المـرأة.. الأقــل في عـدد سـاعـات النـوم

  • 2/16/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توجد بعض الأمور التي تميز المرأة وتجعل نومها مختلفًا بعض الشيء مما يستدعي منا بعض التفصيل، فالمرأة من أقل فئات المجتمع في عدد ساعات النوم، حيث يصل معدل عدد ساعات النوم عند السيدات بين 30 و60 سنة إلى أقل من 7 ساعات يوميًا خلال أيام الأسبوع. ويعود ذلك إلى عوامل عدة تتميز بها المرأة. فالمرأة تمر بتغيرات فيزيولوجية معينة تؤثر في جودة نومها كالدورة الشهرية، والحمل وسن انقطاع الطمث. فتغير مستوى الهرمونات الذي يصاحب التغيرات السابقة يؤثر في جودة النوم. كما أن للمرأة دورًا مميزًا في رعاية شؤون الأسرة وتربية الأطفال وفي بعض الأحيان العمل خارج البيت مما يؤثر بصورة مباشرة في نومها، ونقص النوم خلال الليل ينعكس سلبًا على المرأة خلال النهار، وعندما تتفهم المرأة تأثير العوامل السابقة فإن ذلك سيساعدها في الحصول على نوم أفضل. ما تأثير الدورة الشهرية في النوم؟ يصاحب الدورة الشهرية تغير في مستوى الهرمونات الأنثوية في الجسم مما يؤثر في النوم، وتأثر السيدات بهذا التغير ليس ثابتًا فقد يختلف التأثير من سيدة إلى أخرى، ويمكن تقسيم التأثيرات إلى التالي: الأيام السابقة للدورة: وخلال هذه الأيام تشعر الكثير من النساء بالاحتقان والصداع وتغير المزاج والاكتئاب والتوتر. وهذا يؤثر في النوم؛ حيث تعاني أكثر السيدات من الأرق والنوم غير المريح خلال هذه الفترة، وعلى العكس من ذلك فإن بعض السيدات قد يعانين زيادة النعاس والنوم. خلال الدورة: ويكون هناك نقص حاد في هرمون البروجيسترون، وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من سوء في جودة النوم، حيث تعاني نحو 36 في المئة من السيدات من تقطع النوم خلال الأيام الأولى من الدورة. ولا يوجد علاج خاص لهذه المشكلات، ولكن تُنصح السيدات اللاتي يعانين من شدة اضطرابات النوم خلال هذه الفترة بممارسة الرياضة بشكل منتظم والانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ وتجنب المنبهات والمأكولات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر قبل النوم. ما تأثير الحمل في النوم؟ يحدث خلال الحمل العديد من التغيرات والأعراض التي تؤثر في النوم، فآلام الساقين وأوجاع العضلات، والغثيان، والشعور بالحموضة، وحركة الجنين كلها أمور تؤثر في جودة النوم. وقد أظهر استفتاء في الولايات المتحدة أن 78 في المئة من الحوامل يشكون من زيادة اضطرابات النوم خلال الحمل، وللتبسيط يمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل: الأشهر الثلاثة الأولى: وخلالها يزيد هرمون البروجيسترون في الدم، ويمكن تلخيص التأثيرات في التالي: زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل. زيادة الرغبة في التبول خلال الليل مما يؤثر في استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من زيادة النعاس بالنهار. الأشهر الثلاثة الثانية «4 - 6»: ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيسترون ولكن بصورة أبطأ، ويمكن تلخيص التأثيرات في التالي: يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أسوأ من فترة ما قبل الحمل. تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم. الأشهر الثلاثة الأخيرة «6 - 9»: وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم. أظهرت بعض الاستفتاءات أن 97 في المئة من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل. وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم. كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر في النوم. وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقًا، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30 في المئة من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير للمرة الأولى خلال الحمل. وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار، وقد يسبب نقصًا في مستوى الأكسجين أثناء النوم وزيادة ضغط الدم الحامل، إذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تُنصح بمراجعة الطبيب. كما أن الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن أحد اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم، ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق، وتصيب هذه المتلازمة 15 في المئة من الحوامل. ما النصائح التي يمكن أن توجّه للحامل؟ تُنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجنب الأيسر، حيث إن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين، كما تُنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة. الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل. ممارسة الرياضة بانتظام. إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تُنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم، وكذلك تجنب الحمضيات والتوابل. تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة. بعد الولادة، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها مما ينعكس سلبًا على نشاطها خلال النهار وقد يسبب لها الاكتئاب. وتُنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها، كما أن مشاركة أفراد الأسرة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة. ما تأثير سن توقف الطمث في النوم؟ عند اقتراب المرأة من سن توقف الطمث تبدأ الهرمونات الأنثوية «الأستروجين والبروجيسترون» في الجسم بالتناقص مما يسبب بعض التغيرات في الجسم. ففي هذه المرحلة تشعر بعض السيدات بومضات من الحرارة خلال الجسم، وهي شعور عام بالحرارة في الجسم كله يصاحبه تعرق. وتصيب هذه الأحاسيس 36 في المئة من السيدات في هذه السن أثناء النوم مما يؤثر في جودة النوم، وتستمر هذه الأحاسيس عادة لمدة خمس سنوات. وفي هذه السن قد تحصل السيدة على نفس عدد ساعات النوم ولكن جودة النوم تكون أقل. تُنصح السيدات في هذه السن بمراجعة طبيب النساء لمناقشة طرق العلاج المتوافرة. هل هناك اضطرابات نوم أخرى تصاب بها المرأة؟ المرأة كالرجل معرضة للإصابة باضطرابات النوم الأخرى، ولكننا سنخص بعض اضطرابات النوم بشيء من التفصيل هنا: الأرق: يعتبر الأرق أكثر اضطرابات النوم شيوعًا، ويمكن في العموم تقسيم أسبابه إلى أسباب عضوية ونفسية وسلوكية «راجع الأرق»، ولسبب غير واضح فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بالأرق من الرجال ويزيد ذلك مع تقدم العمر. وعلاج الأرق يعتمد على سببه «راجع نصائح لنوم سليم». توقف التنفس أثناء النوم: وهو مشكلة شائعة تصيب الرجال أكثر من النساء ويصاحبه عادة شخير مرتفع، وترتفع نسبة إصابة النساء به بعد سن الخمسين أو سن توقف الطمث. الألم أثناء النوم: تصيب الآلام أثناء الليل السيدات أكثر من الرجال مما قد يؤثر في نومهن ويسبب الأرق أو تقطع النوم، فالمرأة أكثر عرضة للإصابة بالصداع الناتج عن التوتر أو الشقيقة، وهي كذلك أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة وهن الجسم المزمن (chronic fatigue syndrome) والآلام العضلية الليفية (Fibromyalgia). وعلاج سبب الألم يحل عادة مشكلة النوم. بريـد القـراء ارتفاع ضغط الدم ما العلاقة بين اضطرابات النوم وارتفاع ضغط الدم الشرياني؟ وما مدى صحة ذلك؟ أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن تكرار نقص مستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم بسبب انسداد مجرى التنفس العلوي؛ يسبب زيادة في ضغط الدم الشرياني. والعلاقة بين المرضين وثيقة. فقد أظهرت الدراسات أن نحو 50 في المئة من المرضى المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن انقطاع التنفس أثناء النوم هو أحد عوامل الخطر، التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وقد تأكدت هذه الحقيقة في أكثر من دراسة علمية حديثة، أجريت على مجموعات كبيرة من الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وأثبتت هذه الدراسات العلاقة القوية بين انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى التي تزيد من ضغط الدم كزيادة الوزن وتقدم العمر وغيرهما. المشي أثناء النوم سؤالي عن المشي أثناء النوم، هل هو من اضطرابات النوم؟ وهل له علاج حيث إنني أعانيه منذ الصغر؟ نعم، يعد المشي أثناء النوم أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، وهو سلسلة معقدة من التصرفات، تبدأ خلال مراحل النوم العميقة، وينتج عنها المشي أثناء النوم، وعادة ما يحدث ذلك في الثلث الأول من الليل، ويكون الدماغ أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع. ويمكن أن يقوم المصاب ببعض المهمات السهلة مثل تجنب بعض العوائق التي قد تصادفه وهو يمشي، إلا أنه عادة لا يمكنه التفاعل الكامل مع العوامل الخارجية أو القيام بالعمليات المعقدة، فمثلاً قد يقع المصاب من أعلى الدرج، أو أنه قد يخلط ما بين النافذة والباب، ما ينتج عنه بعض الإصابات. في أغلب الحالات، يعتبر هذا الاضطراب حميداً، ويكفي لعلاجه اتباع إجراءات الوقاية، ولكن في قليل من الحالات يحتاج المرضى إلى تقييم نفسي وطبي لاستبعاد أي أسباب طبية. وعند المرضى الذين يحدث لديهم المشي أثناء النوم بصورة متكررة، فإن الطبيب قد يصف بعض العقاقير الطبية، وذلك للتقليل من حدوث هذه الظاهرة. الشخير كيف يتم تحديد ما إذا كان المصاب بالشخير يوقف التنفس أثناء النوم؟ يحدد الطبيب المختص احتمال توقف التنفس من عدمه بعد أخذ معلومات مستفيضة من المريض وأقاربه في البيت. وفي حال الاشتباه بالإصابة بمرض توقف التنفس أثناء النوم تجري دراسة النوم الليلية، حيث ينام المريض ليلة في مركز اضطرابات النوم، يتم خلالها مراقبة عدد من الوظائف العضوية في الجسم، مثل وظائف التنفس ومستوى الأكسجين في الدم، وتخطيط القلب وانتظام دقاته، ومراقبة إشارات المخ طوال الليل. ومن خلال هذه الدراسة يستطيع الطبيب التأكد من التشخيص ومدى خطورته وتأثيره في الأكسجين في الدم وفي القلب واستقرار النوم. في فمي طفح ظهر في فمي طفح أبيض بعد استخدام البخاخ الواقي؟ يحتوي البخاخ الواقي على نسبة قليلة من الكورتيزون، ما ينتج عنه في حالات نادرة حدوث التهاب فطري، وهو ما يسبب هذا الطفح الأبيض، لذلك ينصح كل المرضى الذين يستخدمون البخاخ الواقي بالمضمضة والغرغرة عدة مرات بعد استخدام البخاخ. وفي حال ظهور هذه الأعراض، قد ينصح الطبيب بتخفيف الجرعة. نوم النهار هل فعلاً نوم النهار قد يصيب بالمرض؟ الطبيعي أن ينام الإنسان بالليل ويستيقظ بالنهار (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا). ولكن هناك من تضطره ظروف عمله أو إصابته باضطراب في الساعة البيولوجية للنوم بالنهار. فالموظف الذي يعمل بالليل وينام بالنهار عادة ما ينام ساعتين إلى أربع ساعات أقل من الموظف الذي يعمل بالنهار وينام بالليل، وهناك اختلاف كبير بين نوعية النوم بالنهار مقارنة بالليل، فالنوم بالنهار عادة ما يكون خفيفاً (قد لا يحصل الموظف على حاجته من النوم العميق) ومتقطعاً مما ينتج عنه عدم استعادة الجسم لنشاطه ومن ثم التعب والخمول والتوتر، وفي بعض الأحيان الأرق، وهذا بدوره ينعكس على إنتاجية الموظف وتركيزه في عمله، وفي بعض الأحيان قد يسبب بعض الأعراض العضوية، فعلى سبيل المثال، إفرازات الجهاز الهضمي تتبع نظام الإيقاع اليومي، فعندما يأكل الموظف في ساعات الليل المتأخرة فإنه يملأ معدته بالأكل في الوقت الذي يكون جهازه الهضمي غير مستعد لذلك، ويتركها خالية بالنهار وهي في قمة نشاطها وإفرازاتها الحمضية، وهذا يفسر نسبياً كثرة شكوى العاملين بالليل من الحموضة، كما أن الأكل ليلاً يربط في الأبحاث بزيادة الوزن واضطرابات الاستقلاب (التمثيل الغذائي). وللجواب عن السؤال فإنه يمكن القول نظرياً لو استطاع الشخص أن يخلق بيئة الليل بالنهار (من خفض الإضاءة وتقليل الإزعاج) والحصول على عدد ساعات كاف فإنه قد يخفف من آثار اليقظة ليلاً والنوم نهاراً.

مشاركة :