'مرآة الأساتذة ' يحتفي برواد فن الزمن الجميل

  • 2/10/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - أقامت الفنانة التشكيلية لبنى بن شقرون معرضا فنيا يحمل عنوان "مرآة الأساتذة" برواق منظار الدار البيضاء في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط 2024، حيث عرضت لوحات فنية تكرم فيها أساتذة ورواد تاريخ الفن التشكيلي، مثل بيكاسو وخربشوه وغيرهم، ومن خلال هذا الحدث الفني الراقي، أجرت "ميدل إيست أونلاين" حوار مع الفنانة المغربية لبنى بن شقرون حول كواليس هذا المعرض. وفيما يلي نص الحوار: ما هي مصادر الإلهام الرئيسية لهذا المعرض بالنسبة لك؟ تشمل مصادر الإلهام الرئيسية لهذا المعرض عناصر متنوعة مثل الطبيعة والموسيقى والأدب والتجارب الشخصية، فعلى سبيل المثال تلهمني المناظر الطبيعية المتغيرة باستمرار التي أراها خلال رحلاتي بألوانها وأنماطها وأجوائها الفريدة، كما تثير أشعار أحد الكتّاب المفضلين لدي أو لحنا موسيقيا معينا، تلك العواطف والأفكار التي تتجسد لاحقًا في أعمالي الفنية، وقد أثرت زياراتي المتعددة للمتاحف والفعاليات الثقافية على مساري الفني، وهكذا نشأت فكرة معرضي المرآة للأساتذة، حيث أقدم العرض تكريمًا للأساتذة العظام عبر التاريخ.  ما هو العمل الفني الذي يميزك كفنانة في  هذاالمعرض؟ ما يميزني هو "التحول"، فقد تم إنشاء هذه القطعة باستخدام تقنية مختلطة من التجميع والرسم، إذ ترمز إلى انتقالي من أسلوب تصويري تقليدي إلى نهج تجريبي وتجريدي، ومن خلال استخدام الأشكال العضوية والألوان الزاهية، أعبر في هذا العمل عن رغبتي في الخروج عن الأنماط الفنية المعتادة واستكشاف مجالات إبداعية جديدة. كيف اخترت الفنانين الذين تم تكريمهم في هذا المعرض؟ اختيارهم كان عملية دقيقة ومدروسة، إذ قمت باختيار الذين كان لعملهم تأثير أكبر على حساسيتي الفنية الخاصة، وظهورهم كان واضحًا في أعمالي التشكيلية، كما حرصت أيضًا على تضمين فنانين أقل شهرة ولكنهم مميزون بالمثل، لإلقاء الضوء على مساهمتهم الراقية في تاريخ الفن. كيف يلعب التعلم الذاتي دورًا في ممارسة فنك، وكيف يتجلى ذلك في أعمال هذا المعرض؟ يلعب التعلم الذاتي دورًا أساسيًا في ممارسة فني، حيث تمكّنتُ من خلاله استكشاف مختلف التقنيات والأساليب والمفاهيم بشكل مستقل، ومن تطوير نهج فني شخصي وأصلي، إذ يتجلى هذا البعد في أعمال المعرض من خلال تنوع الأشكال الفنية، مما يعكس إرادتي المستمرة للتعلم والتجربة والنمو كفنانة. ويعد تطوير المهارات من أساسيات تعلمي الذاتي الفني، والشغف الذي أشعر به تجاه الفن، وهذه القدرة الفطرية على التعبير عن مشاعري وأفكاري من خلال لغة بصرية هو مصدر إلهام دائم، إذ شعرتُ منذ صغري بهذا الدافع الإبداعي الذي دفعني لتجربة الألوان والأشكال والملمس، وهذا الشغف الطبيعي دفعني لمواصلة تعلمي بشكل مستقل، حيث سعيتُ لتطوير مهاراتي التقنية والجمالية من خلال المراقبة والتجربة والممارسة المستمرة. أما الصبر فكان دافعًا آخر مهم في رحلتي التعليمية الذاتية، وخاصة في مواجهة التحديات والعقبات التي واجهتها في طريق التعلم الفني، إذ كان إصراري على تجاوز الصعوبات هو ما سمح لي بالتقدم والتحسن بشكل مستمر، بعيدًا عن أن أكون منزعجة من الفشل أو الانتقادات، اخترت أن أنظر إليها كفرص للتعلم والنمو. فكل لوحة غير منتهية، وكل محاولة بلا جدوى سمحت لي باكتساب معرفة جديدة وتحسين مهاراتي، فهذا الصبر الذي يغذيه شغفي بالفن كان دليلي خلال الارتفاعات والانخفاضات في رحلتي الفنية، مما سمح لي بالمضي قدمًا والتميز كفنانة. كل لوحة تحمل بصمة مسارك الفني ومشاعرك، هل يمكنك أن تعطينا مثالًا واقعيًا على كيفية تأثير تجربة شخصية على إحدى إبداعاتك؟ كانت هناك تجربة شخصية مهمة أثرت بعمق على إحدى إبداعاتي، وهي فقدان شخص عزيز، هذه التجربة العاطفية دعتني إلى استكشاف موضوع الفقدان والحزن من خلال سلسلة من اللوحات التجريدية، فكل فرشاة، وكل درجة لون، تحمل بصمة مشاعري وتجاربي الشخصية، مما يخلق أعمالًا مشحونة بالمعنى والصدق. ما هو رابط الحوار البصري الذي تشيرين إليه بين الأجيال من خلال هذا المعرض، وكيف يتجلى ذلك في هذا المعرض؟ يكمن رابط الحوار البصري بين أجيال الفنانين في وضع الأعمال الفنية القديمة والمعاصرة بجانب بعضها.، إذ أسعى إلى خلق تبادل ديناميكي بين العصور والأنماط الفنية المختلفة، حيث يسلط هذا التجاوز الضوء على التأثيرات المتبادلة والصدى البصري الذي يتجاوز الحدود الزمنية، مما يقدم للمشاهدين تجربة غنية ومحفزة. كيف تأملين أن يتفاعل المشاهدين مع هذا التباين بين التقاليد الفنية من الماضي وتعبيرك الفني المعاصر؟ أتمنى أن يتحفز المشاهدون على التفكير في تطور الفن عبر الزمن، وأن يثار لديهم شعورًا بالفضول والاكتشاف والتقدير، لتنوع الأشكال الفنية والمدارس الفكرية التي ساهمت في تشكيل إرثنا الثقافي المشترك. هل يمكنك مشاركتنا  بعض التحديات التي واجهتك أثناء إنشاء هذا المعرض؟ كان تجاوز حدودي واستكشاف تقنيات جديدة تحديًا محفزًا أثناء إنشاء هذا المعرض، إذ  كان التجريب مع وسائط مختلفة، واللعب بالملمس والألوان، والحفاظ على تناغم جمالي، يتطلب عملاً دقيقًا وافتتاحية كبيرة، ولكن بالضبط هذا التحدي الذي سمح لي بالنمو كفنانة وتطوير ممارستي بطريقة معنوية. كيف يساهم تنوع أبعاد الأعمال في التجربة التي ترغبين مشاركتها مع زوار المعرض؟ يساهم ذلك من خلال تغيير الأحجام والنسب، إذ أسعى إلى تحفيز تصورهم ودعوتهم لاستكشاف الأعمال المختلفة من زوايا متعددة، حيث يخلق هذا التنوع أيضًا إيقاعًا بصريًا ديناميكيًا في فضاء المعرض، مما يجذب انتباه الجمهور ويدعوهم للانغماس في عالم من المشاعر والأحاسيس الجمالية. بصفتك فنانة تشكيلية شابة، ما الرسالة التي ترغبين في نقلها من خلال هذا المعرض؟ تتمثل رسالتي كفنانة في الاحتفال بثراء وتنوع الفن عبر العصور، إذ أتمنى أن يشجع هذا المعرض الجمهور على التفكير في استمرارية وتطور الفن، فضلاً عن قوته العابرة للزمن والمكان في ربط الأفراد، كما أتمنى أن تلهم هذه التجربة الفنية الحوار والتفكير وظهور منظورات جديدة، مما يساهم في إثراء فهمنا الجماعي للفن وحالة الإنسان المتغيرة.

مشاركة :