شهدت مدينة أوروجواي بدولة كوت ديفوار الإفريقية، مولد طفل سوف يسهم في كتابة تاريخ كرة القدم في بلاده فيما بعد، حسب بيانات جواز سفره في التاسع عشر من ديسمبر لعام 1996، وكغيره من أقرانه، كانت بدايته بسيطة على ملاعب ترابية، شحذ فيها مهاراته الكروية. ومع مرور الأيام وفي أعوام عمره الأولى تبنى الصبي فرانك كيسيه حلم أبيه الذي كان يمارس كرة القدم ويمني نفسه بأن يكون لاعبًا مشهورًا وعالميًّا، لكن بسبب ظروفه المعيشية تخلى الوالد عن ذلك وعمل جنديًّا محاربًا، كي يوفر لعائلته قوت يومهم ومعاشهم. ووجد كيسيه أن ذلك لن يحدث في مدينته أوروجواي، فشّد الرحال إلى أبيدجان العاصمة، وهناك حيث انضم إلى ناديه الجديد ستيلا «Stella Club» عام 2010، وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت» المهتم بكل ما يتعلق بالمعلومات الكروية، أي كان وقتها اللاعب صبيًّا بعمر 14عامًا، وفي هذه المرحلة العمرية توفي والده. وبدأ كيسيه في الملاعب مدافعًا، حيث التقطته أعين كشافي فريق أتلانتا الإيطالي وانضم إلى فريق الناشئين، وبعدها انطلقت مسيرته الكروية في العديد من الأندية الأوروبية، حيث انتهى به الأمر مع برشلونة الإسباني، قبل أن ينتقل إلى الأهلي، ليكتب فصلًا جديدًا في مسيرته في دوري روشن السعودي. وبعد انتقاله إلى الأهلي لم يخف النجم الإيفواري حنينه إلى النادي الكاتالوني، وعن هذه الفترة قال في تصريحات سابقة لـ«إسبانا دياريو» شبكة الأخبار الإسبانية: «أتابع جميع مباريات برشلونة، وما زلت أشجعهم بقوة وأتمنى لهم التوفيق.. أفتقد البرشا بالتأكيد، خاصة اللعب في كامب نو أمام 100 ألف مشجع.. ولا يوجد ملاعب كثيرة في أوروبا تشبه هذا الملعب». وفي يوم الأربعاء التاسع من أغسطس 2023م أعلن النادي الأهلي التعاقد رسميًّا مع النجم الإيفواري قادمًا من برشلونة، بعدما شارك معه موسم 22ـ23 في 43 مباراة، مسجلًا 3 أهداف، وصنع مثلها خلال 1797 دقيقة لعب. وفي الجولة الثالثة من دوري روشن تمكن كيسيه من إحراز أول أهدافه مع الفريق في مرمى الأخدود خلال المواجهة التي انتهت بالتعادل 1ـ1، وزار بعدها شباك الطائي والنصر والاتحاد وأبها والخليج والهدف الأخير أنقذ به فريقه من التعثر أمام مضيفه الشرقي في الوقت بدل الضائع 1ـ0. ويعد النجم الإيفواري ثالث هدافي الفريق خلف رياض محرز «9 أهداف»، وفراس البريكان صاحب 10 أهداف في البطولات كافة. ومع الأهلي برز كيسيه في ربط خط الدفاع مع المقدمة، سواء عن طريق الانطلاق بالكرة للأمام أو توزيع اللعب على اليمين واليسار، ثم الركض نحو منطقة الجزاء لانتظار العرضية لعمل زيادة عددية داخل منطقة الجزاء. وعلى صعيد الواجب الوطني كان لكيسيه إسهام كبير في إنقاذ منتخب بلاده من شبح الإقصاء إلى التتويج بلقب أمم إفريقيا بتسجيله هدفين حاسمين، وصناعة هدف في مسيرة «الأفيال» نحو اللقب. وأمام مواجهة السنغال، في الدور ثمن النهائي أدرك كيسيه التعادل 1-1 في الوقت القاتل عندما كان البلد المستضيف على حافة الخروج ليعود «الأفيال من بعيد» ويفوزوا بركلات الترجيح ويسجل كيسبه نفسه التسديدة الأخيرة التي أعلنت عبور بلاده إلى ربع النهائي. وفي النهائي أمام نيجيريا برز دوره عندما أدرك التعادل 1-1 من ضربة رأسية عند الدقيقة 62، ويعيد المنتخب الإيفواري إلى المباراة من جديد ويقلب النتيجة 2ـ1 ويتوج باللقب. وبعد انتهائه من مهمته الإفريقية مع منتخب بلاده منحه الجهاز الفني لفريق الأهلي إجازة إضافية، ليغيب كيسيه عن مواجهة الأخدود، الذي كان أول فريق سعودي يستقبل أهدافه. وخسر الأهلي المواجهة التي جاءت لحساب الجولة الـ20 من دوري روشن 2ـ3. وكان لغياب النجم الإيفواري أثر سلبي على الفريق، وفق ما أكد ذلك الألماني ماتياس يايسله، مدرب الفريق، عقب المباراة من خلال تصريحات صحافية قال فيها: «افتقدنا كيسيه في وسط الملعب». ويأمل أنصار النادي الأهلي أن تكون عودة كيسيه أمام مضيفه الطائي السبت المقبل على ملعب مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي الرياضية في حائل بداية استعادة التوزان للفريق الغربي، وعودته إلى سكة الانتصارات.
مشاركة :