نيباليون يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا يطلبون من مواطنيهم عدم المجيء

  • 2/8/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وفي حين أن هؤلاء المقاتلين النيباليين يمكنهم أن يكسبوا في شهر واحد ضعف ما يحصلون عليه في عام في بلادهم، فإن الظروف التي يواجهونها وحشية وقد قُتل أو جُرح العديد منهم. وقال سوريا شارما الذي يستخدم اسما مستعارا لأسباب قضائية "رأيت أصدقائي يموتون أمام عينَي" مضيفا "لا يمكن أن يتصوّر النيباليون الذين يسافرون مدى فظاعة الحرب". وبعيد من خضوع هذا الشاب البالغ 24 عاما للتدريب مع جنود روس، تعرضت وحدته لهجوم وهي في طريقها إلى الجبهة في شرق أوكرانيا. وقال "عندما كانت القنابل والرصاص تنهمر، اعتقدت أن حياتي كادت تنتهي". بسبب تضاريس جبال هملايا الوعرة والفقر المدقع، تعد النيبال منذ وقت طويل رافدا بمقاتلين شرسين يخوضون حروب الآخرين، وأشهر مثال على ذلك "الغوركاس" في الجيش البريطاني. لكن القانون يسمح للنيباليين بالمشاركة في القتال مع جيوش أجنبية فقط إذا كان هناك اتفاق حكومي ساري المفعول، وهو أمر ينطبق فقط على بريطانيا والهند. ومنذ بداية حربها على أوكرانيا، لجأت روسيا إلى خدمات مرتزقة، بمن فيهم مجموعة فاغنر المحلية، قبل تمردها الفاشل في حزيران/يونيو الماضي. ولا تقدم روسيا ولا أوكرانيا أرقاما حول عدد المقاتلين الأجانب في صفوف جيشيهما ولا عدد أسرى الحرب المحتجزين لدى المعسكرين. لكن الحكومة النيبالية تقول إن أكثر من 200 مواطن انضموا إلى الجيش الروسي منذ غزو أوكرانيا قبل عامين، فيما يعتقد شارما أن العدد قد يكون أكبر بعشرة أضعاف، ويشمل طلابا وجنودا سابقين وحتى مقاتلين ماويين. وتابع "كنا من أوائل الأشخاص الذين انضموا (إلى الجيش الروسي) لكن في الوقت الحالي هناك عدد كبير من النيباليين، قد يكون عددهم ما بين 2500 و3000". من جهتها، قالت وزارة الخارجية في كاتماندو إن 12 نيباليا على الأقل لقوا حتفهم في القتال كما وقع خمسة آخرين في الأسر في أوكرانيا. ويقول العائدون من الحرب إن العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير، فيما تفيد وسائل إعلام محلية بأن نيباليين قاتلوا مع القوات الأوكرانية أيضا. وبهدف جذب مقاتلين، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منحهم الجنسية الروسية التي تسمح لحامليها بالعمل، بالإضافة إلى رواتب شهرية تصل إلى 2200 دولار. وهذا "العرض" مغرٍ بالنسبة إلى البعض في بلد لا يزيد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيه عن 1300 دولار، وفقا لتقديرات البنك الدولي، وهو أحد أدنى المعدلات في آسيا. "كأنه فيلم" بدأت تنتشر مقاطع فيديو خاصة بمجندين نيباليين يخضعون لتدريب عسكري في روسيا على "تيك توك" العام الماضي، ما دفع أحد المحاربين القدامى السابقين إلى الالتحاق في صفوف القوات الروسية في تموز/يوليو. وقال الرجل البالغ 39 عاما لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه بسبب عدم شرعية أفعاله "إنها حرب، ونحن نقوم بمخاطرة". جمع هذا المقاتل السابق الذي خدم أكثر من عشر سنوات في الجيش النيبالي قبل أن يعمل لدى شرطة دبي، حوالى 15 ألف دولار في ستة أشهر قبل أن يصاب ويضطر للعودة إلى النيبال، وهو يستخدمها لبناء منزل. وقال "لو كانت هناك فرص عمل جيدة في النيبال، لما كان أحد ليذهب" للمشاركة في القتال. ويشعر شارما الذي قال إن وسيطا نيباليا خدعه، بألم شديد مع كل خطوة يخطوها بسبب الشظايا المعدنية في ساقيه. كل عام، يبحث مئات آلاف النيباليين عن عمل في الخارج، 400 ألف بصورة رسمية والعديد غيرهم بشكل غير شرعي، ويدفع كثر لعملاء آلاف الدولارات لتسهيل رحلاتهم. اقترض شارما المال للذهاب إلى روسيا بتأشيرة دراسة لكنه اكتشف أنها لا تخوّله العمل، والوظيفة الوحيدة التي وجدها هي القتال. وقال في غرفته المستأجرة في كاتماندو "كان علي أن أدفع قروضا في الديار ولم أتمكن من إرسال المال". ورغم عدم امتلاكه أي خبرة عسكرية اختار "الالتحاق بالجيش لأنني سمعت أن الرواتب جيدة. لم أقدم على الأمر لأنني أردت ذلك لكن ظروفي أجبرتني على ذلك". خضع لفحص طبي قبل شهرين من التدريب. وروى شارما "تعلمنا التصويب لإطلاق النار وطريقة صنع تحصينات وطريقة استهداف الطائرات المسيرة". لكن "اللغة تمثل مشكلة أيضا" بحسب قوله. وأوضح "لا يمكننا فهم التعليمات التي يعطونها، وفي ساحة المعركة يمكن أن يكون ذلك خطيرا". وتعرضت وحدة شارما، والعدد الأكبر من عناصرها من الروس، وتضم ستة نيباليين، لكمين وهي في طريقها إلى الجبهة في أوكرانيا حتى قبل وصولها إلى كوبيانسك في الشرق. وأسفرت انفجارات عن مقتل عدد من رفاق شارما الذي أصيب في ساقيه ويده. وقال "في بعض الأحيان تشعر كأنه فيلم". أمضى أشهرا في المستشفى قبل أن يغادره مع اقترابه من التعافي في سعي لطلب المساعدة من سفارة النيبال في موسكو. وأضاف "لم أستطع العودة" إلى الجبهة "لذلك، خاطرت بالرجوع إلى النيبال مع فكرة أنني سأذهب إما إلى السجن أو إلى البيت". "لا تأتوا" حظرت النيبال مواطنيها من العمل في روسيا أو أوكرانيا بأي صفة، في محاولة لمنع تجندهم. وقبض على 12 شخصا على الأقل في النيبال لإرسالهم أشخاصا للقتال إلى جانب القوات الروسية. وغالبا ما ينقل الرجال عبر الهند أو الإمارات ويتم تعليمهم أكاذيب لخداع السلطات بحسب الشرطة. وقال وزير الخارجية النيبالي ن. ب سود لوكالة فرانس برس "النيبال بلد يؤمن بعدم الانحياز والسلام". وأضاف "ليس لدينا أي اتفاق مع روسيا وطلبنا عودة هؤلاء الأشخاص فورا". ولم تستجب السفارة الروسية في كاتماندو لطلبات وكالة فرانس برس للتعليق. متحدثا لوكالة فرانس برس من سريره في مستشفى روسي، حضّ نيبالي جريح مواطنيه على مقاومة هذا الإغراء. وقال الشاب البالغ 27 عاما "مهما استعددت، لن يفيد ذلك عندما تسقط القنابل وتهاجم المسيّرات". وختم "أقول للآخرين: لا تأتوا".

مشاركة :