حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (السبت) من تبعات إقليمية خطيرة لقيام القوات الإسرائيلية باستهداف مدينة رفح بقطاع غزة. وشدد أبو الغيط في بيان على أن نوايا إسرائيل بفرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى رفح كملاذ أخير من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي. ونقل جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام عن أبو الغيط قوله إن دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين للنزوح من القطاع هو انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلا عما يمثله من إشعال خطير للموقف في المنطقة عبر تجاوز الخطوط الحمراء للأمن القومي لدولة عربية كبيرة هي مصر. وأكد المسؤول العربي أن العالم عليه أن ينتبه لخطورة الممارسة الإسرائيلية المدفوعة بأجندة يمينية متطرفة تريد إفراغ القطاع من سكانه وتحقيق تطهير عرقي متكامل الأركان لا يجب أن يكون له مكان في هذا العصر. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن رموزا في الحكومة الإسرائيلية لم يخفوا نوايا التهجير والترحيل للسكان، بل وإعادة المستوطنات الإسرائيلية إلى القطاع، بما يجعل التحرك الدولي في هذه المرحلة ضرورة للحيلولة دون وقوع كارثة تزيد من تصعيد الأوضاع واشتعالها على مستوى الإقليم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب أمس (الجمعة) من الجيش الإسرائيلي إعداد "خطة مزدوجة" لعملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال بيان لرئاسة الوزراء الإسرائيلية إنه "لا يمكن تحقيق هدف الحرب وهو تدمير حماس في حين يتم إبقاء أربع كتائب تابعة لها في رفح". وأضاف البيان أن "عملية عسكرية مكثفة في رفح تلزم إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال". وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 إلى 1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي مئات الآلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب بعد الاجتياح البري الذي شنته إسرائيل منذ الـ 27 من أكتوبر الماضي. ويدور القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس ومعها باقي الفصائل الفلسطينية في محيط مدينة خان يونس وسط القطاع، في حين لم تمتد إلى رفح جنوبه، في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفا مدفعيا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب قبل أربعة أشهر.