يترقب الشارع العربي والإسلامي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية مصر الشقيقة والتي تحظى باهتمام كبير من قبل الدوائر السياسية والاجتماعية والشعبية لكون أن العلاقات السعودية المصرية دائما ما تكون حجر الأساس لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتؤكد زيارة خادم الحرمين إلى القاهرة على المتانة التي تتمتع بها العلاقات السعودية المصرية وعن قوتها على مواجهة التحديات وتخطي العقبات في مختلف الظروف والأوقات لتكون الرياض والقاهرة ركيزة ومحوراً مهماً لدعم الاستقرار في المنطقة. وقد بعث التقارب السعودي المصري رسالة بليغة إلى جهات وأطراف يحاولون تشويه العلاقة السعودية المصرية والتي أصبحت على قدر كبير من المتانة والتي ستمكنهما من المضي قدماً لحلحلة الأزمات والقلاقل التي تحيط بالمنطقة وضمانة رئيسة للأمن والاستقرار. وتشكل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة خطوة كبيرة في سبيل تطوير علاقات البلدين نحو أفق أرحب وتمتينها لتصب في صالح علاقة الرياض والقاهرة مما سيسهم في دعم العمل العربي المشترك. وتعبر العلاقة بين الرياض والقاهرة عن الوضع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين الذي لا يمكن لأحد أن يحيد عن هذه السياسة في التقارب بين الشقيقتين، حيث إن المملكة قدمت ولا تزال الكثير لمصر في محنتها وتقف معها قلباً وقالباً من أجل جلب الاستقرار وإعادة الحياة إلى طبيعتها، فالشعب المصري يقدر عالياً مواقف المملكة والتي لم تخذل مصر في يوم من الأيام. ويؤكد مراقبون بأن التعاون بين المملكة ومصر يساهم إلى مساندة جميع القضايا العربية بدءاً بجلب السلم والاستقرار إلى اليمن وسورية والعراق ولبنان ومساندة الفلسطينيين في موقفهم للدفاع عن القدس وأن يكون هناك تسوية عادلة لقضيتهم وإلى إعادة لحمة العلاقات العربية العربية. إن التنسيق السعودي المصري العالي سيساهم في أن يكون للجامعة العربية دور في المستقبل أكثر نجاعة ووضوحا لأن الجامعة العربية هي مرآة للعالم العربي وأن التفتت في المواقف العربية يجب القضاء عليه عن طريق تشكيل هذه اللحمة القوية التي ستعيد الاعتبار للعالم العربي ولقضاياه في مواجهة الخارج وأيضا لإقناع شعوبه بأن هذه القيادات على مستوى كبير من المسؤولية في ظل هذه التطورات الإقليمية والدولية. المشاركة المصرية الفاعلة وتعتبر المشاركة المصرية الفاعلة في "عاصفة الحزم" عنصراً رئيساً لإخراج اليمن من أزمته ومساندة فاعلة للمملكة في طور رغبتها لإزالة المخاطر التي تكتنف اليمن والمنطقة من المخططات الإيرانية "الخبيثة" كما أنها تتسم بتوقيت هام ودون تأخير وجاءت في لحظة حاسمة وفارقة وتمثل دعامة مهمة للمملكة في مرحلة عصيبة تتطلب تكاتف الجهود في صالح الأمة العربية والإسلامية. ويمثل الموقف المصري بالمشاركة في "عاصفة الحزم" رغم الجراح التي تعانيها القاهرة من مواجهتها للإرهاب الذي يستهدفها تأكيد على اللحمة القوية التي ستعيد الاعتبار للعالم العربي ولقضاياه في مواجهة الخارج وأيضا لإقناع شعوبه بأن هذه القيادات على مستوى كبير من المسؤولية في ظل التطورات الإقليمية والدولية. الدور السعودي المصري وتعيش مصر مرحلة مفصلية وتاريخية في ظل إعادة بناء الدولة وتنظيم أوضاعها الداخلية كما أن أعباءها باتت أكبر، والمرحلة الراهنة هي مرحلة سعودية بالأساس، ومن يحاول أن يحمل مصر بضرورة أن تكون في الصدارة غير منطقي، فالرياض بدأت وخططت وقادت لكثير من المبادرات، والقاهرة تشارك بفعالية. وقد تغيرت موازين القوى في المنطقة فالقوة العسكرية السعودية لا تمتلكها دول أخرى فخلال السنوات المنقضية تراجعت دول اقتصاديا وأمنيا ومن حيث الاستقرار السياسي وتقدمت دول وهذا ما انعكس على الثقل السياسي فالسعودية تعد الآن الرقم واحد في العالم العربي، أمام خروج العراق وسورية من المعادلة.
مشاركة :