أعادت ثلاث سفن تركية أمس، حوالي مئتي مهاجر من جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين إلى تركيا، بموجب اتفاق مثير للجدل أبرم في 18 مارس بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ووصلت هذه السفن إلى مرفأي ديكيلي وشيشما في تركيا تزامناً مع وصول لاجئين سوريين إلى ألمانيا بموجب الاتفاق. وبحسب ايوا مونكور الناطقة باسم وكالة فرونتكس لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي التي تقوم بالعملية، فإن معظم اللاجئين المرحلين من ليسبوس من باكستان وبنغلادش. وأعطت الشرطة اليونانية أرقاماً مختلفة بعض الشيء، واعلنت ترحيل 136 شخصاً هم 125 باكستانياً واربعة سريلانكيين وثلاثة من بنغلادش واثنان من الهند واثنان من سوريا. وتجمع بعض الأشخاص قرب المرفأ للتعبير عن تعاطفهم، فيما رفعت لافتة على شرفة فندق قبالة المرفأ كتب عليها تركيا ليست آمنة. إلا ان العملية تمت بهدوء وانتظام، كما ذكرت مونكور. ونقل المهاجرون، وجميعهم من الرجال، الى المرفأ في حافلات من مخيم موريا الذي كانوا محتجزين فيه على بعد عشرة كلم، وصعدوا بهدوء الى السفن وسط حراسة مشددة وبرفقة بعض عناصر وكالة فرونتكس الذين امسكوا بأيدي اللاجئين. في خيوس، الجزيرة الأخرى القريبة من تركيا، انطلقت السفينة ارتورك وعلى متنها 66 مهاجراً، كما ذكرت الشرطة، وهم 42 أفغانياً و10 عراقيين وستة باكستانيين وخمسة كونغوليين وصومالي واحد وشخص واحد من ساحل العاج وهندي واحد، وكانت أكثرية المهاجرين المرحلين من الرجال أيضاً. ونظم عشرات الناشطين والمتعاطفين تظاهرة قرب السفينة ورددوا هتافات حرية، حرية، من دون ان تحصل صدامات. وبدأت تركيا بإعداد مراكز استقبال مرحلية قبالة جزيرتي ليسبوس وخيوس ومخيم للاجئين قادر على استقبال اعداد كبيرة منهم في داخل اراضيها. وارسل الاتحاد الأوروبي من جهته قوات لمواكبة العملية، وخصصت فرنسا 200 شخص من قوات مكافحة الشغب وعناصر الشرطة والدرك للغرض نفسه. وينص الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على ان يستقبل الاتحاد سورياً واحداً مقابل كل سوري يعاد الى تركيا من اليونان، على الا يتجاوز العدد 72 الف شخص. وصلت الدفعة الأولى من اللاجئين السوريين الى المانيا من إسطنبول أمس، في اطار الاتفاق. ووصل 32 لاجئاً جواً الى مدينة هانوفر في طائرتين منفصلتين وتم نقلهم الى مركز لللاجئين في فريدلاند على بعد 140 كلم عن هانوفر، حيث سيمضون اسبوعين في ملجأ مؤقت وسيتم إعطاؤهم دروساً اساسية في اللغة الألمانية وستقدم له اللوجستيات الضرورية قبل ان يتم وضعهم في منازل في ولاية ساكسونيا السفلى. وتحدثت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو لمناقشة بدء عملية اعادة اللاجئين واتفقا على ضرورة تطبيق الاتفاق بنجاح، بحسب ما ذكر الناطق باسمها ستيفين شيبرت. ووافقت برلين على قبول 1600 شخص من اجمالي 22500 لاجئ بموجب البرنامج الحالي، ويتوقع ان تبدأ دول أوروبية اخرى من بينها فرنسا وفنلندا وهولندا استقبال لاجئين بموجب الاتفاق مطلع هذا الأسبوع. وشهدت ألمانيا انخفاضاً حاداً في عدد الواصلين اليها في الأسابيع الأخيرة بعد ان اغلقت دول البلقان حدودها في وجه اللاجئين والمهاجرين. وذكرت صحيفة بيلد أن اكثر من نصف الأماكن المتوفرة في مراكز ايواء اللاجئين التي تعتبر اول مكان يستقبل طالبي اللجوء، اصبحت نصف فارغة بعد اشهر من الاكتظاظ. تحذير حذّر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتس من تسويات فاسدة مع تركيا في أزمة اللاجئين. وقال شولتس في برلين أمس، إنه يتعين الاعتراف بأنه لا يوجد حل للأزمة بدون تركيا، مضيفاً في المقابل: هذا لا يعني أننا مستعدون لتقديم تنزيلات على قيمنا. بالتأكيد لن تكون هناك تساهلات مع تركيا في قضايا محورية، سواء في حرية الإعلام أو في حماية الأقليات.
مشاركة :