اعتقل جنود إسرائيليون تمام الأسود في ديسمبر/كانون الأول من مدرسة في مدينة غزة كانت تحتمي بها بعدما اخترقوا جدران المدرسة بالدبابات ثم اعتقلوها لأسابيع في إسرائيل حيث تقول إنها تعرضت للإهانة وسوء المعاملة. وتقول الأسود إنها أُطلق سراحها يوم الخميس عند معبر كرم أبو سالم ولم تتمكن من الاتصال بعائلتها التي رأتها آخر مرة لحظة اعتقالها. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب رويترز للتعليق على اعتقال الأسود وما ذكرته عن سوء المعاملة. وبحسب الأسود، دخلت دبابتان إلى المدرسة، ووقفت تشاهد من خلال ثقب في الجدار ورأت القوات وهي تدخل منازل وتفجرها. وسمعت الأسود أصوات نساء من داخل تلك المنازل. وكان الأمر مرعبا على حد وصفها. تمام واحدة من العديد من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال هجومها المستمر منذ 4 أشهر على غزة، وهو الهجوم الذي أسفر عن دمار هائل في معظم أنحاء القطاع الصغير والمكتظ، مما ترتب عليه نزوح معظم السكان من ديارهم. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن ما يقرب من 28 ألف شخص استشهدوا في قطاع غزة من اندلاع الحرب. وسيطرت إسرائيل على أجزاء كبيرة من شمال ووسط غزة، وتقول إنها قتلت نحو 10 آلاف من عناصر حركة حماس، وهو ما تنفيه الحركة. وقالت إن القوات الإسرائيلية عندما دخلت مدرسة عمرو بن العاص بحي الشيخ رضوان في غزة في 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث كانت تمام موجودة هناك في ذلك الوقت، أمرت الرجال بالوقوف في صفوف وخلع ملابسهم قبل أخذ النساء إلى جانب آخر. وجمعت القوات الإسرائيلية المحتجزين في مسجد التقوى القريب. وقالت تمام إنهم سألوها إلى أي فصيل تنتمي. وأخبرتهم أنها مجرد ربة منزل ولم تؤذي أحدا. وتضيف: «قالوا لي أنتِ تشكلين تهديدا لأمن إسرائيل. سوف يتم احتجازك لمدة خمس سنوات». وأكدت الأسود أنه تم بعد ذلك تقييد يديها وتعصيب عينيها ووضعها على متن حافلة مع محتجزين آخرين. نساء فلسطينيات في مدرسة تؤوي نازحين في رفح بعد إطلاق سراحهن من قبل قوات الاحتلال – رويترز إساءة معاملة قالت تمام إن الجنود أهانوها هي ومحتجزين آخرين أثناء الرحلة، وأمروها بأن تُبقي رأسها منحنيا. وكان الأمر غير مريح للغاية، فقد كانوا يضربونها على رأسها أو ذراعها أو رقبتها إذا حاولت رفع رأسها. وقالت إن الشيء نفسه حدث مع باقي المحتجزات في الحافلة. وأوضحت أن المكان الأول الذي احتُجزوهم فيه لعدة أيام كان شديد البرودة. وأضافت أنه تم بعد ذلك تعصيب عينيها مرة أخرى وتقييد يديها، ونقلها إلى سجن الدامون في حيفا. ولم تذكر إسرائيل عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم خلال اجتياحها البري لقطاع غزة. وقدرت جماعات حقوقية العدد بالآلاف. وبحسب تمام، كان ممنوعا على المحتجزين رفع رؤوسهم أو أن يقولوا أي شيء حتى لو كانوا يتألمون. وأضافت أن الجنود أمروها أثناء الاحتجاز بالاقتراب من جدار كان عليه العلم الإسرائيلي. وقالت إن جنديا طلب منها تقبيل العلم. وعندما رفضت، ضرب رأسها في الحائط ثم ضربها على ظهرها، على حد قولها. وأضافت المرأة أن جنديا قال للمحتجزين في النهاية إن جميع نساء غزة سيرجعن إلى بيوتهن. وكانت عودتها فرحة لا توصف، لكنها فرحة ناقصة. وهي حاليا في رفح في الجنوب وتعتقد أن زوجها وأطفالها ما زالوا في مدينة غزة، حيث وقعت أعنف أعمال القتال. وتتمنى تمام أن يلتئم شمل أسرتها، وتقول «إن شاء الله يلتم شملنا». شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :