الإبل السائبة وحظائر الأغنام صديقة البيئة في المدينة

  • 4/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«لا تلجأ للشكاوى فلن يستجب أحد لك وتكيف مع الأمر الواقع وعليك أن تتعود على استنشاق الروائح الكريهة التي تنبعث من حظائر الماشية المنتشرة بين جنبات بعض أحياء المدينة حتى وإن أصبت بالربو، وإياك ثم إياك أن تزعج الإبل السائبة التي ترتع في المخططات فهي في نزهة يومية اعتادت عليها فلا تكدر صفوها وتحاول أن تنقصها حقا اكتسبته في غفوة من أمانة المنطقة»، هذه النصائح أسداها إلي بعض أهالي المدينة المنورة حينما أردت أن أتأكد من صحة الشكاوى التي وردت لـ»المدينة» من هذه الظاهرة التي قضت مضاجع قاطني بعض الأحياء، خاصة حينما رأوني وزميلي نوثق انتشار الحظائر داخل الأحياء بالكاميرا. ومما يزيد من معاناة الأهالي أنهم يعرفون يقينا أن هذه الحظائر تعد مخالفة للأنظمة التي تحظر وجودها داخل أو بالقرب من التجمعات السكنية، كما يعلمون أضرارها على صحة الإنسان والبيئة، متخوفين من مساهمتها في تفشي الأمراض خصوصا في فصل الصيف، حالمين بوجود رقابة من الأمانة لتطبيق الأنظمة بحق أصحابها. وقد رصدت عدسة «المدينة» الإبل وهي تتجول في مخطط الخليل بأعداد كبيرة وبشكل شبه يومي حيث تصول وتجول بشوارعه دون رقيب متسببة في فوضى مرورية، فضلا عن ترويع أهالي الحي، خاصة بعد أن اقتحم عدد منها بعض المنازل وأغلقت الطريق بعد أن وجدت بقايا طعام في حاويات النظافة، كما تنتشر الإبل بالقرب من سوق الأغنام بالمدينة وتتجول بالأحياء المجاورة له. معاناة مستمرة وأكد صالح الحجيلي أن أصحاب هذه الحظائر لا يقومون بتنظيفها أو رشها بالمبيدات الحشرية مما يسبب تكاثر الذباب والبعوض بشكل لافت الأمر الذي يضطرهم إلى إغلاق أبواب ونوافذ منازلهم حتى في أيام الصيف شديدة الحرارة. وقال: «تنبعث الروائح الكريهة من الحظائر خاصة وقت هطول الأمطار، مما يتسبب في تلوث الهواء نتيجة هبوب الرياح وإثارة الأتربة والفضلات من داخل الحظائر كما أنها تعتبر من البيئات الصالحة لتعايش وتكاثر الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض»، لافتا إلى خروج الأغنام أحيانا منها وتجولها داخل الأحياء وإتلافها الأشجار الموجودة في الشوارع. وأضاف أن وجود هذه الحظائر يمثل ظاهرة غير حضارية وتسيء للمظهر العام للمدينة ولنظافتها، مطالبا بإبعادها بأسرع وقت خارج النطاق العمراني بعيدا عن التجمعات السكانية. أين الأمانة؟ وأيده الرأي يوسف العتيبي، حيث طالب وعدد من السكان بنقل الحظائر من مخطط طيبة خلف جامعة طيبة، لافتا إلى أن وجودها بالقرب من المنازل يهدد حياة ساكنيها، مبديا استياءه من موقف الأمانة وغياب الرقابة على هذه الحظائر، واتخاذ خطوة جادة لنقلها بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان أو حتى إلزام أصحابها بمنع خروج الحيوانات منها، معربا عن أمله في إيجاد حلول ناجعة تعالج تلك الإشكالية تجنبا لانتشار الأمراض. قلق ومخاوف وقال فلاح المغذوي أحد سكان حي مخطط الخليل: «إن تجول الإبل في الحي أضحى أمرا مقلقا لما تسببه من المساهمة في انتشار كورونا والأوبئة بالإضافة إلي مضايقة السكان وخطورتها في عرقلة حركة السير»، لافتا إلى أنهم لا يعلمون أصحابها وهل يملكها أحد المواطنين أم تتبع لسوق الأغنام، مطالبا أمانة المدينة بالتصدي لها ومصادرتها أو تنبيه أصحابها بعدم تركها تتجول داخل الحي. أما ناصر الحربي فقالً: «الأبل تتسبب في مضايقاتنا في منازلنا وإن مثل هذه الأمور تكررت كثيرا كما تشكل خطرا على سيارتنا وممتلكاتنا وأطفالنا»، متسائلا عن السبب في عدم اهتمام المسؤولين بوضع حلول لحماية ساكني الحي من الأبل السائبة ووضع حد لهذا التسيب والإهمال الذي يهدد بنشر الفيروسات والأوبئة بين السكان. رقابة غائبة وأكد عواد الجهني ومسفر السهلي ما قاله ناصر الحربي، معربين عن استيائهما من أصحاب الإبل بعدم إدراكهم حجم الخطر الذي تسببه لأهالي الحي، مبديين خشيتهما من أن تتسبب في إصابة أحد بمكروه، محذرين من تفشي الأمراض والأوبئة عبر تلك الأبل وكذلك سوق الأغنام المجاور للحي، مطالبين بوضع حد لتلك المشلكة. مشهد متكرر وأفاد سامي المرواني أنهم أصبحوا يشاهدون منظر الأبل السائبة بشكل متكرر خلال الأيام الماضية مستغربا في الوقت ذاته إهمال أصحابها وملاكها لها وتركها بهذه الطريقة ما يعرض المارة بقصد أو بدونه للإيذاء في حين أن الموقع الطبيعي لها هو خارج النطاق العمراني وليس في الشوارع والطرق داخل الأحياء. فيما أشار سلطان الجهني إلى أنه شاهد قطيعا من الإبل السائبة تصول وتجول بلا رقيب في مخطط الخليل والحي المجاور لمركز صحي حي الحرس، مؤكدا أن عددا منها اقتحم بيوت الأهالي، لافتا إلى تسببها في فوضى مرورية، مستغربا تركها بهذا الوضع، خاصة مع التحذيرات المتكررة من وزارة الصحة بتفشي الفيروس بسبب مخالطة الإبل التي تعد أحد أسباب انتشار الفيروس، مطالبا الجهات المختصة بمنع تكرار هذا المشهد وإبعاد الإبل عن الأحياء السكنية. المزيد من الصور :

مشاركة :