السيسي وأردوغان يوقعان إعلانا مشتركا لرفع التعاون بين مصر وتركيا لمستوى مجلس التعاون الاستراتيجي

  • 2/15/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأربعاء) إعلانا مشتركا لرفع التعاون بين البلدين إلى مستوى "مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"، والذي سيعقد اجتماعه الأول في أبريل المقبل في تركيا. وبث التلفزيون الرسمي لقطات مباشرة لتوقيع الرئيسين السيسي وأردوغان على الإعلان المشترك لإعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، والذي يأتي في إطار استمرار التقارب بين البلدين وتتويجا لمسيرة تطبيع العلاقات الثنائية. ورحب السيسي في مؤتمر صحفي مشترك بنظيره التركي في أول زيارة له لمصر منذ أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تفتح صفحة جديدة بين البلدين. وأكد اعتزاز مصر وتقديرها للعلاقات التاريخية مع تركيا والإرث الحضاري والثقافي المشترك بين البلدين، وما تشهده العلاقات التجارية من نمو مطرد خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع أردوغان على رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، قبل أن يضيف أن مصر تعد حاليا الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا. وشدد على اهتمام البلدين بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار. وعبر الرئيس المصري عن تطلعه لتلبية دعوة نظيره التركي لزيارة أنقرة في أبريل المقبل لمواصلة العمل على ترفيع العلاقات بين البلدين في شتى المجالات. وفيما يتعلق بقطاع غزة، أكد السيسي أنه توافق مع أردوغان خلال المباحثات على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة وصولا إلى إعلان الدولة الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967. وتناولت المباحثات بين الرئيسين أيضا الملف الليبي، وقال السيسي "أكدنا على ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية" في ليبيا. بدوره، أكد الرئيس أردوغان أن بلاده تتقاسم مع مصر تاريخا مشتركا يزيد عن ألف عام، وعبر عن أمله في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى لائق. وقال إن تركيا ترى أن الإرادة موجودة لدى مصر للارتقاء بالتعاون الثنائي، مشيرا إلى أنه "تم رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مستوى مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى". ونوه أردوغان بأنه ينتظر زيارة نظيره المصري إلى أنقرة من أجل عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوي الذي سيكون بمثابة مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية. وأوضح أن مباحثاته مع السيسي تضمنت وضع هدف للوصول بحجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في أقرب وقت، ونوه بعزم بلاده على زيادة حجم الاستثمارات التركية في مصر بحدود 3 مليارات دولار. من جانبه، رأي الخبير السياسي الدكتور مختار غباشي أن زيارة أردوغان للقاهرة تعيد الدفء للعلاقات المصرية التركية بعد سنوات طويلة من القطيعة السياسية. وقال غباشي وهو الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات في مصر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن زيارة أردوغان إلى مصر تحمل الكثير من الأهداف السياسية والاقتصادية، وهناك تفاهمات حول أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة. واعتبر أن الاتفاق على تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا أمر مهم، قبل أن يضيف أنه من الواضح أنه تم التغلب علي التباينات التي كانت موجودة بين الدولتين حول ملفات كثيرة أو تجنب إثارة هذه الملفات في التوقيت الحالي والنظر إلى الملفات الأكثر عمقا والشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأكد الخبير المصري أن تنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين مصر وتركيا مهم جدا، ودون شك زيارة أردوغان أعادت الدفء للعلاقات خاصة أن الرئيسين المصري والتركي سبق أن التقيا مرتين في السنوات الأخيرة، الأولى في العام 2022 في قطر على هامش افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم، والثانية في سبتمبر 2023 على هامش قمة العشرين في الهند. وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم تتأثر سلبا خلال سنوات القطيعة بل تطورت، وهذا يعكس أهمية هذه العلاقات للبلدين. وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد توترت بشدة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في العام 2013، والذي كانت تؤيده أنقرة. وفي مايو 2021، أطلق البلدان محادثات دبلوماسية استكشافية على المستوى دون الوزاري، ثم تحولت إلى مشاورات على مستوى وزيري خارجية البلدين في مارس الماضي من أجل استعادة العلاقات. وفي أواخر مايو الماضي، قرر الرئيسان السيسي وأردوغان البدء الفوري في رفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وأعلن البلدان في 4 يوليو 2023 تبادل السفراء.

مشاركة :