أكد الدكتور شوقي علام مفتي مصر، أن العلاقات المصرية - السعودية ضاربة في أعماق التاريخ منذ قديم الأزل، مشددًا على قدرة هذه العلاقات القوية على دحر الإرهاب ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية. وقال مفتي الجمهورية في كلمته، أمس، ضمن فعاليات ندوة «تطور العلاقات المصرية السعودية في القرن الحادي والعشرين»، التي نظمتها رابطة الجامعات الإسلامية، بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، المُرتقبة لمصر، إن «التاريخ مهم واستخلاص العبر منه أهم وأهم.. وإذا وصلنا للوقت الحاضر الذي تتقاذفنا فيه الأمواج وصرنا أمام تحديات عظيمة نحن أقوى منها، تأكدنا أن الله تعالى حفظ لهذه الأمة مكانتها ودورها، ويتجلى ذلك من خلال علاقات الأخوة القوية والمتينة بين مصر والمملكة العربية السعودية، ولقاءات الأشقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز». وشدد مفتي مصر على أن العلاقات القوية بين مصر والمملكة العربية السعودية لا تقتصر فقط على النواحي السياسية، بل تتخطاها إلى جميع المجالات بما فيها الاقتصادية والدينية والثقافية والاجتماعية، وغيرها من المجالات. وقال الدكتور علام إن مصر التي أشار إليها القرآن الكريم نحو 20 مرة صراحة وإشارة «أرى أنها في علاقاتها مع شقيقتها المملكة العربية السعودية قوية ورصينة، حيث تأتي هذه العلاقات على قدر الدولتين، وقدرهما ودورهما معروفان للجميع»، مشيرًا إلى أن اللقاء المرتقب بين الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين بمثابة «لقاء القمة» في هذه المراحل التاريخية المتعاقبة، مضيفًا: «نريد أن نقول إن هذا التعاون هو نتاج العلاقات الأخوية على مر التاريخ بين الدولتين الشقيقتين، كما أن العلاقات الآن في الجانب الديني تُوجت بتوقيع اتفاقيات، حيث تم توقيع اتفاقية بين دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف السعودية فحواها إنتاج خطاب إفتائي رصين»، في إشارة إلى تجاوز الخلافات الإفتائية. وأكد مفتي مصر أن «هناك تحديات عظيمة تواجه المنطقة، وهي قيام فئة ومجموعات تُصنّف بأنها خالفت الدين والشرع والنفس الإنسانية، بل ولا أبالغ إذا قلت إنها خالفت مبادئ الحيوان في علاقته بالحيوان الآخر، ومن أسباب هذا التطرف البعد عن الإطار التفصيلي لفكرنا الديني، وهذا البعد أكد أن هذه الفئة بعيدة كل البعد عن هذا المنطق، وابتعدت كثيرًا وآلمت البشرية ليس في مصر فقط أو الدول العربية، بل امتدت للعالم كله». وأضاف المفتي: «الإرهاب لا دين له، وضرره يطول الجميع، ونحن نتطلع جميعًا إلى أن نأخذ دورنا وتكون الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين فاتحة الخير للأمة العربية والإسلامية.. ونقول لخادم الحرمين الشريفين: (أهلاً وسهلاً بك في بلدك.. أهلاً وسهلاً بك بعطائك الذي لا يُنكره أحد على مر التاريخ)».
مشاركة :