القاهرة - بدأت مصر تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود وفق ما قالت أربعة مصادر واصفة هذا الإجراء بأنه تحرك طارئ من جانب القاهرة. ودقت مصر، التي نفت القيام بأي استعدادات من هذا القبيل، مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن احتمال أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة إلى نزوح فلسطينيين إلى سيناء، وهو أمر تقول القاهرة إنه غير مقبول على الإطلاق ويهدد أمنها القومي مكررة تحذيرات صدرت من دول عربية مثل الأردن. وقالت الولايات المتحدة مرارا أيضا إنها ستعارض أي تهجير للفلسطينيين من غزة في حين يصر وزراء من اليمين الديني على نقل السكان عبر الحدود. وذكر أحد المصادر أن مصر متفائلة بأن المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى تجنب مثل هذا السيناريو، لكنها تعمل على إنشاء المنطقة على الحدود كإجراء مؤقت واحترازي. وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن مصر بدأت تمهيد منطقة صحراوية وإقامة بعض المنشآت البسيطة التي قد يتم استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين، مشددة على أن هذه خطوة طارئة. بدورها كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية يوم الخميس أن مصر تقوم ببناء مخيما ضخما للاجئين في الصحراء محاطا بجدران خرسانية عالية حيث نقلت عن مسؤولين مصريين ومحللين أمنيين قولهم إن المخيم الذي يقع في صحراء سيناء بالقرب من الحدود مع قطاع غزة يمكنه إيواء أكثر من 100 ألف شخص داخل خيام. ونفى محافظ شمال سيناء المصرية يوم الخميس التقارير الأولية بشأن بناء مخيم محتمل للاجئين الفلسطينيين، وفقا لوول ستريت جورنال، قائلا إن الأنشطة في المنطقة هي جزء من حصر للمنازل التي جرى تدميرها في المنطقة خلال الحملة العسكرية المصرية الماضية ضد متطرفي تنظيم داعش. وشددت الصحيفة انه في حالة حدوث تدفق كبير للفلسطينيين من غزة، ستحاول مصر الحد من عدد اللاجئين إلى حوالي 50 ألفا أو 60 ألفا، على الرغم من أن المخيم الصحراوي الجديد، الذي يغطي مساحة حوالي 20 كيلومترا مربعا، يمكن أن يستوعب أكثر من 100 ألف. كما كشفت الصحيفة أن المنطقة تقع بعيدا عن المدن المصرية وأنه تم بالفعل إحضار عدد كبير من الخيام إلى هناك، لكن لم يتم نصبها بعد. وفي المقابل كشف مسؤول إسرائيلي كبير أنه إذا قررت إسرائيل شن هجوم واسع النطاق على رفح، فإن الجيش سيحاول نقل السكان المدنيين إلى الشمال خارج منطقة القتال ولكن داخل قطاع غزة. وكان الجيش الإسرائيلي قصف الجدار على طول الحدود بين القطاع ومصر حيث أحدث ثقوبا فيه فيما فسر على أنه محاولة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن إقرار مجلس الحرب لخطة اجتياح رفح في حين يحذر المجتمع الدولي من تداعيات العملية على حياة 1.4 مليون شخص.
مشاركة :