أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الجمعة) مواصلتها والفصائل الفلسطينية مواجهة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وإيقاع "الخسائر الفادحة" في صفوفه. وقال الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في كلمة مسجلة إن عناصر كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية "يواصلون وسيواصلون مواجهة" الجيش الإسرائيلي، "فيوقع مجاهدونا في جيش العدو خسائر فادحة لم يسبق لها مثيل في تاريخ ثورة شعبنا". وأضاف أن "مجاهدينا يدمرون آليات الاحتلال ومدرعاته ويطبقون على جنوده المدججين بالسلاح والمدعمين بالدبابات والطائرات والبوارج الحربية ويوقعونهم في كمائن محكمة ويصطادون ضباطهم في عمليات قنص احترافية ويهاجمون قطعان جنودهم من مسافة صفر" . وتابع أبو عبيدة "كلما ظن العدو أنّه بات آمنا في منطقة محروقة من الأرض خرج له مجاهدون من حيث لا يحتسب في عمليات نوعية". وأوضح أن "بعض العمليات يؤخر الإعلان عنها وبعض المشاهد لا يتم بثّها لأسباب أمنيّة وظروف ميدانية معقدة"، لافتا إلى أن ما يعرض من مشاهد هو جزء مما "نفذه وينفذه مقاتلو الكتائب". ومضى قائلا إن "مقاتلي الكتائب يخوضون معارك بطولية في كافة مناطق التوغل في شمال ووسط وجنوب القطاع، يواجهون القوات المتوغلة بتكتيكات مختلفة وفق تقديرات ميدانية يتقرر فيها في كل عملية نوعية السلاح وطبيعة الهجمات بما يحقق إيقاع خسائر محققة في صفوف قوات الاحتلال". وأشار إلى أن الخسائر في صفوف الأسرى الإسرائيليين لدى القسام "باتت كبيرة جدًا"، لافتا إلى محاولة الكتائب الحثيثة للحفاظ على حياة هؤلاء الأسرى من أجل هدف إنساني سام وهو تحرير "أسرانا المظلومين من سجون الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا المشروعة والإنسانيّة". ومضى قائلا إن كتائب القسام تسعى "للحفاظ على أسرى العدو بكل السبل وكنا قد حذرنا عشرات المرات من المخاطر التي يتعرضون لها لدى المقاومة والخسائر في صفوفهم منذ بداية الحرب لكن قيادة الاحتلال تجاهلت مصير أسراها وتعمد الجيش الصهيوني قتل أسراه وإصابتهم". وأشار إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى الإسرائيليوين، "كل ما يعانيه شعبنا من جوع وعطش وإنعدام للمستلزمات الطبية وغيرها يعانيه أيضا أسرى العدو". وأكد أن "قادة الاحتلال وجيشهم هم وحدهم من يتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياتهم، محذرا من أن "الوقت ينفد بشكل متسارع جدا وقد أعذر من أنذر". واعتبر أبو عبيدة أن صباح السابع من أكتوبر هو "بداية النهاية والأفول لأطول وآخر احتلال في التاريخ المعاصر"، مشيرا إلى أن "معركة طوفان الأقصى غيرت وستغيّر وجه المنطقة". يأتي ذلك فيما أكد عضو مجلس الحرب المصغر الإسرائيلي بيني غانتس في وقت سابق اليوم أن القتال يمكن أن يستمر في غزة "حتى في شهر رمضان" في حالة عدم عودة المحتجزين في القطاع. وقال غانتس في بيان إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولو ليوم واحد حتى يتم إعادة المختطفين. وأضاف أنه "وحتى في شهر رمضان المقبل، يمكن أن تستمر النيران.. إما أن يعود مختطفونا أو نوسع القتال إلى رفح". ووجه غانتس رسالة إلى الإسرائيليين وإلى عائلات المختطفين مفادها "أننا لن نتوقف حتى يتم إعادتهم على أي حال". وشدد على الاستمرار في القتال في كل الأحوال حتى تحقيق الأهداف، معتبرا أنه من المهم أن تعرف حماس أنه لن تكون هناك مدن ملجأ فوق أو تحت الأرض في غزة. ويحل شهر رمضان بعد أقل من شهر وسط مساع مصرية قطرية أمريكية للتوصل إلى اتفاق بشأن التهدئة في غزة وتبادل المحتجزين. وفي إطار الحرب تستعد إسرائيل لبدء عملية عسكرية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقطن نحو 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين، إذ كان عدد سكانها قبل هجوم 7 أكتوبر 250 ألف نسمة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الجيش إعداد خطة مزدوجة لعملية عسكرية في رفح تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة حماس، وسط تحذيرات عربية ودولية واسعة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" قتل خلالها حتى الآن أكثر من 28 ألف شخص بحسب السلطات في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى" أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :