ابوظبي - سيف اليزيد - حسن الورفلي (غزة، القاهرة) مدد المفاوضون الدوليون المحادثات التي تجري في العاصمة المصرية القاهرة، حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة ثلاثة أيام أخرى، فيما أشار مصدر مصري لرفض الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني تقديم تنازلات للتوصل لهدنة إنسانية.وأفادت تقارير إعلامية أن المفاوضين في القاهرة لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق لتحقيق وقف إطلاق النار، وتبادل المزيد من الرهائن والأسرى. ووافق ممثلون بارزون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر على تمديد المحادثات ثلاثة أيام، حسبما ذكرت تقارير إعلامية نقلاً عن مسؤول مصري. وسيستمر الآن في المحادثات مسؤولون على مستوى أدنى، وفقاً للتقرير. وعاد الوفد الإسرائيلي من القاهرة، بعدما التقى أطراف الوساطة، فيما قالت مصادر إن الفلسطينيين لم يرسلوا ممثلاً لهم إلى القاهرة، حيث ينتظرون نتائج الاجتماعات الجارية والمحادثات مع الوسطاء مستمرة. وكجزء من اتفاق محتمل، سيتم تبادل الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين على مراحل عدة. إلى ذلك، أكد مصدر مصري أن القاهرة لم تتلق حتى اللحظة أي تأكيدات من الجانب الإسرائيلي بمشاركة تل أبيب في المشاورات المخطط لها، اليوم الخميس، مشيراً لتعثر المفاوضات نتيجة رفض الفلسطينيين والإسرائيليين تقديم المزيد من التنازلات لإنجاح صفقة تبادل الأسرى المقترحة.وأشار المصدر لـ«الاتحاد» إلى أن محور الخلاف الرئيسي حول وقف إطلاق النار والأعداد المقترحة للإفراج عن الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية، لافتاً إلى تمسك الإسرائيليين بشروطهم لإبرام صفقة التبادل والتي ترتكز على تفاهمات الصفقة التي جرت خلال الأسابيع الماضية.ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه وفد أمني إسرائيلي إلى العاصمة المصرية لاستكمال مباحثات صفقة تبادل الأسرى، متهماً الفلسطينيين برفض تقديم أي تنازلات في الشروط التي قدمتها إسرائيل لإنجاز الصفقة. وأعرب المصدر المصري عن قلق القاهرة البالغ من إقدام الجانب الإسرائيلي على عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وذلك في ظل وجود ما يقرب من 1.4 مليون نازح فلسطيني بهذه المنطقة، مشيراً إلى رفض مصر أي تحركات تستهدف دفع الفلسطينيين للتهجير قسرياً إلى سيناء.ولفت المصدر المصري إلى أن القاهرة والدوحة ركزتا خلال الاجتماعات الأخيرة على استمرار الزخم حول المحادثات والدفع بها نحو آفاق أرحب، خاصة بخصوص زيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى السكان المدنيين في غزة. وأوضح المصدر المصري أن اجتماع اليوم الخميس، كان سيناقش العناصر الإنسانية لصفقة الأسرى المحتملة، من بينها حجم المساعدات الإنسانية التي سيتم جلبها إلى غزة ونطاق هذه المساعدات، بحث سبل عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال غزة.وفي السياق، قال الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان في القاهرة، أمس، إن مصر وتركيا أكدتا على أهمية زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأهمية وقف إطلاق النار. وفي سياق متصل، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على معارضته لهجوم عسكري محتمل على مدينة رفح.وأضاف مكتب الرئيس الفرنسي في بيان: «هذا لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية أكبر حجماً وإلى نزوح قسري للسكان، وهو ما سيشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان الدولية، ويزيد من خطر التصعيد الإقليمي».وشدّد ماكرون على «ضرورة فتح ميناء أسدود وطريق برّي مباشر من الأردن، وكل المعابر من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».ولفت إلى «الحاجة الملحة للتوصل دون مزيد من التأخير إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار».بدورها، طالبت الحكومة الألمانية أمس، السلطات الإسرائيلية بالعدول عن تنفيذ عمليات عسكرية محتملة في مدينة رفح، مؤكدة أن تنفيذ تلك العمليات «سيقلب الوضع الإنساني بالكامل» في قطاع غزة.
مشاركة :