(كونا) - أكد وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور عمق العلاقات بين بلاده والكويت وتعاونهما في المحافل الاقليمية والدولية حيال القضايا المشتركة التي تهم المنطقة والعالم. وقال غندور في مؤتمر صحافي اليوم الاثنين ان زيارته للكويت جاءت تلبية لدعوة من النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح للتباحث حول قضايا ثنائية والاوضاع الاقليمية والدولية والنظر في توافق الرؤية بين البلدين حول هذه القضايا خاصة ان الدول العربية تشهد تحولات وقضايا كبرى. واضاف انه نقل لسمو امير البلاد رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بالعلاقات بين البلدين والاوضاع الدولية منوها بنتائج لقاءاته مع رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم ورئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية التي "تؤكد عمق العلاقات بين البلدين وانها على الطريق الصحيح". وقال ان الزيارة اكدت على التعاون الثنائي في المحافل الاقليمية والدولية مضيفا انه راجع مع الصندوق الكويتي المشاريع القائمة في السودان وتنفيذها والتزام بلاده بها. وذكر ان لقاءه مع رئيس غرفة التجارة والصناعة "كان لقاء صريحا واضحا وصادقا ناقشنا خلاله كيفية تطوير الاستثمارات الكويتية التي هي من اقدم الاستثمارات واتفقنا ايضا على ان يقدم السودان مشاريع ثابتة ومحددة ومخططة للاشقاء في الكويت ورجال الاعمال". ولفت الى ان الاستثمارات الكويتية والخليجية في بلاده كبيرة جدا في مجال صناعة السكر والفندقة وقطاع الاتصالات موضحا ان السودان يصدر العلف للامارات والسعودية والكويت. واضاف غندور ان السياسة الخارجية السودانية تهدف الى المحافظة على وحدة وامن السودان اضافة الى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال ان السودان يعيش في محيط يتطلب منه ان تكون الاولوية للأمن مبينا ان بلاده محاطة بدول تشهد احداثا كثيرة متسارعة منها حرب اهلية في الجنوب وجماعة (بوكو حرام) في الغرب وما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة في الشمال اضافة الى حركات ارهابية كثيرة يمكن ان تؤثر على امن اي بلد. واكد حرص بلاده على "حلحلة اي اشكالات" مع الدول المجاورة لها "بالحوار المباشر" مشيرا الى تمتع بلاده بعلاقات مميزة مع جيرانه. ولفت الى ان السياسة الخارجية للسودان ترتكز على ان "نكون جزءا من الحاضنة العربية وان نبقى مع الاشقاء في خندق واحد" مضيفا ان السودان "جزء من اعادة الشرعية الى اليمن وجزء من تحالف في اطار جامع تدعمه العلاقات المباشرة وقرارات الجامعة العربية حيث نتناقش بصراحة بشأن تدعيم الصف العربي". واعرب عن الامل في ان يستعيد اليمن عافيته خاصة مع استضافة الكويت للحوار اليمني مشيدا بلجهود الكبيرة التي تبذلها الكويت لدعم وحدة اليمن وانهاء الصراع الدائر هناك. وقال ان سياسة بلاده قائمة على عدم التدخل في شؤون الاخرين و"لدينا مرتكز في سياستنا الخارجية هو التعاون في مكافحة الارهاب". واضاف ان لدى الاجهزة الامنية المعنية بمكافحة الارهاب في السودان شبكة اتصالات مرتبطة بشبكة افريقية وعربية لتبادل المعلومات بهذا الشأن معربا عن اعتقاده بضرورة ان يعطى التعاون في مكافحة الارهاب اولوية بين الدول. وعن الوضع الامني في دارفور اوضح ان هذه المنطقة خالية تماما من التمرد مضيفا ان زيارة الرئيس البشير اليها تعد رسالة تبين ان امنها مستتب وان حركات دارفور باتت في نهاياتها. وقال ان بلاده تعمل على وجودها الطبيعي وتمتين علاقاتها مع الاشقاء الافارقة والعرب مضيفا ان للسودان تاريخا ممتدا في افريقيا حيث تعتبر اول دولة تنال استقلالها من منطقة جنوب الصحراء. وعن علاقات بلاده الاقتصادية اوضح غندور ان بلاده توجهت شرقا من خلال علاقاتها مع الصين اذ تعتبر السودان بوابتها الى القارة الافريقية لاسيما الاستثمار في مجال النفط مضيفا ان "علاقتنا مع الصين بلغت مرحلة توقيع شراكة استراتيجية". وعن سد النهضة قال ان السودان "ليس محايدا ولا منحازا وانما نحن اصحاب مصلحة واضحة ولدينا مخاوف من قيام السد" مضيفا ان لدى اثيوبيا الحق في اقامة المشاريع التنموية على ارضها دون ان تؤثر على الشركاء الاخرين في مياه النيل. وعن المشهد الليبي ذكر ان بلاده جزء من اجتماعات الحوار "وموقفنا متوافق مع الاشقاء الجزائريين والتونسيين برفض التدخل الاجنبي". وكان وزير الخارجية السوداني قد بدأ امس زيارة الى البلاد يلتقي خلالها عددا من كبار المسؤولين.
مشاركة :