حذر خبراء متخصصون من تنامي وتصاعد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء في عام 2024 والتي مازالت تشهد أزمات سياسية وأمنية، رغم أن مؤشر الإرهاب في أفريقيا لعام 2023 كشف عن تراجع ملحوظ للعمليات في دول عدة، بعد موجة الانتكاسات التي منيت بها تنظيماته والضربات التي وجهتها الحكومات لها، بينما زادت وتيرة الإرهاب في بعض الدول التي تشهد صراعات داخلية وأزمات اقتصادية. وذكر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للعمليات الإرهابية في عام 2023، أن منطقة الشرق والقرن الإفريقي جاءت في المركز الأول نتيجة تعرضها لـ140 عملية إرهابية، تليها منطقة الساحل والصحراء التي تعرضت لـ121 هجوماً، وشهدت منطقة الساحل الأفريقي في ديسمبر الماضي 7 عمليات إرهابية، أدت لسقوط 131 قتيلاً. ويرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة الدولي منير أديب، أن التنظيمات الإرهابية مازالت قوية وحية في أفريقيا عموماً ومنطقة الساحل والصحراء على وجه الخصوص، حتى وأن تراجعت العمليات الإرهابية فيها العام الماضي، لكن خطرها مازال قائماً. وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن خطورة التنظيمات كبيرة على أمن واستقرار منطقة الساحل والصحراء، نظراً لارتباط التنظيمات بتحديات كثيرة لها علاقة بطبيعة ما يدور في المجتمع الدولي من حروب وصراعات، سواء في شرق أوروبا والأزمة الأوكرانية، وكذلك في الشرق الأوسط والحرب في غزة. ونوه أديب بأن الصراعات والحروب تؤثر بصورة كبيرة على تراجع دعم الأنظمة السياسية والأمنية في أفريقيا وخاصة في منطقة الساحل والصحراء والتي تعاني من ضعف شديد، ما يؤدي إلى تنامي خطر جماعات العنف والتطرف بصورة كبيرة، مشيراً إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في ضعف جهود المكافحة، سواء على المستويات المحلية للدول في مواجهة التنظيمات، أو على المستوى الإقليمي، كما تراجع دور الاتحاد الأفريقي في مواجهة الإرهاب، لانشغاله بالصراعات والانقلابات العسكرية التي حدثت مؤخراً في عدد من الدول. وحذر نائب رئيس المجلس المصري الأفريقي السفير صلاح حليمة من تزايد الأنشطة الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي والصحراء بشكل كبير لبعض التنظيمات التي ترتبط بـ«القاعدة» و«داعش»، مثل «الدعوة والقتال»، و«بوكو حرام»، حيث تسببت في توقف عمليات التنمية. كما حذر السفير حليمة في تصريح لـ«الاتحاد»، من تكرار سيناريو ما حدث في يونيو 2014 عندما أعلن تنظيم داعش قيام دولته في منطقة الشرق الأوسط، مستغلة انشغال المجتمع الدولي بالنزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وأشار رئيس المجلس المصري الأفريقي إلى أن عام 2024 قد يشهد تنامياً كبيراً لتنظيمات العنف والتطرف وخاصة العابرة للحدود والقارات، وقد تنجح في تصعيد عملياتها الإرهابية في أفريقيا وحتى في منطقة الشرق الأوسط.
مشاركة :