محمد بن سلمان.. شمس المستقبل تشرق

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الصورة التي نشرتها وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مترافقة مع المقابلة التي أجرتها معه ونشرتها في موقعها، يبدو أنها صورة عفوية التقطت دون ترتيب أو تنسيق مسبق، إذ ظهر فيها ولي ولي العهد السعودي بشخصيته الحقيقية أو صورته الداخلية دون مزيد من الكلام. فحين يظهر الأمير الشاب حاسر الرأس، دون (كوفية) أو (غترة) أو (شماغ) أو (عقال)، فهذا يعني أن طموحه لا حد له وتفكيره مفتوح ولا نهائي أبدا. وزير الدفاع بدا أيضا بثوب أبيض لا تزينه تطريزات ولم يكن لامعا. كان يعكس صورته الحقيقية حيث البريق الخارجي يشير إلى الخواء الداخلي فيما كان بريق (بن سلمان) يسطع في عقله، أفكاره وخططه التي تستشرف المستقبل وتسير إليه بثقة واطمئنان. كان لمعانه في روحه وعقله، كان الضوء داخليا! ثمة كتاب أو اثنان يستريحان على طاولة صغيرة أقصى اليمين قليلا من الأمير، وهذا يعني أن الثقافي والسياسي يعودان للتصالح، فالكتاب معرفة والمعرفة هي القوة. لم تكن الصورة تظهر أن وزير الدفاع السعودي كان يتكلم أو ينظّر ويتلاعب بالكلمات، بل كان يحرك يديه وينظر إلى الأمام وهي دلالة على أنه يحب العمل والمزيد من العمل. ولذا كان صامتا كل تلك الفترة السابقة وها هو صمته يثمر فعلا بتأسيس صندوق سيادي بمبلغ 2 ترليون دولار، لمرحلة ما بعد النفط، كما أن قراره بخصخصة جزء من أرامكو سيجعل الشركة الأكبر في المملكة أكثر شفافية ووضوحا! في الصورة أيضا كانت أزرار ثوبه العلوية مفتوحة، تلك إشارة إلى أنه لا سقف فوق طموحنا فوق أفكارنا أو غدنا الذي ننتظر، فضاؤنا رحب ومطلق أمام الشباب الذين يشكلون 70% من هذا الوطن.. وقد بدأ اهتمامه بالشباب باكرا، أي قبل سنوات عندما رأس، ولا يزال، مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب والذي أُسس بمبادرة من الملك سلمان من أجل تعزيز جهود المملكة في دعم الشباب وتحقيق طموحاتهم لصناعة مستقبل أكثر إشراقا وأمانا وتقدما. ولأن الأمير محمد بن سلمان هو واحد من هذه النسبة الكبيرة التي تشكل المملكة اليوم فإنه مثلهم يمتلئ حيوية وحماسا لاصطياد الفرص من الأزمات والإيقاع بها في شباك النجاح، وليس برنامج التحول الوطني الذي أعلن عن بدايته بعد شهر إلا واحدة من الخطوات الذكية ضمن برنامج وطني شامل يعالج الأزمات الاقتصادية ويقلل من نسبة البطالة حتى نصل إلى مرحلة اقتصادية مستدامة للأجيال المقبلة. التحول الوطني هو خطوة ضمن الخطوات، وتأتي بعد خطوة أكبر هي تغيير إستراتيجية دخل المملكة. وقد أعلن الرجل الثالث في الدولة الأمير الشاب أن خطته تهدف إلى فتح باب الاستثمار العام كي يكون دخلا مستقبليا بديلا للنفط الذي رأى أنه لن يستمر أكثر من عشرين عاما، وهي مغامرة من الأمير محمد لكن الحياة وتحدياتها في لحظة فاصلة تحتاج إلى مغامرة من هذا النوع. محمد بن سلمان اليوم.. هو شمس المستقبل تشرق على الدولة السعودية الحديثة أو الدولة السعودية الشابة كما أشار الأمير نفسه في حديث سابق عندما رسم صورة بلاده التي يحلم بها قائلا: «السعودية التي أتمناها، والتي يتمناها الـ70%: هي سعودية لا تعتمد على النفط، سعودية مع اقتصاد آخذ في النمو، سعودية ذات قوانين شفافة، سعودية ذات مكانة قوية جدا في العالم، سعودية يمكنها تحقيق حلم أو طموح أي سعودي من خلال إيجاد حوافز مغرية، وبيئة مناسبة، سعودية مستدامة، سعودية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار، سعودية ذات إضافة مهمة للعالم وتساهم في إنتاجيته، وتواجه العقبات أو التحديات التي تواجهه. حلمي كرجل شاب في السعودية، وحلم العديد من الشباب السعوديين كذلك هو أن أتنافس معهم ومع أحلامهم، وأن يتنافسوا مع أحلامي، لخلق سعودية أفضل». وهاهو يضع يديه على أول النور قبسا يضيء الطريق الطويل.

مشاركة :