تمثل أسواق المجوهرات في المملكة والخليج العربي، أسواقاً رائجة لا تتثاءب، كونها المجاورة للأسواق العالمية، ونظراً لارتفاع إجمالي الطلب على المجوهرات عالمياً ومحلياً، ولتنامي القوة الشرائية وارتفاع الدخل السكاني، وتوفر الدعم الحكومي. ووفقاً لمتخصصين في صناعة المجوهرات، فإن تكامل المنظومة الصناعية للمجوهرات، بدأ من الفكرة إلى التصميم المبتكر، وفهم رغبات واتجاهات العملاء، وتوفر الإبداع الملفت، واستخدام البرامج الرقمية والأدوات الدقيقة، سلسلة ذهبية للوصول إلى قطع نفسية ونادرة تجتذب العملاء. ووفقاً لمتعاملين ومتخصصين فإن أسواق مكة المكرمة وجدة من الأسواق الرائجة في المملكة للمجوهرات والحلي النسائية لارتباطها بموسمين مهمين هما الحج والعمرة حيث يحرص ضيوف الرحمن على بيع وشراء الذهب والمجوهرات، فضلا عن الكثافة السكانية والمغلفة بقوة شرائية محفزة للقطاع، ويشير المتعامل» ناجي طارش إلى ضرورة تعزيز الأسواق الخليجية بمختبرات ذات تقنيات عالية وجودة لحماية العملاء والمستثمرين مع إنشاء مختبرات ومعامل متخصص لفحص المجوهرات كما هو جارٍ في الدول المتفوقة في صناعة وتسويق المجوهرات بهدف مواكبة الوثبات المتجددة لأسواق وصناعات المجوهرات دعماً لاقتصاد دول الخليج العربي. سيفان بيتشاكجي من أشهر مصممي وصانعي المجوهرات في تركيا عاش تجربة تستحق أن تروى، حيث كان مفتوناً بتصليح الساعات اليدوية ، وقصص صانعيها، وزاد إعجابه عندما وقف على عشرات الساعات النادرة لشخصيات اعتبارية، في معرض خاص في قصر تاريخي في إسطنبول، كان بمثابة الفتيل الذي أشعل في داخله عشق النوادر من الساعات، بعدها بدأ بالحث والدراسة والوقوف على النوادر من المجوهرات، وفكر في دمج الذهب بالأحجار النادرة، مع استثمار التقنيات الحديثة، في صناعة الساعات الفخمة، وخرج بـ85 قطعة استغرق وقت تصميمها وصناعتها قبل طرحها في السوق تسع سنوات من العمل المركز. ويشير سفيان إلى أن مصدر إلهامه في صناعاته للنوادر، أصوات وأشكال طائر النورس، والبنايات التاريخية الموغلة في القدم، ما جعل قطعه نادرة لارتفاع المهنية العالية للحرفيين والنحاتين والفنانين الذين يشتغلونها معه. ويكشف سفيان أن مستوى الأفكار في تصاميم المجوهرات وتوفر الإبداع عوامل مهمة لتغذية الأسواق بقطع يترقبها العملاء، مبيناً أن انتاج قطع المجوهرات تبدأ أولاً من الرسام ثم النحات الذي يحول اللوحة الفنية إلى أساسات للقطعة ثم إلى الصائغ ثم إلى النقش فصانع الفسيفساء ثم الخطاط الذي يحبك القطعة في لمساتها الأخيرة وصولاً لإبهار المشاهد المهتم. ووفقاً لتقارير رسمية فإن صناعة الذهب والمجوهرات تعتبر من أكثر الأنشطة الاقتصادية نمواً في المملكة بزيادة سنوية في المبيعات بلغت 36 % في الربع الثاني لعام 2022. وتتصدر المملكة قائمة الدول العربية الأعلى مبيعاً للذهب، كما احتلت المركز التاسع في قائمة أكبر 10 دول في شراء الذهب في العالم خلال عام 2021.
مشاركة :