أصبحت قرية المفتاحة التاريخية وسط أبها أحد أبرز المعالم التاريخية والسياحية في المدينة وخاصة بعد انتهاء ترميمها بما تحويه من مبان تراثية عسيرية جميلة ومسرح وخدمات سياحية. وتتوسط المفتاحة مدينة أبها قديما قبل ما يقارب 260 عاما بمجموعة من المنازل المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية، تم بناؤها آنذاك بالأساليب التقليدية للبناء في منطقة عسير حيث الفتحات الصغيرة والحوائط السميكة باستخدام (الرقف) لحماية حوائطها الطينية من الأمطار وتوفير الظلال أيضا على واجهة مبانيها. وبدأت قرية المفتاحة بفكرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل (أمير منطقة عسير آنذاك) وذلك في بداية عام 1408هـ حيث كانت القرية مهجورة متداعية، ونزعت ملكيتها لتكون مع بعض ما يجاورها من المزارع متنفساً عاماً، ومركز جذب سياحي داخل المدينة يحمل الطراز المعماري القديم، ويهتم بالحركة التشكيلية والفوتوغرافية ويحضن بعض المهن والحرف والمشغولات اليدوية المحلية. وفي عام 1410هـ افتتحت قرية المفتاحة وسط احتفال شعبي وثقافي كبير، وأصبحت قرية المفتاحة تضم بين أحضانها مسرحا كبيرا يتسع لأكثر من ثلاثة آلاف متفرج استخدمت فيه أحدث التقنية الصوتية تقام فيه الاحتفالات والمحاضرات والندوات، كما تحتضن القرية الأنشطة الثقافية من دورات وأمسيات شعرية وثقافية، والفعاليات السياحية، وكانت مقرا لملتقى التراث العمراني الرابع الذي أقيم العام الماضي. وتحوي القرية حاليا معرضا للفن التشكيلي، ومتحفا، وقاعات للعرض. وساهم موقعها في وسط المدينة وبجوار الأسواق الشعبية في زيادة الإقبال على القرية التي تجذب الزائر بألوانها البهيجة. وتشهد القرية زيارات المهتمين وزوار المدينة، وخاصة في نهاية الأسبوع أو لحضور الأنشطة والفعاليات السياحية والثقافية والتراثية التي تقام في قرية المفتاحة بشكل دائم.
مشاركة :