أعلنت وزارة الآثار المصرية الكشف عن مقبرة الملك الفرعوني "سوبك حتب الأول" (1786 - 1763 ق.م) أول من تولى حكم مصر في بداية الأسرة الثالثة عشرة، والتي حكمت مصر في الفترة من (1790 إلى 1649 ق.م). ولفت بيان الوزارة الصادر، أمس الاثنين، وحصلت وكالة أنباء الأناضول على نسخة منه أن "الكشف تم أثناء عمل بعثة جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية في الجنوب من مدينة أبيدوس بمحافظة سوهاج بصعيد مصر". وقال وزير الآثار محمد إبراهيم في البيان إن "الخيوط الأولى لهذا الكشف بدأت تتضح حينما تم العثور على تابوت ضخم من صخر "الكوارتزيت" (نوع من الصخور الرسوبية التي تحتوى على الكوارتز والأحجار الرملية والصوان) يزن 60 طنا في عام 2013، إلى أن تم العثور على كسرات للوحة منقوشة تحمل اسم الملك وتصوره جالساً علي العرش في الأسبوع الماضي". وأضاف إبراهيم أنه "تم العثور أيضًا على كسرات لأوانٍ كانوبية (هي أوانٍ استخدمها قدماء المصريين خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى عند البعث، تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار) تخص الملك والتي كان يحفظ بداخلها الأعضاء الداخلية لجسد المتوفى، بالإضافة إلي عدد من العناصر المذهبة لمتاعه الجنائزي". وأشار إبراهيم إلى "توفير كافة سبل التأمين والحراسة لموقع الكشف بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار، حتى يتم الانتهاء من استكمال أعمال الحفائر بالموقع والكشف عن كافة العناصر المعمارية للمقبرة". وأعرب عن "ضرورة وضع خطة سريعة لترميمها وتأهيلها للافتتاح أمام السياحة المحلية والعالمية، في إطار مساعي وزارة الآثار لافتتاح مقاصد أثرية جديدة تعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة إلي مصر". من جانبه، أشار على الأصفر، رئيس قطاع الآثار المصرية، في البيان، إلي أن "المقبرة المكتشفة مصممة على الشكل الهرمي، كما أنها تتشابه مع إحدى الأهرامات المعروفة والتي تخص "أمني كماو" أحد ملوك مصر في بدايات عصر الأسرة الثالثة عشرة، والموجود بدهشور (بالجيزة، غربي القاهرة)". ولفت إلى أن "المقبرة مشيدة من الداخل من كتل حجرية ضخمة، أما غرفة الدفن فمبنية من حجر الكوارتزيت الأحمر الذي تم نقله من الجبل الأحمر بالقرب من القاهرة". فيما أوضح أيمن الضمراني، الخبير الأثري المرافق للبعثة، في البيان، أن "هذا الكشف يعد أحد الاكتشافات الهامة في الفترة الأخيرة، حيث لم يعثر لصاحب المقبرة على أي آثار تذكر إلا النذر القليل، من بينها الإشارة إلي اسمه على أحد الجدران الأثرية بأبيدوس، وما ورد في بردية تورين بإيطاليا يشير إلي أنه تولى حكم مصر لمده 4 سنوات ونصف، والتي تعد أطول فترة حكم في ذلك العصر، مما يعكس أهمية الكشف عن مقبرته لما تحتويه من نقوش قد تساهم في التعرف على المزيد من التفاصيل الخاصة بحياته وفترة حكمه". ولفت الأثري الأمريكي، جوزيف واجنر، رئيس البعثة، كما جاء في البيان، إلى أن "أعمال الحفر لا تزال مستمرة حيث إن الكشف يحتاج إلي المزيد من الدراسات والاكتشافات بحثًا عن المزيد من التفاصيل الحياتية لهذه الحقبة التاريخية الهامة من التاريخ المصري القديم والتي تفتقر للكثير من المعلومات الأثرية".
مشاركة :