ذكرت وكالات أنباء روسية رسمية، أمس، أن القوات الروسية سيطرت بشكل كامل على مصنع أفدييفكا للكيماويات وفحم الكوك، بعد سقوط معظم البلدة في أيديها، مطلع الأسبوع، في أعقاب شهور من القتال العنيف. وكانت روسيا قد أعلنت، الأحد، أن وحدات أوكرانية تتحصن داخل المصنع الواقع عند الطرف الشمالي الغربي لبلدة أفدييفكا، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن بيان لوزارة الدفاع: «جرى رفع الأعلام الروسية على المباني الإدارية للمصنع». ونشرت وكالة الإعلام الروسية مقطعاً مصوّراً قصيراً من الجو يُظهر انفجارات متفرقة في أنحاء ما يبدو أنه مجمع صناعي. ويُعد سقوط أفدييفكا أكبر مكسب لروسيا منذ استيلائها على مدينة باخموت، في مايو (أيار) 2023، ويأتي بعد عامين تقريباً من اليوم الذي أطلق فيه الرئيس فلاديمير بوتين حرباً واسعة النطاق، من خلال إصدار الأمر بغزو أوكرانيا. وتقع أفدييفكا في منطقة دونباس الصناعية على بُعد 15 كيلومتراً شمال دونيتسك التي تحتلها روسيا. وقبل الحرب، كان مصنع فحم الكوك الذي يعود تاريخه إلى الحقبة السوفياتية أحد أكبر المصانع في أوروبا. إلى ذلك، قال رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسي، الفريق إيجور كيريلوف، أمس، إن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت، في يناير 2024، مادة كيميائية سامة غير معروفة ضد القوات الروسية، ما أدى إلى حدوث حروق وغثيان وقيء. وقال كيريلوف: «في الحادي والثلاثين من يناير 2024، تم استخدام مادة كيميائية سامة غير معروفة على مواقع القوات الروسية، وأدى تأثيرها إلى حروق في الجهاز التنفسي والغثيان والقيء». وتابع: «كشفت نتائج البحث عن وجود مادة الأنثراكينون السامة التي لها تأثير سام واضح وتسبب العمى والخلل الوظيفي في الكبد والكلى. وفي دول الاتحاد الأوروبي تم حظر الأنثراكينون بسبب تأثيره المسرطن». وأضاف كيريلوف: «في 28 ديسمبر 2023، في اتجاه كراسني ليمان، تم إسقاط قنابل غاز من طائرة دون طيارعلى مواقع القوات الروسية أمريكية الصنع، مملوءة بمادة «سي إس»، وهذه المادة لها تأثير مهيج للعيون والجهاز التنفسي العلوي، وفي التركيزات العالية يمكن أن يسبب حروقاً جلدية وشللاً في الجهاز التنفسي وسكتة قلبية، وينتمي المركب إلى فئة المواد الكيميائية لمكافحة الشغب». ووفقاً له، فإن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت أسلحة كيميائية في أوقات مختلفة على مواقع القوات المسلحة الروسية. وأشار إلى أن مجرد قيام الولايات المتحدة بتوريد مثل هذه الذخائر في نزاع عسكري، هو انتهاك للمادة من الاتفاقية التي تلزم الدولة الطرف «بعدم نقل الأسلحة الكيميائية بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أي شخص تحت أي ظرف من الظروف». من جهته، دعا رئيس الوزراء الأوكراني الحكومة اليابانيّة والقطاع الخاصّ أمس إلى زيادة الدعم لإعادة إعمار بلاده، واعداً بـ»معجزة اقتصاديّة» بمجرّد انتهاء الحرب المستمرّة مع روسيا منذ نحو عامين. وقال دينيس شميجال في مؤتمر ضمّ نحو 300 من المسؤولين الحكوميّين ورجال الأعمال من اليابان وأوكرانيا، «منذ بدء الغزو الشامل، قدّمت اليابان لأوكرانيا أكثر من 10 مليارات دولار من الدّعم المتنوّع»، ما يجعلها رابع أكبر مانح. أضاف شميجال «بفضل هذا التمويل خلال هذه الحرب الرهيبة التي تسبّبت بها روسيا، تمكّن ملايين الأوكرانيّين من البقاء على قيد الحياة».
مشاركة :