أعلنت أذربيجان وسلطات إقليم ناغورنو قره باخ الانفصالي أمس، توصلهما إلى وقف للنار ينهي أربعة أيام من معارك عنيفة أوقعت 64 قتيلاً. وأشارت وزارة الدفاع الأذرية إلى «توقف العمليات العسكرية»، بعدما قال ناطق باسم وزارة الدفاع في الإقليم «التوصل إلى وقف للنار مع أذربيجان، وتلقي أمر بوقف النار». أتى ذلك بعد ليلة من قصف مدفعي متقطع، وإعلان وزارة الدفاع في باكو مقتل 16 جندياً أذرياً خلال 48 ساعة، فيما أفاد مكتب المدعي العام في أذربيجان بمقتل أربعة مدنيين وجرح 17 منذ تجدّد القتال في الإقليم ليل الجمعة الماضي، في أسوأ عنف يشهده منذ هدنة أنهت الحرب عام 1994. وتفيد بيانات رسمية لطرفَي النزاع بمقتل 64 جندياً ومدنياً خلال الاشتباكات، علماً أن الجانبين تبادلا اتهامات ببدء العنف، وأعلنت باكو سيطرتها على مرتفعات استراتيجية في المنطقة الخاضعة لسيطرة أرمينيا. وقبل ساعات من اجتماع في فيينا أمس لمجموعة مينسك التي تضمّ سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ناقش سبل التوصل إلى تسوية ديبلوماسية لـ»النزاع المجمّد» في ناغورنو قره باخ، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن المجموعة ستزور في الأيام المقبلة أرمينيا وأذربيجان والإقليم المتنازع عليه. الأزمة في قره باخ كانت محور اتصال هاتفي بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، إذ قال ناطق باسم الخارجية الأميركية: «نحضّ الطرفين على التوقف فوراً عن استخدام العنف وتجنّب أي شكل من التصعيد». أما وزارة الدفاع الروسية فأعلنت أن لافروف وكيري «دانا محاولات أطراف خارجيين مفاقمة المواجهات»، في إشارة كما يبدو إلى تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «ناغورنو قره باخ ستعود يوماً بلا شك إلى أذربيجان». وعزّى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو «جميع الأذريين بمقتل مواطنيهم الناجم عن هجمات أرمينية» في قره باخ، معلناً أنه اتصل برئيس أذربيجان إلهام علييف. وأضاف: «على العالم أجمع أن يدرك أن تركيا ستقف حتى النهاية إلى جانب أذربيجان ضد عدوان أرمينيا واحتلالها». إلى ذلك، اتصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الأرميني إدوارد نالبانديان، مقترحاً توسّط بلاده من أجل «تسوية سلمية للخلافات بين أرمينيا وأذربيجان». وأفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء بأن قذيفة أطلقتها القوات الأرمينية سقطت في شمال إيران، من دون وقوع ضحايا.
مشاركة :