قبل 46 عاماً... بعد 46 عاماً

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استمع خالد عبدالله تريم مضت صحيفتكم الخليج، على مدار خمسة عقود، بمحبتكم ومؤازرتكم، أبعد وأعمق، في عمر العمل والتنوير والإشعاع، وفي الاهتمام بالأفكار الكلية، كما بأدق التفاصيل، وذلك نحو تقديم خدمة صحفية متقدمة تجدر بصحيفتكم تاريخاً وتطلعاً، ويستحقها، بالتأكيد، القارئ الكريم، وهو في صميم عصر التحولات في السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والعلم، فلابد من صحافة مواكبة بل سباقة، هذا ما عملت الخليج على تحقيقه منذ التأسيس الأول في عام 1970، على يد الشقيقين الكبيرين الوالدين، الأستاذ تريم عمران، والدكتور عبدالله عمران، رحمهما الله. الآن، بعد 46 عاماً على التأسيس، نستحضر، نحن أسرة دار الخليج، تلك المسيرة الحافلة بالعطاء والوفاء، منذ إرهاصات ما قبل الاتحاد، مروراً بمراحل تقوية مؤسساته وتعزيز مكتسباته مع والدنا وقائدنا وحكيم العرب، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، رحمهم الله، وصولاً إلى التمكين في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فنزداد ثقة وقوة وإصراراًً. الإرث الذي بين أيدينا، وفي أقصى الوجدان مسؤولية لا يعجزنا تحملها، وإن أعجزنا الوصف، ونضعها دائماً في دائرة التكليف لا التشريف، ولذلك نستشعر حجم مسؤوليتها، وطنياً وقومياً وإنسانياً. تُرى كم من المبادرات والحوارات والآراء والأخبار والأسرار منذ عدد التأسيس الأول عام 70، وعدد اليوم؟ تُرى كم من المنجزات والخطوات وفؤوس البناء؟ تُرى كم من الحروب والانتصارات والانكسارات؟ تُرى كم من التحولات الكبرى بين وسائل نجحت، وأخرى ذهبت إلى النسيان، وغايات وصلت غاياتها، فيما كان الإخفاق حليف غيرها؟ وسط ذلك كله، عملت الخليج ناسجة بأبجدية، خصوصية رايات سبقها الشاهقة، محققة فكرة التطور الهادئ، لكنه البصير، وبالصوت العالي قطعاً الذي هو، كما تعرفون، ليس الضجيج. التطوير في الخليج بعض العمل اليومي. وطبيعي لدى من يشتغل على فكرة التجديد يومياً، ويؤمن بأنه لا صحافة مهمة من دون تجديد، أن يضع فكرة التغيير في أولوياته الاستراتيجية. فما تقدمه أسرة الخليج اليوم، على صعيدي الشكل والمحتوى لقارئها الكريم، يأتي ضمن ذلك العنوان، عنوان حرص صحيفتكم على أن تكون، مع قارئها، في الطليعة دائماً. ولا يسع الخليج، صحيفتكم التي هي منكم ولكم، إلّا أن تجدد العهد لقيادة الإمارات وشعبها، والعرب في كل مكان، بأن تبقى للحقيقة والواقع من دون زيف أو خوف، واضعة القضايا الوطنية والقومية في الواجهة والمواجهة، وقريبة من الناس وهمومهم وأحلامهم. فكم تُرى تغير، ونحن نشعل شمعة جديدة على التأسيس الأول؟ الذي تغير بحجم وطن، هو اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة. وبين العدد الذي بين أيديكم، وعدد الخليج الأول، الذي يُغلّفه ويُقدم إليكم هدية اليوم، بعض همس التاريخ الذي سرعان ما يتحول إلى بوصلة ودليل.

مشاركة :