هل تستحق نظارات "Apple Vision Pro" الشراء؟

  • 2/18/2024
  • 15:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

  في مؤتمر المطورين المُنصرم WWDC 2023، كشفت شركة Apple عن نظاراتها الذكية التي تجمع بين الواقع الافتراضي والواقع VR والواقع المُعزز AR لتُعطينا تجربة واقع مُختلط Mixed Reality (MR) لم يُشهَد لها مثيل. النظارات التي تُعرَف بالـ Apple Vision Pro كان قد أُشيع وجودها بالفعل وكثير من عُشّاق منتجات Apple كانوا متأكدين من إعلان الشركة عنها في المؤتمر المذكور وهو ما كان. وبعد أن رأينا أكثر من استعراض لما يمكن لهذه النظارات الذكية أن تقوم به، لا سيّما وأنها بين أيدي الجمهور العام منذ الثاني من الشهر الجاري، حان الوقت لنُجيب عن سؤال مُلح للغاية، أو بالأحرى مُساعدة المهتمين في الإجابة عنه لأن الأمر يتوقف عليهم؛ "هل استحقت الـ Apple Vision Pro" الصخب الذي أُثير حولها؟   لا بد أن أول ما ستلاحظه بشأن نظارات الـ Apple Vision Pro هو تصميمها الفخم الذي يُشبه نظارات التزحلق على الجليد Ski goggles. النظارة تبدو كأنها قادمة من المستقبل؛ من أفلام الخيال العلمي، والأهم من ذلك أن تصميمها بسيط وأنيق، ولكن تفاصيلها مُعقدة، إذ تأتي بمداخل تهوية ممتازة وتحول دون "تَسَرُّب الضوء" إلى الداخل، كذلك نراها مزودة بزر "التاج الرقمي- Digital Crown" أسفل الشاشة -إن صح التعبير- للضبط وأشرطة مرنة وقوية لتثبيت النظارة على رأس المستخدمين بشكل مريح. تأتي الـ Apple Vision Pro بعد ستين داخليتين للعرض إضافةً إلى لوحة OLED خارجية. العدستان بدورهما تحتويان على عددٍ ضخم من البكسلات؛ تحديدًا 23 بيكسل ما يعني عرض الأشياء بجودة الـ 4K وبتصميم ثلاثي الأبعاد 3D بالطبع، كما يضمنان وجود واجهة المستخدم UI في الصورة، وبالنسبة للصوت، فهناك "إيربودز- earbuds" داخلية تدعم تقنيات الـ Dolby Atmos و"تتبع أشعة الصوت- audio ray tracing"، ناهيك عن تنسيق الـ "Lossless audio" الذي يستطيع أن يضغط الصوت دون فقد البيانات. ولمن يُعاني مشكلة في الإبصار، فشركة Apple، بالتعاون مع شركة Zeiss، قد أتاحت عدسات مُخصصة لهذا الشأن ويمكن طلبها مع النظارة. وبالمناسبة، تعمل الـ Vision Pro بمعالج M2 فضلاً عن شريحة مُخصصة تُسمى الـ R1؛ لها يعود الفضل في تقديم تجربة انغماسية على أعلى مستوى ناهيك عن الحد من التأخّر lag. على عكس الحواسيب التي نتحكم بها عن طريق الفأرة ولوحة المفاتيح، والهواتف المحمولة التي تعودنا على التحكم بها بأيدينا، يتم التحكم بنظارات الـ Apple Vision Pro عن طريق كلٍ من العين واليد والصوت. أما العين فيتم تتبع حركتها بفضل كاميرات الأشعة تحت الحمراء IR Cameras الموجودة بداخل النظارة، وأما اليدين فتتعقبهما الكاميرات الخارجية. هناك أيضًا مستشعرات sensors بالخارج للإلمام بالأشخاص المُحيطين لحاملي النظارة في الوقت الفعلي real time وهذا سيأخذنا لميزة مهمة جدًا بعد قليل. لكن أولاً، يجب أن نعرف أن التحكم بهذه النظارة لم يُرَ له مثيل؛ يتم التحديق في تطبيق ما فيُفتَح، أو التحكم في التطبيقات والتمرير لأعلى وأسفل بواسطة إصبعي السبابة والإبهام فقط، ولا ننسى أن Siri -المساعد الصوتي الذكي- تنفذ الأوامر بالصوت كما المعتاد. اقرأ أيضًا: "iPhone 15" ضد "Samsung Galaxy S24" مواجهة الكبار في عالم الهواتف..لصالح من؟   هذه هي الميزة المُهمة التي ذكرناها، والتي سعت Apple جاهدة لتوفيرها عندما فكرت في تصميم النظارة. الميزة تُسمى بالـ "EyeSight"، وهي تفتح عينيك -حرفيًا- على العالم الخارجي في أثناء استخدام النظارة، وهذا شيء لم نعهده من قبل أيضًا، فلا توجد نظارة واقع افتراضي/ مُدمَج ذكية تتيح لمستخدميها إظهار أعينهم في أثناء ارتدائها سوى الـ Apple Vision Pro. تُسهّل هذه الميزة التفاعل مع العالم الخارجي والتواصل مع الآخرين، وبدلاً من أن يشعر الطرف الآخر بشعورٍ مريب كونه ينظر إلى شخصٍ "بلا عينين" (بسبب النظارة)، ستتيح له الـ Vision Pro إمكانية رؤية العينين ببساطة. لعل أحد أهم مميزات الـ Apple Vision Pro المهضوم حقها هي أنها أداة جبارة في الإنتاجية، ففكرة التحكم بالتطبيقات -ثلاثية الأبعاد، لا تُنسى- باستخدام اليدين والصوت، ومن قبلهما العينين، كفيلة لإثبات هذه الميزة؛ إذ يستطيع المستخدمون أن يفتحوا أكثر من تطبيق ويتحكموا بهم جميعًا بأكثر من حاسة، وهذا ما ينبغي أن يكون تعريفًا للإنتاجية. جديرٌ بالذكر أن النظارة يمكن أن يتم ربطها بالـ Mac مما يحوّله إلى شاشة 4K عملاقة والعمل عليه لإنجاز المهام بأكفأ طريقة ممكنة، وباستخدام لوحة المفاتيح والفأرة في حال ما لم يُرِد الشخص أن يستغني عنهما. أحد الأساليب التي استخدمتها Apple في التسويق لنظاراتها الثورية كان باللعب على وتر الترفيه، حيث قال "جريج جوسوياك- Greg Joswiak"، وهو نائب رئيس التسويق العالمي بالشركة، إن نظارة الـ Apple Vision Pro هي "جهاز الترفيه المُطلَق". وكانت الشركة قد أعلنت أن النظارة ستأتي بـ 150 فيلمًا -ثلاثي الأبعاد بالطبع- إضافة إلى أكثر من 600 تطبيق متوافقة مع نظام التشغيل الجديد VisionOS. تسمح النظارة لمستخدميها بالاستمتاع بأشهر خدمات البث مثل Disney Plus، وESPN، وAmazon Prime Video، وغيرها الكثير، ناهيك أنها تعرض الأفلام، بل الفيديوهات بشكلٍ عام، بجودة ونمطٍ لا يُعلَى عليهما مما يُعطي المستخدمين شعورًا بأنهم متواجدون في سينما، وبالقرب من شاشةٍ ضخمة ليحظوا بتجربة خيالية.     على الرغم من كل مميزات النظارة، المذكورة وغير المذكورة، فهناك عوامل أخرى يجب أن تُوضع في الحسبان عند التفكير في شرائها، فوزن النظارة -على سبيل المثال- ثقيل نسبيًا، على الأقل بالنسبة للكثير من المستخدمين وهو ما سيتسبب في إزعاجهم بالتأكيد مع مرور الوقت، فوضعُ وزنٍ يتراوح بين الـ 600 والـ 650 غرامًا "أي تقريبًا بوزن الـ iPad Pro المُقدّر بـ 682 غرامًا وبحجم 12.9 إنش" على الرأس طوال الوقت ولفترات طويلة، بالتأكيد سيكون مزعجًا لعديد من المستخدمين. اقرأ أيضًا: "HUAWEI MatePad Pro 13.2".. جهاز لوحي ذو جودة عالية للمبدعين بغض النظر عن التطبيقات الـ 600 التي وعدتنا Apple بهم عند إطلاق النظارة، فإن نظام التشغيل VisionOS 1.0 لا يزال في مراحله الأولى ويحتاج إلى مزيد من الصقل والتحديثات، وهذا يتجلى في عدم القدرة على تخصيص الشاشة الرئيسة واقتصار نطاق العرض على نافذة واحدة، فضلاً أن بعض التطبيقات الرئيسة -من Apple نفسها ومن الطرف الثالث- مثل Netflix، بل وYoutube وSpotify! ليست مدعومة، ربما في المستقبل، ولكن إلى الآن فهذه التطبيقات الأساسية لم تُسجّل حضورها على نظارات Apple.   لمن لا يعلم بعد، فإن سعر نظارات الـ Apple Vision Pro هو 3500 دولار، بدون المُلحقات الأخرى مثل العدسات الطبية من Zeiss، وهذا ثمنٌ من المفترض أن يتجسد في مميزات عديدة، من أهمها الكاميرا وجودتها، وهذا لم يحدث، فجودة الـ 6.5 megapixels في التقاط الصور ليست مُرضيةً إطلاقًا، وعلى مستوى الفيديوهات فالـ x 2200 بيكسل والـ 30 إطارًا في الثانية لا تسمن ولا تُغني من جوع قياسًا على السعر، فهذه جودة جيدة في العموم، ولكن مرة أخرى بالنسبة للسعر فالأمر لا يستحق. صحيحٌ أن Apple شركة رائدة لا ريب، ولا يُمكن لأحد أن يُنكر أن مميزات الـ Apple Vision Pro هي مميزات خرافية، ولكن أيضًا 3500 دولار مقارنة بالـ 500 دولار الخاصة بأحدث نظارات شركة Meta؛ نظارة Meta Quest 3 هو رقمٌ مبالغ به، لا سيما أن هناك كثيرًا من العمل الذي يحتاج أن يُبذَل، سواء على مستوى نظام التشغيل أو الكاميرا أو الوزن أو غيرها. بهذا نكون قد استعرضنا أهم المميزات والعيوب التي من شأنها أن تحسم قرار شخصٍ حائرٍ بين شراء الـ Apple Vision Pro أو استثمار سعرها في شيء أكثر فائدة، القرار الأخير يعود إلى قُرّاء مجلة الرجل وما يبحثون عنه في هكذا تقنية.

مشاركة :