أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (الأربعاء) أن انعدام الأمن الغذائي شمال قطاع غزة وصل إلى حالة حرجة للغاية. وقالت أونروا في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن انعدام الأمن الغذائي شمال وادي غزة وصل حالة حرجة للغاية، نظرا للقيود الكبيرة المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية. وأضاف البيان أن 51 % من البعثات التي كان مخططا لها من قبل الأونروا والشركاء في المجال الإنساني لإيصال المساعدات وإجراء تقييمات إلى مناطق شمال منذ بداية عام 2024 وحتى 12 فبراير الجاري قد تم منع وصولها من قبل السلطات الإسرائيلية. وأشار البيان إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من العدد المستهدف البالغ 500 شاحنة يوميا مع وجود صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات من خلال معبري كرم أبو سالم ورفح. وأفاد البيان بأن الإمدادات الغذائية الثابتة لخدمة جميع السكان لا تزال تعوقها عمليات إغلاق الحدود المتكررة. من جهتها قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة إن القوات الإسرائيلية تستهدف قافلات المساعدات وتضع العراقيل أمام دخولها عبر معبر رفح. وأفادت الجمعية في بيان مقتضب بأن نحو 400 ألف شخص مهددون بالموت جوعا في شمالي القطاع، داعية المؤسسات الأممية لتكثيف مساعداتها خاصة إلى مناطق شمال القطاع. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس (الثلاثاء) رفضه لقرار برنامج الأغذية العالمي تعليق تسليم مساعداته الغذائية في شمال القطاع، مطالبا البرنامج بالتراجع الفوري عنه. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه "تلقينا بشكل صادم قرار برنامج الأغذية العالمي بتعليق تسليم المساعدات الغذائية في شمال القطاع". واعتبر أن القرار بمثابة الحكم "بالإعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مضاعف"، معربا عن رفضه المطلق للقرار الذي سيخلف "كارثة عالمية". وطالب البيان برنامج الأغذية العالمي بالتراجع الفوري عن قراره "الكارثي"، محملا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولية. ودعا مؤسسات الأمم المتحدة إلى العودة للعمل في محافظتي غزة والشمال بدلا من "التنصل والهروب من مسؤولياتها وتكليفاتها الدولية واجبة التنفيذ"، محملا إياها مسؤولية النتائج "الكارثية للمجاعة" التي تتعمق في غزة. وطالب البيان الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف "تاريخي وأخلاقي وإنساني أمام هذه الكارثة الإنسانية التي تتجسد واقعا في قطاع غزة خاصة بحرب الإبادة وحرب التجويع". وأعلن برنامج الأغذية العالمي في بيان نشر على منصة ((إكس)) أمس إيقاف تقديم المساعدات الغذائية الحيوية إلى شمال قطاع غزة "لحين توفر الظروف الآمنة". وقال البيان إن البرنامج لم يتخذ قرار وقف تقديم المساعدات لشمال القطاع بسهولة، محذرا من أن الوضع هناك سوف "يزداد سوءًا وسيتعرض المزيد من الناس لخطر الموت جوعًا، وبرنامج الأغذية العالمي مصمم بخصوص الوصول بشكل عاجل للناس العاجزين في غزة، إلا أنه يجب ضمان الأمن اللازم لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية إلى أولئك الذين يستفيدون منها". وأشار البيان إلى أن الأحد الماضي شهد استئناف المساعدات إلى المنطقة بعد توقف دام ثلاثة أسابيع إثر الهجوم على شاحنة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وتابع أن الأوضاع تدهورت بسرعة في المنطقة بعد تسليم المساعدات إلى شمالي غزة في نهاية يناير الماضي. وأوضح أن التقارير الأخيرة تؤكد أن غزة تنساق بسرعة إلى "الجوع والمرض، حيث أصبح الغذاء والمياه النظيفة نادرين بشكل لا يصدق وتتفشى الأمراض وهذا الوضع يضر بتغذية ومناعة النساء والأطفال ويؤدي إلى زيادة سوء التغذية الحاد، ويموت الناس بالفعل لأسباب تتعلق بالجوع". وأكد البيان أن البرنامج سيسعى إلى إستئناف عمليات تقديم المساعدات في أقرب وقت ممكن، مشددا على وجود "حاجة ملحة لتوسيع تدفق المساعدات إلى غزة على نطاق أكبر لمنع حدوث كارثة، ولتحقيق ذلك، يجب أن تصل كميات أكبر من المواد الغذائية إلى غزة ويجب أيضا فتح نقاط العبور في شمالي القطاع". وتعيش المحافظات الشمالية للقطاع الساحلي أوضاعا "كارثية" جراء نفاد الطعام وفرض إسرائيل حصارا عليهم منذ الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي. ونفذت اونروا آخر عملية توزيع للمواد الغذائية في شمال وادي غزة في 23 يناير الماضي، بحسب ما أفاد المفرض العام للوكالة فيليب لازاريني قبل أيام. وأشار لازاريني في بيان إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت نصف طلبات إرسال المساعدات التي قدمت للشمال منذ بداية العام. وفي 25 يناير الماضي، قتل 20 شخصا وأصيب نحو 150 آخرين في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي نحو تجمع لفلسطينيين كانوا ينتظرون تسلم مساعدات بالقرب من دوار الكويت شرق حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع. ويقع دوار الكويت في شارع صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة، وأقام الجيش الإسرائيلي بالقرب منه حاجزا عسكريا يفصل مدينة غزة عن الجنوب تتمركز فيه المدفعية والجرافات الإسرائيلية.