شدد وزراء شباب عرب، خلال مشاركتهم في جلسة تمهيدية للقمة العالمية للحكومات 2024، على ضرورة معالجة مشكلات الشباب العربي، وعلى رأسها ارتفاع نسبة البطالة، وفقدان الهوية الحضارية والثقافية، وتدني فرص التدريب في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وكذلك هجرة العقول وما تؤدي إليه من خسائر مادية للوطن الأم. وأكد الوزراء أن إقدام دولة الإمارات على إشراك الشباب في القمة يأتي كخطوة مهمة على طريق تمكين الشباب، وتسليحهم بالخبرات الإدارية اللازمة للنهوض بأعباء المستقبل، بما يجعل القمة منبراً فريداً لطرح قضايا الشباب بحضورهم كأعضاء فاعلين فيها. وعُقدت الجلسة أمس تحت شعار «تحديات جيل جديد: رؤى متجددة نحو تمكين الشباب العربي». وقالت روان بنت نجيب توفيقي، وزيرة شؤون الشباب البحرينية، إن تعزيز التعاون بين الشباب العربي يقتضي كشرط أساسي فتح آفاق التعاون العربي على المستويات كافة، مؤكدة أن دخول الشباب ساحة الاقتصاد والعمل السياسي العربي سيؤدي إلى أفكار إبداعية مصدرها العقول الأكثر انفتاحاً ورغبة في اللحاق بركب التطور. ورأى كمال دقيش، وزير الشباب والرياضة التونسي، أن البطالة تشكل أبرز التحديات في الوطن العربي، وهناك فرض غائب يجب على الحكومات أن تؤديه بهدف استئصال هذا التحدي بما يتيح تحقيق الاستفادة المنشودة من رأس المال البشري. وطالب الوزير في كلمته في الجلسة بتعزيز التآزر بين الشباب العربي، وتشجيع الاستثمارات الصغيرة بينهم، وهذا يقتضي أولاً تذليل العقبات التي تعوق الاستثمار العربي المشترك، الذي صار ضرورة حتمية في عالم اليوم. ولفت إلى أن هناك تراجعاً في علاقة الشباب العربي بلغته الأم، وهذا أمر يتطلب يقظة ووعياً، فاللغة ليست مجرد أداة تعبير كما يعلم الجميع، بل هي وعاء الثقافة والفكر، ومن الغريب أن العرب الذين يقيمون بالغرب يحافظون على روابطهم الحضارية، في حين يتخلى عنها شباب عربي يعيش على أرض وطنه. وركز الدكتور جورج كلاس، وزير الشباب والرياضة في لبنان، على أزمة هجرة العقول العربية وخسارة الوطن الأم مهارات وكفاءات أبنائه، قائلاً: «إن العقل البشري المبدع هو الذي يصنع الثروة، ودوره أهم من الثروات الطبيعية، وعلينا في العالم العربي مواجهة مشكلة أن المبدعين يهربون إلى حيث يتوفر لهم مناخ وبيئة الإبداع». وشدد على ضرورة الاهتمام بالنشء الموهوب، والعمل على استثمار نبوغهم وصقله في سن مبكرة. على صعيد متصل أكد شباب مشاركون في القمة أن هناك 4 تحديات رئيسية لا بد من تذليلها، تتمثل في النظرة المستقبلية للهوية العربية بعد نمو العولمة، ونقص الوعي المالي وكيفية إدارته، والفجوة بين التخصصات الأكاديمية ومتطلبات العصر المتغيرة بشكل سريع، واتساع الفجوة بين المخرجات التعليمية ومهارات العصر الحديث، وطالبوا ببرامج تعليم مستمر لمواكبة التطور التكنولوجي. وأكد مروان الشحي أن نمو الاعتماد على التكنولوجيا وتطور تقنيات العالم الافتراضي التي تجذب الملايين إليها سيؤثر حتمياً على الهوية العربية، معتبراً أن هذا التأثير قد يكون سلبياً ما لم نستغل آليات العصر لتعزيز هويتنا الحضارية. وقال عبدالله الرئيسي إن الشباب يحتاجون إلى تعزيز الوعي المالي وكيفية إدارة الأموال بطريقة صحيحة، مشيراً إلى أن الظروف الحياتية اليومية قد تدفع الشباب إلى اتخاذ قرارات مالية غير عقلانية، ترتد عليهم بشكل كارثي وتدمر مستقبلهم. وتناول خالد الجابري الفجوة القائمة بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل قائلاً: «هذا أبرز التحديات، وهناك أزمة تتمثل في أن السوق يحتاج تخصصات ذات صلة بالبرمجة والتكنولوجيا والشبكات في هذا العالم المتسارع الذي تفاجئنا الابتكارات المستحدثة كل ثانية فيه». وقال عبدالقادر بن أحمد الشقاف إن الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي توسع الفجوة بين الشباب وروح العصر، وهذا تحدٍّ مستمر يجب على الحكومات وضعه على رأس أولوياتها. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :