غزة - أصيب عدد من النازحين الفلسطينيين الثلاثاء في قصف إسرائيلي استهدف جدار معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومص في خطوة من الممكن أن تثير غضب مصر وقلق المجتمع والدول الرافضة لتهجير الفلسطينيين. وأفادت مصادر إعلامية بأن الجيش الإسرائيلي استهدف جدار معبر رفح الحدودي مع مصر ما أسفر عن إحداث ثقب فيه، وإصابة عدد من النازحين المقيمين منذ أكثر من شهرين داخل الجانب الفلسطيني من المعبر بعد نزوحهم من مناطق مختلفة من قطاع غزة. وأوضح أن الجدار المستهدف في المعبر يجاور منطقة تجمّع المسافرين قبل دخولهم الصالة الفلسطينية لإنجاز عملية ختم الجوازات والانتقال إلى الجانب المصري. وباتت تعود الى الواجهة الخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة نحو سيناء وهو ما حذر منه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ بداية النزاع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي كما رفضته العديد من القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة التي أكدت رفضها دعم الهجوم. ويرى مراقبون أنه لا يمكن فصب الهجمات الأخيرة عن التهديدات التي وجهها وزراء من اليمين الديني للقاهرة بالتورط في تهريب السلاح لحركة حماس عبر الانفاق في معبر رفح. واقترحت الحكومة الإسرائيلية إجلاء سكان مدينة رفح إلى مدن خيام واسعة، قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، وفقا لتقرير إعلامي. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الإثنين عن مسؤولين مصريين وصفهم لاقتراح إسرائيل للإخلاء الذي ينص على إقامة 15 مخيما. وسيحتوي كل مخيم على حوالي 25 ألف خيمة، في الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة الساحلية المغلقة. وأضافت الصحيفة أن مصر المتاخمة لمعبر رفح ستكون مسؤولة عن إقامة المخيمات والمستشفيات الميدانية. كما ذكرت الصحيفة أن اقتراح إجلاء السكان قدم إلى مصر في الأيام الأخيرة. ودعت الحكومة الإسرائيلية منظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة إلى المساعدة في إجلاء المدنيين من رفح. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في نيويورك يوم الاثنين إن كل ما يحدث في الجزء الجنوبي من المنطقة على الحدود مع مصر يجب أن يحدث مع الاحترام الكامل لحماية السكان المدنيين. واضاف "لن نكون طرفا في التهجير القسري للسكان. وفي الوقت الراهن، لا يوجد مكان آمن في غزة". يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كان استهدف المعبر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما تسبب بإحداث أضرار بالغة في مرافقه وبنيته التحتية، وفق بيان حينها لهيئة المعابر في قطاع غزة. والأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب. والإعلان الإسرائيلي قوبل بتحذيرات ودعوات دولية لعدم الإقدام عليها لما سيكون لها من نتائج "كارثية" على نحو مليون و400 ألف فلسطيني معظمهم نازحون من مناطق أخرى في القطاع مثّلت رفح آخر ملاذ لهم. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الاثنين "28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة "جرائم إبادة" للمرة الأولى منذ تأسيسها.
مشاركة :