» وأكثر من 15000 ألف جريح، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وانعدام الخدمات الأساسية، واستهداف المدارس والمستشفيات وفرض حصار ومنع دخول الأدوية والأغذية، وأشار عبد القادر إلى أن جزءا من التعزيزات أرسلت إلى الوازعية، وإلى أن الهدف من إرسالها هو «فتح جبهة جديدة باتجاه قاعدة العند العسكرية، والعودة إلى محافظة لحج لمحاولة فرض خيارات جديدة على الأرض مع اقتراب المشاورات التي ستكون في دولة الكويت الشقيقة خلال الأيام القادمة رغم تأكيدات المبعوث الأممي أن المرجعية في المشاورات هو تطبيق القرار الأممي 2216، وهو ما يجب أن يتم لأن أي اتفاقيات سياسية خارج هذا الإطار مرفوضة من قبل قوى المقاومة الشعبية على الأرض، وخصوصا في المناطق الملتهبة كتعز». من ناحية ثانية، كثف طيران التحالف من غاراته على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في مناطق متفرقة من مدينة تعز وأطراف المدينة، وكبدهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد، ومن بين المواقع التي استهدفها طيران التحالف، مواقع تمركز الميليشيات في محطة الدعيس الغازية في ورزان بخدير جنوب شرقي المدينة، ومنطقة الأتياس والنوبة والغيل والفاقع في مديرية الوازعية غرب المدينة، ومدرسة الهاملي التي توجد فيها الميليشيا في موزع وحيفان جنوب مدينة تعز. على صعيد آخر، حذر مسؤولون في القطاع الصحي في محافظة تعز اليمنية من استمرار تدهور الوضع الصحي جراء استمرار الحرب والحصار الذي تطبقه الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهو الأمر الذي تسبب في إغلاق كل المستشفيات في المدينة التي لم يتبق فيها سوى مركزي الطوارئ في مستشفى الثورة الحكومي ومستشفى الروضة الأهلي. وقال الدكتور صادق الشجاع، عضو اللجنة الطبية العليا، أمين عام نقابة لأطباء في تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الصحي يزداد سوءا وهناك عجز دائم في الأدوية والمستلزمات الطبية، الأمر الذي يضاعف كثيرا من معاناة الجرحى»، مشيرا إلى أن العجز يكمن في «أدوية التخدير وبعض المضادات الحيوية الهامة والسوائل الوريدية والأدوية الخاصة بالتغذية الوريدية ومستلزمات العظام منها أجهزة التثبيت الخارجي والمسامير النخاعية والصفائح التي تستخدم في تثبيت الكسور وخصوصا كسور العمود الفقري، إذ إن معظم جرحانا إصاباتهم بالغة في العظام ويحتاجون إلى مراحل متعددة للعلاج قد تمتد لسنوات طويلة».

مشاركة :