لم يكن يعلم أحد الناجين من سيول وادي الخرمة أنها ستنقذه من داخل البئر التي سقط فيها، وعجز عن الخروج منها حتى طمرته هذه السيول بالوادي، ودفعته للصعود إلى فوهتها الخرسانية، وإنقاذه من الدفاع المدني لاحقًا. وفي التفاصيل التي يرويها أحد الناجين من السيول التي جرت في "وادي الخرمة" الجمعة الماضية، يقول وحيد محمود" (باكستاني الجنسية) لـ"سبق": بعد أن وصلني خبر جريان الوادي، وقربه من منطقة "جبار"، التي تبعد عن المزرعة التي أعمل فيها أكثر من ١٠ كيلومترات، ذهبت للوادي الساعة الـ٦ صباحًا، ونزلت بإحدى الآبار لإخراج "غطاس" ماء منها قبل وصول السيول. وأضاف: بالفعل، نجحت في إخراج "الغطاس"، بعد أن نزلت بالبئر عن طريق استخدام "الحبال"، لكن بعد خروجي اكتشفت أن جهاز جوالي ومحفظتي سقطا داخل البئر؛ فقررت النزول بالبئر والبحث عنهما. ويضيف بأن إجادته السباحة جعلته يغوص بقاع البئر، التي يبلغ طولها 26 مترًا، منها 16 مترًا صبة خرسانية، والباقي صخور ومياه. وكانت هذه بداية قصة احتجازه. ويصف "وحيد" اللحظات الصعبة التي عاشها داخل البئر بقوله: بعد أن بحثت بالقاع عن المحفظة والجوال، وأردت الخروج، والإمساك بالحبل غير القريب مني، تعثرت قدمي على جنبات الصخور، وسقطت؛ فشُجَّ رأسي، وأصبح ينزف بالدم، وتعرضت لإصابة قوية بظهري؛ فأصبحت عاجزًا عن الصعود للحبل والخروج من البئر قبل وصول سيول الوادي، وبقيت نحو ثلاث ساعات دون أن أفقد الأمل بالنجاة. ويشير "وحيد" إلى أن سيول الوادي التي كان يسرع للخروج بسببها من البئر لخوفه من غرقه داخلها كانت هي المنقذة له بعد رحمة الله سبحانه؛ والسبب في صعوده معها للأعلى؛ إذ قال: بعد أن وصلت لآخر مراحل الصبر والتعب الشديد شعرت بوصول السيول لموقعي، وبدأت المياه تنزل علي بكثافة تدريجيًّا حتى بدأت ترفعني للأعلى حتى تمسكت بالحبل، فقمت بالسباحة والخروج وهي تدفعني حتى وصلت لفوهة البئر.وتابع: بعد خروجي غير المتوقع جلست على الصبة الخرسانية للبئر في أجواء باردة جدًّا، وقد شاهدت سيول الوادي جارية بقوة شديدة. عندها شاهدني أحد الأشخاص؛ وأبلغ الدفاع المدني بالخرمة، الذي وصل وأخرجني بسلام قبل الظُّهر. وقدَّم "وحيد" في نهاية حديثه لـ"سبق" شكره الكبير للدفاع المدني، خاصة لرجل الأمن "ناصر بن جمعور السبيعي"، الذي واجه خطورة المياه، وتدلى بالحبال من الرافعة حتى أوصل له سترة النجاة، وأخرجه من المياه. من جانبه، أوضح مصدر طبي بمستشفى الخرمة العام لـ "سبق" أن "وحيد" وصل لقسم الطوارئ عن طريق الهلال الأحمر وهو بحالة فقدان للوعي، وبرودة شديدة، وتبين تعرُّضه لنزف شديد عن طريق قطع سطحي برأسه، مع بعض الكدمات بالعمود الفقري. وأضاف بأنه تم عمل الإسعافات اللازمة للحالة، ووضعه تحت الملاحظة بقسم التنويم لمدةأربعة أيام حتى استقرت حالته، وخرج أمس بعد استكمال علاجه.
مشاركة :