يقدم متحف "ارميتاج" في سان بطرسبورغ يد العون لترميم مدينة تدمر الاثرية بعدما استعادها الجيش السوري مدعوماً بسلاح الجو الروسي من مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف. وسيكون مدير متحف "ارميتاج" ميخائيل بيوتروفسكي مسؤولا عن المساعدة الروسية التي ستقدم لترميم تدمر. وقال بيوتروفكسي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إن "ترميم تدمر مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا"، مشيراً إلى إحدى القاعات التي تعرض فيها شواهد قبور ومنحوتات وقطع من العملة تعود كلها الى المدينة الأثرية الواقعة في الصحراء السورية. ومن ابرز المقتنيات في هذا المتحف الروسي اربعة الواح تزن خمسة عشر طنا، عليها كتابات بالارامية واليونانية تشير الى تعرفة الجمرك في تدمر في القرن الثاني للميلاد، حين اصبحت المدينة محورا تجاريا في اًلمنطقة. وعثر على هذه الالواح الفريدة هاو للتنقيب عن الاثار في العام 1882، وهي جزء من الكنوز الاثرية القليلة التي ما زالت محفوظة من تدمر. وتابع بيوتروفسكي أن "ترميم تدمر هو عمل طويل ويتطلب التأني فيه"، مقدرا ان الاضرار التي سببها تنظيم الدولة الاسلامية قد تصل الى 70 في المئة من الموقع الاثري، مشدداً على أنه "ينبغي تسجيل الموقع الذي عثر فيه على كل حجر، قبل ان يتخذ اي قرار حول طريقة ترميم هذه المعالم التاريخية". وأكد أن هذه المهمة تتطلب جهودا تشارك فيها البلدان الاعضاء في منظمة "يونسكو". وكان المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم دعا الجمعة علماء الاثار والخبراء من كل العالم الى التعاون مع سلطات الاثار السورية لترميم هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي للبشرية. لكن قبل كل ذلك ينبغي اولا نزع الالغام التي زرعها تنظيم "الدولة الاسلامية"، والتي يصل عددها بحسب السلطات الى اربعة الاف و500، وهي معدة للانفجار بالاتصال الهاتفي. ووصل الى المدينة خبراء روس في نزغ الالغام مع كلاب مدربة. وبحسب مدير متحف "ارميتاج" فإن روسيا تملك "خبرة واسعة في ترميم المعالم الاثرية المدمرة، ولاسيما بعد الحرب العالمية الثانية".
مشاركة :