أقرت القيادة الفلسطينية مساء اليوم (الأحد) تشكيل لجنة لوضع ورقة عمل وخطة تحرك لوقف "العدوان" الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك مع تواصل الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر. وترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم اجتماعا موسعا للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله ضم أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وأمناء عامين لفصائل المنظمة وعددا من الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية ومفتي القدس والديار الفلسطينية وعددا من رجال الدين الإسلامي والمسيحي. وأقر الاجتماع تشكيل لجنة لوضع ورقة عمل وخطة تحرك لوقف "العدوان" الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس "وإفشال مخططاته بكل أشكالها والعمل من أجل حشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). واتهم الرئيس الفلسطيني في كلمة في مستهل الاجتماع الحكومة الإسرائيلية بالإصرار على مواصلة "حربها العدوانية" على مختلف مدن قطاع غزة، خاصة رفح بهدف فرض "التهجير القسري" على السكان. وقال عباس في كلمته إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي "ما زالا يصران على استمرار حربهم العدوانية على مختلف مدن قطاع غزة وخاصة مدينة رفح بهدف فرض التهجير القسري على المواطنين، وهو ما لن نقبله ولا يقبله أشقاؤنا والعالم". وأضاف "نخصص الاجتماع من أجل دراسة الأوضاع التي يعيشها شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي يواجه فيها العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر طويلة الذي تمثل بالقتل والتدمير والعمل من أجل تهجير شعبنا من أرضه". وتابع "تجتمع القيادة الفلسطينية لمناقشة هذا الأمر لوقف أي إجراءات من شأنها أن تعمل على طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وبلاده، خصوصا وأن الوضع في رفح بالذات أصبح في منتهى الخطورة والصعوبة التي تحتاج إلى إجراءات سريعة من قبل القيادة الفلسطينية". وتستعد إسرائيل لبدء عملية عسكرية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقطن نحو 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين، إذ كان عدد سكانها قبل هجوم 7 أكتوبر 250 ألف نسمة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الجيش إعداد خطة مزدوجة لعملية عسكرية في رفح تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة حماس، وسط تحذيرات عربية ودولية واسعة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" قتل خلالها حتى الآن أكثر من 28 ألف فلسطيني، بحسب السلطات في القطاع، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى" أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، شدد عباس على بذل الجهود من أجل تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وحدها دون غيرها والالتزام ببرنامجها السياسي الذي أقرته المجالس الوطنية المتعاقبة والتزاماتها الدولية. وأكد ضرورة إنهاء إفرازات الانقسام الداخلي في العام 2007 والالتزام بمبدأ السلطة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد والمقاومة الشعبية السلمية. ورحب عباس بدعوة روسيا للفصائل الفلسطينية لإجراء حوار من أجل تذليل العقبات لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الرؤية الوطنية لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته.
مشاركة :