المنامة - ياسر ابراهيم - أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء عن توافقه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري وتهدئة التوتر بالضفة الغربية وصولا لتحقيق السلام، في حين أكد أردوغان أن بلاده ستظل على تعاون مع مصر لإعادة إعمار غزة. وقال السيسي إن زيارة الرئيس التركي إلى القاهرة تمثل صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى تطلعه لتلبية دعوة أردوغان لزيارة تركيا خلال أبريل/نيسان المقبل. وأضاف أن مصر سترفع مستوى التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة. من جهته، أعرب الرئيس التركي عن سعادته لزيارة القاهرة بعد غياب، قائلا إن بلاده ومصر يتقاسمان تاريخا مشتركا، معربا عن رغبته في رفع مستوى العلاقات الثنائية. وفي الحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أفاد أردوغان بأن الوضع في غزة تصدر جدول أعمال مباحثاته مع السيسي، لافتا إلى أن توصيل المساعدات إلى غزة من أهم أولوياتهما. وأكد أردوغان أن بلاده لن تقبل تهجير سكان قطاع غزة، وأعرب عن تقديره لدور مصر برفض التهجير القسري. وندد الرئيس التركي باستهداف إسرائيل للمنازل ودور العبادة والمؤسسات الأممية في قطاع غزة دون اكتراث للمطالب الدولية باحترام القانون الدولي. وكان أردوغان قد وصل اليوم إلى القاهرة في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها لمقابلة نظيره المصري، بعد أن رفعت أنقرة والقاهرة مستوى العلاقات بينهما بتعيين سفيرين في الرابع من يوليو/تموز الماضي. ويرافق أردوغان في زيارته إلى مصر وزير الخارجية هاكان فيدان، والخزانة والمالية محمد شيمشك، والدفاع يشار غولر، والصحة فخر الدين قوجة، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجار. وقد تحسنت العلاقات بين البلدين منذ عام 2021 بعد فترة من الجهود الدبلوماسية وراء الكواليس، مع ظهور أول دليل على الانفراج خلال بطولة كأس العالم في الدوحة عام 2022 عندما التقى أردوغان والسيسي لفترة وجيزة للمرة الأولى. وفي أحدث علامة على تحسن كبير في العلاقات قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأسبوع الماضي إن تركيا قد تبيع طائرات مسيرة لمصر. وسافر فيدان -الذي قام بجولات دبلوماسية مكوكية في المنطقة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على غزة- إلى القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتقى كبار المسؤولين المصريين، بمن فيهم السيسي. وسبق أن زار وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو مصر في 18 مارس/آذار الماضي، وكانت الزيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية تركي منذ 11 عاما. ويقول المحللون إن العلاقات بين تركيا ومصر ذات أهمية حاسمة، ليس فقط بالنسبة للبلدين، بل للمنطقة أيضا. وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المركز الإيطالي للدراسات الدولية جوزيبي دينتيس لموقع "ميدل إيست آي" إن الدول من الخليج إلى ليبيا، ومن السودان إلى إسرائيل وفلسطين تتأثر بشكل مباشر بالتقارب في العلاقات بين مصر وتركيا. المصدر: وكالات
مشاركة :