سليمان الجابري: استلهام التاريخ وبطولات الأجداد في يوم التأسيس

  • 2/21/2024
  • 20:47
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الشيخ سليمان بن سعيد الجابري إلى استلهام روح التاريخ، والقيم السامية في ذكرى يوم التأسيس، واطلاع الأبناء والأحفاد على البطولات التي قام بها الآباء المؤسسون والأئمة والمواطنون المخلصون؛ ليدركوا أن النعمة التي نرفُل فيها اليوم لم تأت من فراغ؛ إنما بجهاد نهض به رجال أشداء، حولوا شَتات هذه الجغرافيا مترامية الأطراف وطناً نفخر اليوم به، وبتضحياتهم، وما تركوه لنا من إرث حضاري عريق.واضاف في تصريحات صحفية بمناسبة يوم التأسيس: قام الوطن على ملاحم عنوانها الوفاء، وقوامها القيم الأصيلة، وأبرز سماتها الوحدة والتآزر، وعلينا استيعاب الدروس جيداً؛ فننبذ الفُرقة والاختلاف، ونحرص على خصال المروءة والنخوة ونغرسها في نفوس الأبناء والأحفاد؛ لصقل شخصياتهم، وليصبحوا مواطنين صالحين منافحين عن هويتهم، وشيمهم الأصيلة، قادرين على حمل راية الوطن خَفَّاقة أبيَّة على درب التطوير والحداثة.وأوضح أن يوم التأسيس يمثل ذكرى هذا الإرث المُشرِّف الذي يحمل الكثير من المعاني التي تُظهر العمق الحضاري، والبعد الثقافي اللذين يشكلان مع المكون الديني هوية الوطن، وأبرز ملامح الشخصية السعودية؛ مُثمناً القرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي ينص على أن يكون يوم (22) فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية التي قامت قبل ثلاثة قرون على يد الإمام محمد بن سعود، ومنذ النشأة الأولى اتخذت القرآن والسنة المطهرة دستوراً لها حتى هذا العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز دأب حكام المملكة على نهج الحفاظ على الهوية مع الأخذ بأسباب التطوير والتحديث.الاحتفال قرار حكيمولفت إلى أن صدور الأمر الملكي الكريم بتخصيص «22 فبراير» من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم «يوم التأسيس»، كان قراراً حكيماً لاستيعاب الذاكرة الوطنية بأبعادها الضاربة في أعماق التاريخ، والبدء من حجر الأساس الذي قام عليه الوطن، واستكمال ملامح الشخصية السعودية، وأشار إلى أن جذور الوطن تعود إلى فترة الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- التي استمرت لأربعين عاماً، وكانت الانطلاقة الأولى، لهذا الكيان السياسي من الدرعية، وقد شهدت واحدة من أكبر التحولات في تاريخ المملكة، وأثمرت بناء وطن الشُّموخ والعزة الذي يسوده الأمن، والاستقرار، وحماية طرق الحج، وخدمة ضيوف الرحمن، وتذليل كافة الإمكانيات لأدائهم مناسكهم بيسر وطمأنينة، ولتصبح السعودية منذ تأسيسها بشواهد الحاضر والتاريخ درعاً لأمتها، وعوناً لأشقائها، ونصيرةً لقضايا العرب والمسلمين العادلة، ومغيثةً ومساندة للإنسانية في الملمات، وأول من يسارع لنجدة المنكوبين، ومد يد العون للتخفيف من وقع الكوارث، والجوائح شرقاً وغرباً بدون تفرقة بين إنسان وآخر على أساس الدين أو العرق. قوة المملكة لحفظ الأمنوأوضح الجابري؛ إن قوة المملكة موجهة لحفظ الأمن، والسلم الدوليين، ومساندة الجهود الأممية لدعم الاستقرار، واحترام مبدأ سيادة الدول، وتعزيز العلاقات ذات المنافع المتبادلة، والتكامل التجاري لازدهار الاقتصاد العالمي، وبناء الشراكات التي تخدم المصالح الإستراتيجية العليا للمملكة في عالم متعدد الأقطاب.ويحظى الحرمان الشريفان، وخدمة ضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس -رحمه الله- حتى العصر الزاهر -بالأولوية؛ فكانت التوسعة الثالثة الأكبر في تاريخ الحرمين، والعمل جارٍ لرفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال 30 مليون زائر خلال العام 2030 كأحد أهم مستهدفات رؤية المملكة 2030، ولا تدخر حكومتنا الرشيدة جُهدًا في سبيل نشر قيم الوسطية، والتسامح، وترسيخ التعايش بين الشعوب، وتعزيز الوحدة الإسلامية، ونبذ الغلو ومحاربة الأفكار المتطرفة، وتجفيف منابع الإرهاب.دعم القطاع السياحيكما اهتم عرَّاب رؤية 2030 سمو ولي العهد بالقطاع السياحي من خلال إستراتيجية تنمية السياحة الوطنية بغية الوصول بها إلى مصاف دول العالم المتقدم لتعزيز مساهمتها في نمو الاقتصاد الوطني، وبهدف استثمار المزايا التنافسية لكل مدينة، أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن تأسيس الشركة السعودية للاستثمار السياحي ـ أسفارـ ومن أولوياته خلق بيئة تنافسية جاذبة، وتطوير قطاعات الضيافة والترفيه والتجزئة والأغذية، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة، ورفع مستوى جودتها، وبحسب منظمة السياحة العالمية، تقدمت المملكة 16 مركزاً في إيرادات السياحة على مستوى العالم.وأشار الجابري إلى أن تطوير البنية التحتية للقطاعات اللوجستية يحتل قائمة الأولويات ضمن إستراتيجيات رؤية المملكة 2030 التي تشهد نقلة كبرى؛ لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي؛ ولذلك كان انطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية امتدادًا لحزمة المبادرات المستمرة، وفق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.تعزيز الأمن الغذائيوتقوم المملكة في إطار رؤية 2030 بجهود رائدة لتعزيز الأمن الغذائي؛ والحفاظ على الثروة الحيوانية وإنمائها، وهو ما توج أخيراً بمشاركتها في تدشين السنة الدولية للإبليات 2024م، التي تهدف إلى توعية الرأي العام والحكومات بأهمية الاعتراف بالقيمة الاقتصادية والثقافية للإبل، وإبراز قيمتها في حياة الشعوب الأكثر معاناة، ولما يمثله قطاع الثروة السمكية من أهمية، بلغ حجم الإنفاق الحكومي المباشر مليار ريال على تطوير البُنى التحتية والأبحاث والتوطين وشهد قطاع الثروة السمكية خلال عام 2022م أنتاج أكثر من «188» ألف طن من الأسماك بقيمة تقدر «5,6» مليار ريال، كما حقق نسبة اكتفاء ذاتي بلغت 58%.وتسعى المملكة لترقيم قطاع الماشية في المملكة، والمساهمة في حوكمة قطاع الثروة الحيوانية، وتوفير قاعدة بيانات متكاملة له، إلى جانب تسهيل إجراءات بيع، ونقل ملكية الماشية والإبل، وأُطلق برنامج «ريف السعودية» بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، حملة إعلامية تحت عنوان «رقّمها»؛ للتوعية بأهمية تخصيص رقم لكل حيوان.

مشاركة :