بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال مركز التراث العمراني الوطني التابع للهيئة في ترميم أربعة قصور تاريخية بعد أن تبرع بها ملاكها للهيئة إما بشكل دائم أو لفترات طويلة، وهي: قصر بن رقوش في الباحة، وقصر ثربان في النماص، وقصر العسكر بالمجمعة، وقصر الراشد في القصب، وذلك بهدف تحويلها الى مراكز ثقافية وتراثية تقام فيها المتاحف المحلية، وتشهد الفعاليات التراثية المتعلقة بالمنطقة. قصر بن رقوش يجري حاليًا العمل في المرحلة الثانية من ترميم قصر بن رقوش التاريخي في منطقة الباحة، بهدف الارتقاء به وتوظيفه اقتصاديًا وسياحيًا وثقافيًا، ليصبح أحد المعالم البارزة في المنطقة، وذلك عقب توقيع الهيئة عقد اتفاقية مع المالك الذي قدم القصر دون مقابل لمدة 20 عامًا على أن تقوم الهيئة بترميمه وتطويره. وأنهت الهيئة عمليات التوثيق المساحي والمعماري للقصر، واستكملت جميع المخططات لتأهيله وتوظيفه بما يتواءم مع عناصره المعمارية وهويته المحلية. وركزت المرحلة الأولى من إعادة تأهيل قصر ابن رقوش على أعمال الترميم الإنقاذي لمبنى الضيافة بالقصر، وتشمل حماية عناصر المبنى القائمة والمحافظة على سلامتها من الانهيار، إضافة إلى عمليات تدعيم الأساسات، وفك وإعادة تركيب الأسقف، وتكحيل الواجهات وحقنها ومعالجة التشققات، وإعادة بناء الجدران المتصدعة والمنهارة وتنظيف الأرضيات بالقصر. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد زار القصر وتفقد سير العمل في مشروع ترميم وتطوير وإعادة تأهيله. يذكر أن قصر بن رقوش يعد من المعالم التاريخية والسياحية بالمنطقة وأحد أقدم القصور التاريخية متكاملة الخدمات، حيث تم بناؤه عام 1249هـ ويتكون من خمسة منازل كبيرة بعضها يحتوي على ثلاثة أدوار، إضافة إلى مجلس للقبيلة ومسجد ملحق بالقصر ومهاجع للخدم وبئر ماء وفناء داخلي واثنين آخرين حول القصر، ليشكل منظومة سكنية متكاملة من البيوت وملحقاتها «مدرسة ومسجد وإسطبلات خيل وآبار للسقيا وبساتين». قصر ثربان بدأت الهيئة مؤخرًا في ترميم قصر ثربان التاريخي الذي يقع في محافظة النماص. وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قد قام أثناء زيارته لمحافظة النماص على هامش ملتقى التراث العمراني الرابع الذي أقيم بمنطقة عسير في شهر صفر 1435هـ، بوضع حجر الأساس لمشروع وترميم وتطوير قصر ثربان التاريخي بقيمة إجمالية تقدر بخمسة ملايين ريال، وشاهد المخططات التفصيلية للمشروع من قِبل الشركة المنفذة. ويضم المشروع عددًا من العناصر المعمارية التراثية منها متحف عن تاريخ النماص، ومطعم تراثي، وسوق الحرف والأسر المنتجة، والمسجد القديم، وتهيئة ساحات للاحتفالات. ويعد قصر ثربان من أهم المعالم التراثية والتاريخية في المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، إذ يعود تاريخ بنائه نحو 200 عام، وهو أحد القصور الستة في الحي التاريخي بالنماص، ويتكون من مبنى رئيس من 5 أدوار متكررة، و4 ملاحق خارجية، وساحتين للقصر، بالإضافة إلى مسجد، وفي الفناء الخارجي للقصر، بستان في إحدى زواياه بئر لسقيا ساكني القصر والري. قصر العسكر يعد قصر العسكر التاريخي بمدينة المجمعة من القصور التاريخية المهمة في المنطقة ويقارب عمره المئتي عام ويحمل السمات النجدية القديمة في العمارة وهو أحد القصور المشهورة في المنطقة، وزاره الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والملك سعود -رحمه الله- والعديد من الأمراء والرحالة الغربيين وكتبوا عنه. وقد أنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخرًا مراحل ترميم المبنى وتجري الهيئة حاليًا الدراسات المتعلقة بتشغيله، وذلك بعد أن تبرعت به أسرة العسكر للهيئة بشكل دائم. وتبلغ مساحة القصر من دون الملاحق الخارجية أكثر من 2000 متر مربع، وهو على شكل متوازي الأضلاع يحده من الشمال منازل بعض المواطنين، ومن الجنوب الغربي شارع بعرض ستة أمتار، ومن الشرق أرض واسعة شيد فيها منزل الضيافة ثم أصبح منزلاً لبعض أبناء وأحفاد إبراهيم العسكر (آخرهم إبراهيم بن عبدالعزيز العسكر) وبجوار منزل الضيافة إلى الشمال يقع رباط الخيل وعنبر السجن، ومن الغرب يقع بستان صغير وبئر عمقها حوالى خمسة وعشرين مترًا، ثم بجوارهما يقع المسجد المعروف بمسجد الإمارة أو مسجد إبراهيم. قصر الراشد شهدت الفترة الأخيرة انتهاء العمل من مراحل ترميم مبنى قصر الراشد التاريخي في مدينة القصب شمال غرب الرياض، الذي تبرعت به أسرة الراشد للهيئة بشكل دائم، وتجري الهيئة حاليًا الدراسات المتعلقة بتشغيله. ويقع قصر الراشد على مساحة 300 متر مربع والمبنى قائم وبحالة إنشائية جيدة حتى الآن، ويمثل معلمًا سياحيًا يُمكن استخدامه واستثماره، ويقع على حافة سور القصب القديم ويمكن لمن يمر من الطريق العام بين القصب وشقراء أن يراه واضحًا. ويعود تاريخ القصر لأكثر من 60 عامًا ويمثل بيت أسرة الراشد، وهو بيت إبراهيم الراشد الذي كان ناظر الملك عبدالعزيز على مدينة القصب. المزيد من الصور :
مشاركة :