أنقرة/مقديشو - قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية اليوم الخميس إن تركيا ستقدم دعما أمنيا بحريا للصومال لمساعدة الدولة الأفريقية في الدفاع عن مياهها الإقليمية، فيما تتزامن هذه الخطوة مع التوتر بين مقديشو وجمهورية أرض الصومال 'صوماليلاند' على خلفية الاتفاقية التي وقعها الإقليم مع إثيوبيا وتمنحها منفذا بحريا انطلاقا من ميناء مرمرة. ووقعت تركيا والصومال اتفاقية تعاون دفاعي واقتصادي في وقت سابق من هذا الشهر خلال زيارة وزير الدفاع الصومالي عبدالقادر محمد نور إلى أنقرة وتعليقا على تفاصيل الاتفاق قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية، طلب عدم ذكره بالاسم، إن أنقرة توفر التدريب للجيش الصومالي منذ أكثر من عشر سنوات. وأضاف أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي بين تركيا والصومال، موضحا "بناء على طلب الصومال، سنقدم الدعم في مجال الأمن البحري، كما فعلنا في مجال مكافحة الإرهاب". وأردف "سنساعد الصومال على تطوير قدراته وإمكاناته لمكافحة الأنشطة غير القانونية وغير النظامية في مياهه الإقليمية". وأصبحت تركيا حليفا وثيقا للحكومة الصومالية في السنوات القليلة الماضية. وقامت أنقرة ببناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية وقدمت منحا دراسية للصوماليين للدراسة في تركيا، فيما استحوذت الشركات التركية على أكبر الصفقات الاستثمارية في البلد الأفريقي ومن بينها تأهيل واستغلال مطار وميناء مقديشو. والتوتر على أشده بين الصومال وإثيوبيا بعد أن وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس "أرض الصومال" موسى بيهي عبدي الشهر الماضي مذكرة تفاهم تنص على موافقة الأخيرة على تأجير أكثر من 12 ميلا من الوصول البحري في ميناء بربرة لمدة 50 عاما للبحرية الإثيوبية مقابل أن تعترف أديس أبابا باستقلال 'صوماليلاند'. ويعتبر الحصول على منفذ بحري مسألة بالغة الأهمية بالنسبة إلى إثيوبيا التي تعد أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، فيما يشكّل افتقارها إلى ساحل أحد أكبر العوائق التي تحول دون تحقيق أهدافها الاقتصادية والتنموية. وألغى الرئيس الصومالي في 6 يناير/كانون الثاني الاتفاق بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا ووصفه بإنه "انتهاك غير مشروع" من جانب أديس أبابا للسيادة الصومالية، مؤكدا أنه "لا يمكن ولن يمكن لأحد أن ينتزع شبرا من الصومال". وانحازت تركيا إلى الصومال في الأزمة التي أثارها الاتفاق وأعربت عن قلقها إزاء المذكرة التي تمنح إثيوبيا منفذا بحريا، مجددة "التزامها بوحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه". وفي عام 2017، افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في مقديشو. كما توفر التدريب للجيش والشرطة الصوماليين، بينما تعدّ سفارتها في مقديشو أكبر مقرّ دبلوماسي لها في العالم. واستغلت أنقرة حاجة البلد الأفريقي الذي مزقته الحروب طيلة ربع قرن إلى التمويلات المالية والمساعدات لتعزيز نفوذها في المنطقة، إذ تشير بيانات تركية إلى أن أنقرة قدمت نحو 370 مليون دولار مساعدات للصومال في الفترة بين 2013 و2018 ووقعت تركيا والصومال خلال السنوات الماضية العشرات من الاتفاقيات الاقتصادية، فيما تجاوز حجم التبادل التجاري 360 مليون دولار خلال العامين الماضين، ما أغرق الأسواق الصومالية بالبضائع التركية.
مشاركة :