شدد محللون سياسيون على أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة الخماسية العربية والدولية لحل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، لافتين إلى أنه رغم المعوقات المحلية والإقليمية التي تواجهها؛ إلا أن الشعب اللبناني يعول على عملها كثيراً، ويأمل في نجاح مساعيها لإيجاد حلول للأزمة والمساعدة في إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية يساعد مع الحكومة في إنقاذ البلاد. وذكر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، أن اللجنة لم تتبن أي أسماء مرشحة للرئاسة، وأبلغت الفرقاء السياسيين كافة، بمن فيهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنها ستوافق على أي اسم يحظى بنصيب وافر للنجاح بأصوات النواب. وأوضح الرز في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدداً من أعضاء اللجنة، وخاصة الأميركي، طرح مشروعاً لانتخاب اسم ثالث لتولي رئاسة الجمهورية، بعد سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والفكرة قيد التداول، معرباً عن أسفه لفشل مجلس النواب في اختيار رئيس، ما استدعى تدخلاً عربياً ودولياً لحل أزمة الفراغ التي طالت أكثر من سنة ونصف السنة. ويجري سفراء دول اللجنة الخماسية، «مصر، وقطر، وفرنسا، والسعودية، وأميركا»، محاولات لخروج لبنان من مأزق الفراغ الرئاسي، وآخرها لقاؤهم برئيس مجلس النواب نبيه بري، لتشجيع الأطراف على الحوار، وسبق أن عقدت اجتماعات تنسيقية بين كبار مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء الدول الخمس في بيروت. ومن جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني نوفل ضو، إن اللجنة الخماسية تسعى إلى مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تقريب وجهات النظر على قاعدة إيجاد آلية تبدأ بوضع لائحة مواصفات تلتقي عليها جميع القوى النيابية، وتيسير الحوار بين جميع الأطراف. وتبني وجهة نظر بري باجتماع الكتل النيابية للتفاهم قبل بدء العملية الانتخابية، وبالتالي طلبت اللجنة من كل الكتل النيابية أن تقدم قائمة بالمواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل. وكشف نوفل في تصريح لـ«الاتحاد»، عن أن اللجنة توصلت إلى وضع قواسم مشتركة من خلال قائمة تشكل ملامح ونقطة التقاء بين الفرقاء حول مواصفات الرئيس، ومن المنتظر أن يعود الموفد الفرنسي لودريان باسم اللجنة الخماسية إلى لبنان ليسلم الفرقاء السياسيين هذه القائمة، ويطلب من كل فريق وضع الأسماء التي يراها متطابقة مع القائمة. وأشار نوفل إلى وجود نية ومحاولة من قبل اللجنة للفصل بين الانتخابات الرئاسية في لبنان والحرب في غزة ومناطق جنوب لبنان. وبدوره أشار الكاتب والباحث السياسي اللبناني أحمد عياش، إلى أن هناك ملمحاً بدأ يظهر في بيروت بأن نبيه بري يستعد للدعوة إلى التشاور وعقد جلسة لمجلس النواب، قبل حلول شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى اللقاء الأخير بين الموفد الفرنسي ووزير الخارجية المصري. وقال عياش في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذه التحركات والمحاولات تستهدف حلحلة الأزمة، لكن يؤخذ بالاعتبار أنها تتم وسط ظروف معقدة، وربما يمكن الذهاب إلى حل للرئاسة حتى لو استمرت حرب غزة، لكن السؤال المطروح: من الشخصية التي ستحظى بالقبول، في ظل الانقسام والتعارض بين الاتجاهات السياسية ووجود خلاف عميق بين اللبنانيين، لاسيما مع فتح جبهة الحرب في الجنوب من دون إرادة الدولة اللبنانية.
مشاركة :