وجًّه مجموعة من الصحفيين الفلسطنيين، نداءً وتحذيرًا إلى المجتمع الدولي من خطورة الوضع الإنساني الكارثي في شمال قطاع غزة. وتتصاعد المجاعة في شمال غزة جراء نفاد كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء وكذلك نفاد حبوب وأعلاف الحيوانات التي اضطر المواطنون الفلسطينيون إلى تناولها. وطالب صحفيو غزة بوقف فوري لسياسة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها المدنيون من قبل قوات الاحتلال، وذلك بمنع دخول المساعدات وعدم توفر أي مواد غذائية. وجاء في بيان بالفيديو: «هذا النداء الأخير باسم الزملاء الصحفيين وباسم أهالينا.. يجب على العالم أن يقف عند مسئوليته، لا سيما وأن شمال غزة يجوع ويجب أن تتوقف عند هذا الحد هذه المجاعة». وتابع بيان صحفيو غزة: «من منطلق مسئوليتنا الوطنية كصوت لكل هؤلاء الصامدين فى غزة وشمالها، والذين يتعرضون لسياسة الإبادة والتجويع التى لا تقل عن الابادة الجماعية حيث الأسواق قد خلت من كل الأساسيات ولا لأي نوع من المواد الغذائية حيت يتعنت الاحتلال فى منع دخول المساعدات». وأطلق صحفيو غزة نداء وتحذير من مجاعة خطيرة جدا غير مسبوقة على مستوي العالم تضرب كل مناحى الحياة وخصوصا الأطفال وكبار السن والمرضى. كما حمل البيان الاحتلال الاسرائيلى والمجتمع الدولى والولايات المتحدة مسئولية هذا التجويع لانه يتم أمام مرئ ومسمع العالم كله. الإمدادات الغذائية ويعاني واحد من بين كل 10 أطفال في غزة دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفقا لبيانات أولية من الأمم المتحدة من خلال قياسات الذراع التي تظهر مستويات الهزال لدى الأطفال. وتقلصت الإمدادات الغذائية التي تعتمد عليها غزة عن مستواها قبل الحرب، وأورد عمال الإغاثة تقارير عن علامات واضحة للمجاعة، خاصة في مناطق شمال ووسط القطاع التي تعد الأكثر تضررا من الحرب الإسرائيلية على حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ووفقا لمذكرة صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أظهرت قياسات محيط أذرع آلاف الأطفال الصغار والرضع أن 9.6% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما يمثل ارتفاعا بنحو 12 مثلا عن مستويات ما قبل الحرب. وفي شمال غزة، بلغ المعدل 16.2% أو واحدا من كل ستة أطفال. مجاعة في الشمال وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد حذر اليوم الجمعة من تصاعد «المجاعة» في شمال غزة، محملا الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعياتها الخطيرة. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بشكل فوري وعاجل بإدخال 1000 شاحنة يومياً لمحافظة شمال غزة حتى تتعافى من المجاعة. وقال موظفون في مجال الإغاثة إنه في الأسابيع القليلة الماضية، تكرر تعرض شاحنات الغذاء للنهب من الحشود الجائعة قبل أن تتمكن من الوصول إلى المستشفيات التي كانت متجهة إليها. وقالت مؤسسة أكشن إيد الخيرية إن بعض الناس يلجأون إلى أكل العشب. وأضافت أن «الجميع في غزة يعانون الآن من الجوع ولا يحصل الناس إلا على لتر ونصف أو لترين من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم». ونقلت منظمة الإغاثة الإسلامية عن أحد موظفيها في غزة قوله «أنا وأطفالي لم نأكل الفاكهة أو الخضار منذ أشهر، ويتعرض الناس للقتل عندما يحاولون لقاء شاحنات المساعدات القادمة من الأمم المتحدة». وأضاف «نحاول صنع الخبز من الذرة المجففة التي كنا نستخدمها سابقا كعلف للحيوانات، حيث أنه أصبح من النادر العثور على دقيق … ونحن محظوظون نسبيا مقارنة بمعظم الناس، الذين ليس لديهم أي شيء على الإطلاق». سوء التغذية وقالت منظمة بروجكت هوب للإغاثة والتنمية غير الهادفة للربح إن حوالي 15% من النساء الحوامل اللاتي قامت بتقييم حالتهن في عيادتها في دير البلح بوسط غزة الأسبوع الماضي يعانين من سوء التغذية. كما أبلغت عن زيادة في حالات فقر الدم أو نقص الحديد، الذي يمكن أن يزيد من حالات الولادة المبكرة ونزيف ما بعد الولادة. وقال الدكتور سانتوش كومار، المدير الطبي للمنظمة، الذي عاد من غزة الأسبوع الماضي، إنه وفريقه قلصوا استهلاكهم إلى وجبة واحدة يوميا تضامنا مع سكان غزة. وأضاف لرويترز «الناس يتضورون جوعا ولا يٌعَامَلُون بكرامة… قالوا (الناس) لي إن الموتى سعداء الحظ» مقارنة بحال الأحياء. ___________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :