الدمام أسامة المصري تواصل المعارضة الإيرانية فضح سياسات نظام الولي الفقيه عبر ندوات تبثها مباشرة عبر الإنترنت، وتحت عنوان «نظام ولاية الفقيه هو العدو الأول لشعوب ودول المنطقة، لكنه يحاول التملص من جرائمه» فقد تحدثت شخصيات عربية وإيرانية في ندوة ليل الإثنين عن ذلك بمشاركة كل من الدكتور أنور مالك كاتب ومراقب دولي لحقوق الإنسان، والدكتور وليد الطبطبائي الشخصية السياسية الكويتية، والسيد سلمان عسكر مدير مركز المعلومات في صحيفة الوطن السعودية، وموسى أفشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، «الشرق» تابعت الندوة وطرحت السؤال التالي على المتحدثين «كيف يمكن التخلص من نظام الملالي وهل لدى المعارضة الإيرانية خطة للتعجيل على الأقل في إسقاطه؟». أنور مالك الدكتور أنور مالك من الجزائر قال إن نظام الولي الفقيه أراد أن يجمع بين أمرين، الأول هو القبضة الحديدية على الشعب الإيراني، والآخر هو محاولة الهيمنة باستغلال الدين والتغلغل في الشعوب الأخرى، خاصة الشعوب العربية في الخليج وفي دول المغرب، وحتى القارات الأخرى، متبعاً طريق التوريط الاستخباراتي، واستخدام الدين سياسياً لفرض الهيمنة من خلال الدين. واستطاع نظام الولي الفقيه السيطرة على هؤلاء الأتباع وحوّلهم إلى أدوات يستخدمهم في حروب تخريبية تدميرية. واعتبر مالك أن مشروع الولي الفقيه ليس مشروع بناء، بل هو مشروع تخريبي بحد ذاته، ووجد ضالته في استغلال النزاعات الطائفية ونزاعات عرقية أخرى من أجل خلق حروب وصراعات في الدول، خاصة الدول العربية. مؤكداً أن نظرية الولي الفقيه هي نظرية سياسية غُلّفت بإطار ديني من أجل تحقيق مآرب توسعية فقط على حساب دول المنطقة. وقال مالك في الداخل الإيراني فرض النظام نظرية «المارق» لكل من يعارض سياساته واتهامه خصومه بالخروج عن الدين والملة ويجوز قتله وإعدامه. والنظام لا يتصرف بأبعاد عقائدية أو دينية، كما يعتقد البعض. فقد قتل النظام من الشيعة الإيرانيين أكثر من 120 ألف شخص في السجون التي أسس لها الخميني. وأوضح مالك أنه يقبع في السجون الإيرانية أكثر من 30000 معتقل. مؤكداً أن من يؤمن بنظرية الولي الفقيه هو مجرد وسيلة لتحقيق الغايات التوسعية التي يسعى إليها ملالي إيران. وفي رده على سؤال «الشرق» حول الطريقة التي يمكن فيها تفكيك نظام الملالي قال مالك: «كيف نفكك مشروع الخميني الهدّام لايران، أؤكد دائماً أنه لا يمكن تفكيك نظرية ولي الفقيه إلاّ من خلال الإيرانيين أنفسهم. قد نفككها في بعض المناطق ونطاردها في دول أخرى، وقد تطاردها شعوب أخرى، لكن لا يمكن القضاء عليه إلا من طرف الإيرانيين أنفسهم. ولهذا يسير الرهان على المعارضة الإيرانية ذات التاريخ العريق مثل منظمة مجاهدي خلق». وأضاف مالك «أعتقد أن الانطلاقة تكون من هنا من تفكيكه داخلياً، وكل مؤشرات تفكيك ولاية الفقيه موجودة. الشعب الإيراني ملّ من هذه السلطة». موضحاً أن نظرية الولي الفقيه في حالة تراجع منذ انطلاق الثورة السورية، وخسر النظام كثيراً من مواقعه من خلال الثورة السورية. وكذلك في اليمن فقد أتت عاصفة الحزم التي فاجأت الولي الفقيه مفاجأة كبرى وشكلت ضربه قاصمة لمشروع الخميني في المنطقة». وأشار مالك إلى أن هناك تراجعاً أيضاً من خلال إدراج منظمة حزب الله في لبنان كمنظمة إرهابية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك من قبل عدة دول عربية. فالميليشيات الطائفية التي أسسها نظام ولاية الفقيه تقتل على الهوية، تقتل على الانتماء، تقتل حتى على الاسم، وما يفعله نظام الولي الفقيه وميليشياته في العراق يدل دلالة قاطعة على استمرار ما فعله في إيران. وليد الطبطبائي أكد الدكتور وليد الطبطبائي أن ما من شك أن نظام ولاية الفقية، هو مصدر التوتر في المنطقة ومصدر الإرهاب أيضاً في المنطقة. وظهور دلائل على ارتباط نظام الملالي في إيران بأحداث 11 سبتمبر وتسهيلهم لتنظيم القاعدة ارتكاب جريمته في نيويورك ومنهاتن، يؤكد ضلوع هذا النظام في كافة أعمال الإرهاب. حتى في موضوع التفجيرات التي حصلت في عمان عام 2005، كما ثبت ارتباط النظام السوري وهو أحدى أدوات النظام الإيراني في ذلك الحدث. وقال طبطبائي إن مصدر التوتر والإرهاب كله ينبع من نظام الملالي، ومع الأسف هو يستخدم أدوات ممكنة متنوعة يستخدم أجنحة سنية داخل سنة، أجنحة شيعية داخل شيعة، أجنحة علمانية يعني مثل حزب العمال الكردستاني في تركيا. ومعظم أعمال العنف والإرهاب بتمويل من النظام الإيراني حتى التفجيرات التي تتم في الحسينيات ومساجد الشيعة التي يقوم بها بعض المغرر بهم من السنة هي بتمويل وباختراق استخباراتي من إيران. فضلاً عن اعترافهم بوجود 250 إلى 150 ألف مقاتل إيراني تابع للحرس الثوري يقاتلون في مناطق التوتر في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأماكن أخرى. وأكد طبطبائي أن هذا النظام لا مجال للتعايش معه. ولابد من اقتلاع هذا النظام، نظام الملالي نظام ولاية الفقية. وعبَّر طبطبائي عن أسفه لأن أوروبا وأمريكا قد أعطت قبلة الحياة لهذا النظام من خلال الاتفاق النووي بإلغاء المقاطعة وإعادة الأموال المجمدة له. وهذا النظام لايستحق إلا المقاطعة والضغط عليه لتخليص الشعب الإيراني أولاً منه ثم تخليص المنطقة من شروره. وقال طبطبائي نحن في الكويت فيما يخص بما يسمىه «خلية عبد العلي» فقد وفرت الأسلحة والتدريب لمواطنين كويتيين من قبل الحرس الثوري، ومن قبل أدواتهم المسماة بحزب الله في لبنان، هذا موضوع التوتر في المنطقة، فضلاً عن الحروب في اليمن والعراق وسوريا. وهذا النظام يريد الشر، لا يتعايش إلا من خلال الشر ويبدو أنه لايزال يعرف أنه لايستقر له مقام في إيران إلا من خلال تصدير المشكلات للخارج وأحلام النظام التوسعية غير منطقية، يجب على العالم أن يقف صفاً واحداً لإسقاط هذا النظام، وإعطاء الشعوب الحرية في داخل إيران، فهو يقمع ويضطهد الشعوب داخل إيران ويمنع الحريات ويصدر الإرهاب إلى الخارج. سلمان عسكر وقال سلمان عسكر إن نظام الملالي وجد الأرض الخصبة لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في المنطقة، وتحت مظلة عالمية مع الأسف وصمت دولي، ما يحدث في المنطقة من إشعال فتيل الطائفية والمشكلات داخل الدول العربية هو مخطط ملالي إيران. وعلى الرغم من أن المنطقة خاصة دول الخليج لم تكن علاقاتها مع نظام طهران على الأقل منذ عام 1979 على ما يرام، فقد اعتمدت طهران منذ مجئ نظام الخميني وسقوط حكم الشاه، مبدء ما يسمى بتصدير الثورة واستمر النهج الإيراني على «تصدير الثورة» في المناطق العربية بدءاً من سوريا ولبنان والعراق وأعلنها مسؤولو النظام صراحة بأن العاصمة الرابعة ستكون صنعاء التي تقع تحت سيطرتهم، هذا إعلان صريح وفاضح وواضح، ولا يجتاج لأي تبرير. وأضاف عسكر أن أكثر من 35 عاماً ودول الخليج تصبر على التصرفات والممارسات الإيرانية والتدخلات السافرة والمستفزة بشكل واضح. ومنذ قيام نظام الملالي عام 1979 وهو يدعم ويشجع ويدرب خلايا الإرهاب والقتل والتدمير والتخريب وخلق حالة من الفوضى بالمنطقة والترويع في المجتمع الخليجي. وأكد عسكر أن إيران لا تعرف لغة الحوار والنقاش، إيران لا يصلح التعامل معها إلا بالقوة. وإن لم يتم التعامل معها بالقوة، فإن إيران تسير بخطوات في ظلام دامس من أجل تدمير وتفكيك المجتمعات العربية في العراق، وكذلك في دول الخليج والقارة الإفريقية وفي بلاد الشام، وهي لا تريد بناء علاقات طيبة ولا علاقات متوازنة مع الدول المجاورة لها. وأشار عسكر إلى أن إيران تقدم الدعم لسفاراتها في الدول العربية، لأن مهمة هذه السفارات هي خلق استخبارات وزراعة خلايا نائمة، وهذا ما أوضحه لي شخصياً السفير الإيراني المنشق عادل الأسدي وهو كان سفيراً لبلاده في دولة الإمارات العربية المتحدة. قال لي بكلام واضح إنه كام مهمشاً وأن المخابرات الإيرانية في بعثة الإمارات تقوم بتمرير مبالغ مالية كبيرة جداً، وكان يصدرونها إلى دمشق ولبنان واليمن من أجل دعم عناصرها وخلاياها الإرهابية التخريبية في المنطقة. هذا الكلام من شخصية بارزة اعتبارية وسياسية يؤكد سوء النيَّات والنهج الذي تنتهجه إيران تجاه المنطقة. وقال عسكر إن أيادي إيران ملطخة بجرائم تجنيد الإرهابيين وإمدادهم بالمتفجرات، ولعل ما حدث في الخليج من التفجيرات لم تكن إيران بمنأى عنها، بل نعلم أنه إلى الآن هناك عناصر إرهابية قامت بأعمال تخريبية في دول الخليج. وبعض الأماكن في العراق وهي موجودة الآن في طهران. وأكد عسكر أن ما يسمى بثورة الملالي، تعتمد على بعض الرعاع وبعض السفهاء الذين خدعتهم بشعاراتها الزائفة مجبرة بذلك دول الخليج العربية على مراجعة علاقاتها مع الذين يقفون مع النظام الإيراني في تحقيق مشروعهم التوسعي في المنطقة العربية، وكما تعلمون إن المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج اتخذت قراراً مؤخراً بعد قيام إيران بإحراق السفارة السعودية في طهران. موسى أفشار موسى أفشار عضو لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أكد أن نظام ولاية الفقيه لاعلاقة له بالإسلام وبالعقيدة، ناهيك عن الشيعة والسنّة بل هو قضية سياسية بحتة، وهو بحاجة إلى تطبيق هذه السياسية لبقائه في السلطة. ولا يهمه الطرف والجهة التي تساعده في هذا المجال هل هو شيعي أم سني أم علماني أم ضد الدين. ويكفي أن نشاهد أن في الصراع الدائر هذه الأيام بين أرمينيا وأذربيجان بأن نظام الملالي يقف بجانب أرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية. وهناك أمثلة كثيرة في هذا المجال. نظام ولاية الفقيه شعر بأن العوائق زالت من أمامه خاصة بعد سقوط النظام العراقي السابق وتواطؤ الأمريكان معه في ضرب المقاومة الإيرانية مجاهدي خلق التي كانت المعارضة الرئيسة والرقم الصعب في هذا المعادلة، فصال وجال في العراق وفي البلدان العربية الأخرى برعونة وتصلف واستعلاء. واعتبر أفشار أن أول ضربة خاطفة جاءت في مواجهة نظام الملالي كانت «عاصفة الحزم» التي لم تكن في حساباته. هذه العملية قلبت الموازين حيث بعدها بدأت تراجع النظام في سوريا ومع أنه التجأ إلى روسيا لإنقاذ بشار الأسد، لكن حتى الآن يعاني من هذا التراجع. وحقيقة لايعرف طريق الخلاص من مستنقع سوريا الذي دخل فيه حتى العنق. أما في القضية النووية فقد أرغم نظام ولاية الفقيه على التراجع عن إحدى أهم ركائزه الذي وصفه خامنئي ورفسنجاني بأنه ضمان لبقاء النظام، أي الحصول على القنبلة النووية. وحول إلغاء زيارة روحاني إلى النمسا أوضح أن السبب هو سماح السلطات النمساوية لمجاهدي خلق بإقامة مظاهرة في فيينا. وبسبب تجربة باريس والمظاهرة الحاشدة التي أقيمت ضد روحاني ونظام الملالي، فإن النظام فضّل إلغاء هذه الزيارة. وأكد أفشار أن نظام ولاية الفقيه لايعرف أية لغة إلا لغة القوة وهذا ما نؤكد عليه مراراً، وأضاف أفشار «نؤكد أن هذه اللغة يفهمها نظام ولاية الفقيه جيداً أي عند ما يشعر بالقوة يتراجع ويجرّ معه أذيال الخيبة والهزيمة. وتابع أفشار بالقول إن نظام ولاية الفقيه لايمكن أن يتأقلم مع هذا العصر ولايمكن أن يعيش في مناخ من السلام والحرية والطمأنينة. بالعكس هذا النظام بدأ من الأزمة ويعيش في الأزمات والحروب وسيموت في خضم هذا الأزمات والحروب.
مشاركة :