أبوظبي- أكد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان استعداد بلاده لدعم أي حوار يهدف إلى إنهاء المراحل الانتقالية من خلال إجراء الانتخابات في ليبيا. جاء ذلك خلال لقاء الشيخ محمد بن زايد برئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، مساء الثلاثاء، في قصر المنار بأبوظبي، حسب ما جاء على صفحة “حكومتنا” بموقع فيسبوك. وناقش الاجتماع ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، والوقوف على آخر المستجدات السياسية في المنطقة، إلى جانب الأوضاع في دول الجوار الليبي، وتوحيد الجهود بين البلدين من أجل التهدئة والاستقرار. وقالت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا إن “الشيخ محمد بن زايد أكّد دعم دولة الإمارات لها، واستعدادها لدعم أي حوار يهدف إلى إنهاء المراحل الانتقالية من خلال الانتخابات”. وشارك الدبيبة في القمة العالمية للحكومات التي انطلقت بالإمارات منذ الاثنين واستمرت حتى الأربعاء (من 12 إلى 14 فبراير الجاري)، تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” وبحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية. كما التقى الدبيبة نائب رئيس دولة الإمارات ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس ديوان الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بحضور وزراء الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات سلطان الجابر، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي الشامسي. وتناول اللقاء متابعة أوجه التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية المختلفة، ورحب نائب رئيس الدولة الإماراتي بمشاركة الدبيبة في القمة العالمية للحكومات المنعقدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من المؤسسات الحكومية الليبية، ما يعتبر خطوة نحو زيادة التعاون بين البلدين. وضمن الفعاليات المنعقدة لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالشأن الليبي، نقلت الحكومة عن الدبيبة تأكيده أن البناء والتنمية هما مدخل الاستقرار. وأشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة إلى أن شعار حكومته هو “لا للحرب.. نعم للبناء”، على الرغم من كل التحديات والمصاعب التي تواجه ليبيا، مؤكدا ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية من خلال قاعدة دستورية وانتخابات برلمانية ورئاسية يختار فيها الشعب الليبي سلطات جديدة منتخبة. وشدد الدبيبة على أهمية أن تكون هذه الانتخابات وفق قوانين عادلة ونزيهة، ولا تقصي أحدا، وغير مفصلة على أحد أيضا. ويأتي هذا التشديد على الرغم من تأكيد رئيس مجلس نواب الشعب عقيلة صالح، أكثر من مرة، أن القوانين الصادرة عن لجنة (6+6) والتي صادق عليها البرلمان “عادلة ونزيهة ولا تقصي أحدا”. وعلى هامش القمة، تناول الدبيبة مسألة رفع الدعم عن الوقود، متوقعا أن يتخذ الإجراء “في منتصف أو نهاية العام الجاري بعد إقناع الليبيين”، مشيرا إلى أن “40 في المئة من ميزانية ليبيا للدعم”، كما تمسك بموقفه الرافض لمقترح مجلس النواب تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، قائلا “سنذهب إلى المرحلة التالية، وهي القاعدة الدستورية لتنظيم الانتخابات”. ويحول الخلاف في ليبيا حتى الآن دون التوصل إلى كتابة دستور وإجراء انتخابات، بسبب انقسام البلاد بين سلطتين في الشرق والغرب. وجمعت القمة العالمية للحكومات 120 وفدا حكوميا وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4000 مشارك. وضمت القمة العالمية للحكومات في دورتها الجديدة 6 محاور رئيسية، و15 منتدى عالميا تبحث التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى في أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، تتحدث فيها 200 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعا وزاريا وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.