“بنما ليكس” تكشف تورط 140 زعيما سياسيا ونجوم في التهرب الضريبي وغسل الأموال

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فضيحة بنما ليكس مقدمة لبدء التضييق على شركات الاوفشور إنشغل العالم بـ فضيحة بنما أو (بنما ليكس) التي كشفت عن 11.5 مليون وثيقة مسربة حصلت عليها ان 140 زعيما سياسيا من دول العالم بينهم 12 رئيس حكومة حالي او سابق هربوا اموالا من بلدانهم الى ملاذات ضريبية. الفضيحة طاولت أيضا نجوما في الرياضة والتمثيل والغناء ورجال أعمال تهربوا من الضرائب باللجوء الى الملاذات الضريبية و الاوفشور. وتنحصر ملايين الوثائق المسربة بملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية ومقرها في بنما وتكشف تفاصيل عن مئات الآلاف من العملاء. واللافت أنّ الوثائق كانت محور تحقيق صحافي ضخم نشره الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ومقره واشنطن وصحيفة زود دويتشه تسايتونغ وأكثر من 100 مؤسسة إخبارية أخرى في مختلف أنحاء العالم. واوضح الاتحاد ان الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لاكثر من 214 الف شركة اوفشور في اكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وهي تغطي فترة تتجاوز 40 عاما من 1977 وحتى ديسمبر الماضي ويزعم أنها تظهر أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تُستغل فيما يشتبه أنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب الضريبي. وتم تسريب هذه الوثائق من مكتب المحاماة البانامي موساك فونسيكا الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ اربعين عاما وقالت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه لم يواجه طيلة هذه العقود الاربعة اي مشكلة مع القضاء. واضاف الاتحاد ان هذه الوثائق حصلت عليها اولا صحيفة تسود دويتشه تسايتونغ الالمانية قبل ان يتولى الاتحاد نفسه توزيعها على 370 صحافيا من اكثر من سبعين بلدا من اجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالى عام كامل. ولم يوضح الاتحاد كيف تم تهريب هذه الوثائق التي اطلق عليها اسم اوراق بنما اذ انها سربت من شركة محاماة بنمية، لكن الحكومة البنمية أكدت انها ستتعاون بشكل وثيق مع القضاء اذا ما تم فتح تحقيق قضائي استنادا الى الوثائق المسربة، فيما دان مكتب المحاماة عملية التسريب معتبرا انها جريمة وهجوما يستهدف بنما. قال اتحاد الصحافيين الاستقصائيين ان الوثائق تثبت ان المصارف ومكاتب المحاماة واطراف اخرى تعمل في الملاذات الضريبية غالبا ما تنسى واجبها القانوني بالتحقق من ان عملاءها ليسوا متورطين في اعمال اجرامية. واعتبر مدير الاتحاد ان هذه التسريبات ستكون على الارجح أكبر ضربة سددت على الاطلاق الى الملاذات الضريبية وذلك بسبب النطاق الواسع للوثائق التي تم تسريبها. وتفيد الوثائق ان اشخاصا مرتبطين بالرئيس الروسي هربوا اموالا تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. وكتب الاتحاد على موقعه الالكتروني ان شركاء لبوتين زوروا مدفوعات وغيروا تواريخ وثائق وحصلوا على نفوذ لدى وسائل اعلام وشركات صناعة سيارات في روسيا. وذكرت صحيفة لا ناسيون الارجنتينية التي شاركت في التحقيق ان الرئيس الارجنتيني ماوريسيو ماكري كان عضوا في مجلس ادارة شركة اوفشور مسجلة في جزر الباهاماس لكن الحكومة الارجنتينية اكدت الاحد ان الرئيس لم يساهم ابدا في رأسمال هذه الشركة بل كان مديرا عابرا لهذه الشركة. وكشفت الوثائق ايضا شركات مرتبطة بافراد من عائلة الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يرفع لواء مكافحة الفساد في بلاده. وبين اقرباء الرئيس الصيني الذين وردت اسماؤهم دينغ جياغي زوج الشقيقة الكبرى لشي، وقال الاتحاد ان دينغ اصبح في 2009 عندما كان شي عضوا في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الذي يتمتع بنفوذ كبير مشاهما في شركتين وهميتين في الجزر العذراء البريطانية. كما ورد اسم لي تشاولين ابنة رئيس الوزراء الصيني من 1987 الى 1998 لي بينغ، وقد استفادت من مؤسسة في لشتنشتاين تديرها شركة مسجلة في الجزر العذراء البريطانية عندما كان والده رئيسا للحكومة. ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق لاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت اعلى هرمه في الاشهر الاخيرة. وفي هذا الاطار فان اربعة من 16 عضوا في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا بحسب الوثائق المسربة شركات أوفشور اسسها مكتب موساك فونسيكا. ووردت في هذه الوثائق ايضا اسماء حوالى 20 لاعب كرة قدم من الصف الاول بينهم خصوصا لاعبون في فرق برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد وفي مقدمة هؤلاء ليونيل ميسي. وبحسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين فان النجم الارجنيتي الحائز مرات عديدة على كرة الفيفا الذهبية شريك مع والده في ملكية شركة مقرها في بنما، وورد اسم النجم ووالده للمرة الاولى في وثائق مكتب المحاماة في 13 يونيو 2013 اي غداة توجيه الاتهام اليهما بالتهرب الضريبي في اسبانيا. ومن نجوم عالم الكرة الواردة اسماؤهم في الوثائق برز ايضا اسم ميشال بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب المحاماة في 2007 العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد الاوروبي لكرة القدم لتأسيس شركة في بنما، وتعليقا على هذه المعلومات قال بلاتيني ان المرجع في هذه القضية هو ادارة الضرائب في سويسرا بلد اقامته الضريبية منذ 2007. وتشمل الوثائق معاملات جرت على مدى اكثر من اربعة عقود (1977-2005) لشركات تولى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي ومن بينها معاملات اجراها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والذي توفي في 2010 واخرى اجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز. وكان لزعماء عرب حصة في الفضيحة بينهم الرئيس السوري بشار الأسد والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وغيرهما. ويورغن موساك المؤسس الآخر لمكتب المحاماة نفسه الذي انشىء قبل ثلاثين عاما, ولد في المانيا في 1948 قبل ان يهاجر الى بنما مع عائلته ليدرس الحقوق، وفتح المحاميان مكتبا في الجزر العذراء البريطانية اولا قبل ان يعودا الى بنما عندما اجبرت الارض البريطانية تحت ضغط دولي على التخلي عن نظام الاسهم المغفلة.

مشاركة :