من عبق نجد وتراثها الأصيل الذي يحكي قصة أصالة تمتد لأكثر من 300 عام، تتزيّن البيوت والمساكن في نجد منذ القدّم بطابعها الفريد الذي يميّزها عن باقي المدن والمناطق، ليضفي الطابع النجدي لمسة من سحر المكان تعكس جنبات التاريخ في أرجائها، تسرد قصة أصالة وورث عريق متجذر وراسخ في روحها قبل مبانيها، وأبرز الفنون فيها هو فن «الأبواب النجدية» الذي يعبّر عن ورثها الثقافي الذي نعتز به. وتتميّز الأبواب النجدية بزخارفها النباتية والهندسية المستوحاة من البيئة المحيطة بها، ومنذ أكثر من 300 سنة انتقل هذا الفن من جيل لجيل، مشكلاً جزءاً لا يتجزأ من الهُوية الثقافية، وتتعدد مسمياتها، منها: (باب دروازة، ومفرق، وباب صفة، وباب كمر)، وتختلف التصاميم والزخارف باختلاف المنطقة، حيث تمتاز كل منطقة بفن تشكيلي خاص يعكس تاريخها وتراثها الفريد. ومن بين الحرفيين الذين التزموا بالمحافظة على هذا التراث الغنيّ، الشاب عبدالله أحمد الفوزان، الجيل السادس في أسرته ممن مارسوا صناعة الأبواب النجدية، الذي احترف هذه الحِرفة منذ أن كان في السابعة من عمره. تعلم الفوزان صناعة الأبواب النجدية على يد والده الذي تتلمذ على يد جدّه، محافظين على هذه الحِرفة الأصيلة. ويقول الفوزان معبراً عن اعتزازه وتمسكه بحِرفته «كنا ننام في الورشة حتى ننتهي من العمل وننفذه بالشكل المطلوب، فقد عملنا على صيانة الأبواب الخاصة بأبرز المشاريع في المملكة كقصر المصمك وباب سور الرياض». وأضاف «نحن لا نصنع الأبواب فحسب، بل نبني جسراً يمتد من الماضي إلى المستقبل». لتلخص هذه العبارات روح الالتزام التي يجسدها الحرفيون السعوديون الذين يعملون للحفاظ على الحِرف وترسيخها لتكون جزءاً من المستقبل. ويحظى الحرفيون السعوديون باهتمام بالغ من المعهد الملكي للفنون التقليدية «وِرث»، حيث يقوم المعهد بدوره كجهة رائدة في مجال المحافظة على الفنون والحرف السعودية وتطويرها وتمكين الشباب من استثمار مواهبهم وطاقاتهم من خلال برامج تعليمية في سبيل الحفاظ على الورث الثقافي والفني الكبير الذي تزخر به بلادنا.
مشاركة :