في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الإماراتية بالعاصمة التركية أنقرة، قيّم خلاله التطورات الإقليمية والزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات العربية المتحدة يوم 13 فبراير/ شباط الجاري. وقال الظاهري في هذا الخصوص: "إذا انتهت الأحداث في غزة، فإن الأحداث في البحر الأحمر ستنتهي تلقائياً. ووقف الحرب (في غزة) يلعب دوراً مهماً للغاية في وقف كل الأحداث السيئة الأخرى في المنطقة". وذكر الظاهري أن تطورات الأحداث في قطاع غزة كانت في مقدمة المواضيع التي نوقشت بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان ونظيره التركي الذي زار الإمارات مؤخرا. وأوضح أن زعيمي البلدين ناقشا سبل إنهاء الحرب في غزة، مبيناً أن تركيا والإمارات تواصلان إرسال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين تركيا والإمارات، صرح الظاهري أن سفارته تعمل جاهدةً على تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين. وأشار الظاهري إلى أن عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة ارتفع بفضل هذه الجهود، وأن الزيارات رفيعة المستوى أصبحت أكثر تواتراً بين الجانبين، "الأمر الذي يعكس الإصرار المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات". ولفت إلى أن البلدين يعملان على إجراء بحث شامل لمجالات التعاون المحتملة من خلال التركيز على فرص الاستثمار الأخضر. وأكد الظاهري أنه ستكون هناك حاجة لمزيد من التواصل والتكامل والتعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والصحة والغذاء مستقبلاً. وذكر الظاهري أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، باستثناء التبادل النفطي، يبلغ حالياً نحو 20 مليار دولار، وأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) التي أُبرمت في مارس/ آذار 2023، تهدف إلى زيادة هذا المبلغ إلى أكثر من 40 مليار دولار في السنوات الخمسة المقبلة. وأوضح الظاهري أن الاتفاقية المذكورة التي دخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2023، لا تعزز التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إقامة شراكة تنموية بين الجانبين. وأضاف أن الشراكة المبنية على المصالح المشتركة، ستعزز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ويساهم أيضا في ازدهار واستقرار المنطقة. وصرح الظاهري بأن الاجتماع الأول لمنتدى الأعمال الإماراتي التركي عُقد في يوليو 2023 حيث تم خلاله الإعلان عن العديد من الاتفاقيات، لاسيما في مجالات التصدير والبناء والبنية التحتية والطاقة والإسكان. وأوضح الظاهري أن هناك تطورات في مجال الصناعات الدفاعية، وأنه تم توقيع اتفاقيات ثنائية بين تركيا والإمارات، وأن البلدين قاما بتطوير صناعاتهما الدفاعية خلال الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية المتطورة سيرفع تركيا والإمارات إلى مستويات أعلى، معرباً عن أمله في إبرام المزيد من الاتفاقيات في هذا المجال خلال الفترة المقبلة. وفيما يتعلق بمواجهة الصعوبات التي تعترض العلاقات بين تركيا والإمارات، قال الظاهري: "إذا قامت تركيا والإمارات العربية المتحدة بتحسين علاقاتهما والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، فإن ذلك بالطبع سيساهم بشكل كبير في استقرار وازدهار المنطقة". وأشار الظاهري إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تحسنت في الآونة الأخيرة، وأن الزيارات رفيعة المستوى هي أهم مؤشر على ذلك. واستطرد قائلا: "الإمارات وقعت اتفاقية شراكة مع الهند واتفاقية "CEPA" مع تركيا، مما مكّن المنتجات التركية من الوصول إلى الهند وجنوب آسيا برسوم جمركية أقل عبر الإمارات". وبخصوص مشروع الطريق التنمية، ذكر الظاهري أنه من المهم أن تعمل تركيا والإمارات معًا في مشاريع من شأنها أن تخدم شعوب المنطقة. وذكر أن الجانب العراقي يواصل عمله حالياً وأن بغداد في مرحلة تخطيط المشروع. وأشار إلى أن دولة الإمارات لعبت دوراً في ربط الشرق بالغرب ضمن نطاق هذا المشروع بفضل موقعها الاستراتيجي. ومشروع "طريق التنمية" يشمل الطريق البري والحديدي الممتد من العراق إلى تركيا وموانئها، ويبدأ من ميناء الفاو في خليج البصرة، ويتكون من طريق بري وسكك حديدية بطول 1200 كيلومتر داخل العراق، وربطه بشبكة السكك التركية. وتبلغ الميزانية الاستثمارية للمشروع نحو 17 مليار دولار، على أن يتم إنجازه على ثلاث مراحل، تنتهي الأولى عام 2028 والثانية 2033 والثالثة 2050. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :