حديقة أم الإمارات بأبوظبي.. وجهة ترفيهية مجتمعية

  • 2/24/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر حديقة أم الإمارات، التي تقع في قلب العاصمة أبوظبي، متنفساً حيوياً لأفراد العائلة والأصدقاء، نظراً لما تتيحه من أجواء طبيعية، لا سيما في موسم شتاء الإمارات الذي يعد الأجمل في العالم. وتعد حديقة أم الإمارات واحدةً من أهم الحدائق في دولة الإمارات، والتي تشكل، فضلاً عن كونها رئة خضراء طبيعية، وجهةً ترفيهيةً مجتمعية تستقبل سكان أبوظبي، من مواطنين ومقيمين وزوار من مختلف الأعمار، وتوفر لهم تجارب تعليمية وترفيهية مميزة ومناطق للأطفال مزودة بألعاب حديثة وتفاعلية. وتمتد حديقة أم الإمارات على مساحة 14.5 هكتار، وبطول يصل إلى أكثر من 690 متراً، وعرض 205 أمتار، وتعتبر وجهة مثالية تتماشى مع النسخة الرابعة من حملة أجمل شتاء في العالم، حيث توفر مرافق وخدمات تمنح ضيوفها ذكريات لا تنسى عبر مساحاتها الخضراء التي تمزج بين الترفيه والحفاظ على البيئة والتراث الطبيعي. أجواء مميزة واستطاعت حديقة أم الإمارات، التي تستقبل سنوياً أكثر من 700 ألف زائر، ترسيخ مكانتها وجهة تجمع أفراد المجتمع في أجواء عائلية مميزة لتقدم لهم باقة من الفعاليات والأحداث المميزة، وفرصاً للاستكشاف والتعلم في الهواء الطلق والتواصل مع الطبيعة من حولهم. ومنذ إنشائها في عام 1982، عملت الحديقة على تسخير مرافقها متعددة الاستخدام لاستضافة، وتنظيم العديد من الفعاليات والأحداث التي استقطبت مئات الآلاف من الضيوف. وشهد يناير 2013 إغلاق الحديقة لـ24 شهراً بغرض إعادة تطويرها، حيث تم تصميم وبناء مجموعة من مرافق الحديقة الجديدة وفق أعلى المعايير العالمية حتى يتسنى لجميع سكان أبوظبي التمتع بها. واستضافت الحديقة منذ مارس 2015 أكثر من 250 حدثاً محلياً وإقليمياً وعالمياً تنوع ما بين الفعاليات التوعوية والمجتمعية والفنية والثقافية والمؤسسية والترفيهية، وغيرها. رئة خضراء تحتضن حديقة «أم الإمارات» أكثر من 250 نوعاً من الأشجار والنباتات، بما فيها أكثر من 200 شجرة من الأشجار المعمرة، والتي تم إنقاذها وإعادة زراعتها في أماكنها الأصلية في مختلف أنحاء الحديقة، إضافة إلى زراعة أكثر من 150.000 فسيلة جديدة، و1.200 شجرة جديدة، لتوفير مزيد من الظل في حديقة النباتات وبيت الظل. ويعتبر «بيت الظل» أحد أبرز معالم حديقة أم الإمارات، ويمثل وجهة مثالية للاستمتاع بأجواء لطيفة ومنعشة، مع وجود منصتي مشاهدة تقدمان إطلالات رائعة على الحديقة والمناطق المحيطة، ويمكن من بيت الظل مشاهدة واستكشاف الكثير من النباتات المحبة للظل، مثل أشجار النخيل والسيكاس، وغيرهما من فصائل النباتات التي توجد في الغابات الدافئة. ويتميز بيت الظل بتصميمه الاستثنائي الذي يتوافق تماماً مع اتجاهات الشمال والجنوب والشرق والغرب على البوصلة، كما يتمتع بخاصية التبريد السلبي الداعم للاستدامة البيئية، ويوفر بيئة ظليلة مقاومة للحرارة تسمح بنمو النباتات التي يحتضنها في الهواء الطلق. برامج شائقة تقدم حديقة أم الإمارات برنامجاً حافلاً بالفعاليات الشائقة، ومنها فعالية «سينما الحديقة» المفضلة لدى زوار الحديقة، حيث تعرض الشاشة الخارجية الضخمة في الحديقة نهاية كل أسبوع أفلاماً عائلية تستقطب أعداداً كبيرة، حيث تضمن لجميع أفراد العائلة قضاء لحظات سعيدة في الهواء الطلق. كما تستضيف فعاليات «سوق الحديقة»، والذي يقام خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويقدم لجميع أفراد المجتمع في أجواء مفعمة بالمرح تجارب تسوق تعزز تنافسية المنتجات المحلية، وتدعم إمكانات المزارعين المحليين. وتعد «حديقة الأطفال» وجهة ترفيهية وتعليمية، حيث تتيح للصغار وعائلاتهم المشاركة في مجموعة من الأنشطة المليئة بالمرح، مثل الأشغال الورقية، والرسم على الوجه، وتشكيل البالونات وغيرها، كما توفر مجموعة واسعة من المقاعد للزوار للجلوس والاسترخاء، والاستمتاع بقراءة الكتب تحت أشعة الشمس الدافئة، وسط الطبيعية الجميلة، فضلاً عن العديد من المطاعم والمقاهي، والتي تقدم خيارات متنوعة تلبي أذواق الجميع، وتلائم أفراد العائلة كافة. بستان الحكمة وتركز حديقة أم الإمارات بشكل رئيس على تجسيد التراث الإماراتي، حيث تضم العديد من العناصر التي تحتفي بالثقافة الفريدة والتاريخ العريق لدولة الإمارات، مثل منطقة بستان الحكمة التي تخلد إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي عُرف عنه اهتمامه البالغ بالبيئة والطبيعة. وتعتبر منطقة بستان الحكمة من أهم معالم الحديقة، وقد صممت بنمط خاص يعكس البيئة المحلية التي كان يعشقها المغفور له الشيخ زايد، وتضم منطقة البستان لوحات رخامية تنساب عليها المياه بشكل طبيعي، وقد نقش عليها مختارات من أقواله وأفكاره التي كانت تشكل رؤاه الإنسانية العميقة حول عدد من القضايا المصيرية منها، المبادئ السمحة للدين الإسلامي الحنيف، ومثله السامية العليا، وأهمية دور المرأة في المجتمع، وضرورة الحفاظ على التراث والجذور مع الانفتاح على حضارات العالم. وتعكس هذه اللوحات الفنية التي تدمج بين وجدانية المعنى وروعة الشكل القيم السامية التي كان المغفور له يمثلها في حياته وأفعاله وسط مشهد مبدع يفسح المجال للزوار بأن يأخذوا قسطاً من السكينة والراحة والتأمل داخل الحديقة. وتحتضن حديقة أم الإمارات «جواهر أبوظبي»، وهي هدية من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي إلى «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بمناسبة عيد الأم، وتتكون جواهر أبوظبي من خمس مجسمات برونزية بالحجم الطبيعي تمثل أنواعاً محلية تشكل رموزاً وأيقونات لجهود أبوظبي الرائدة عالمياً في المحافظة على الأنواع الطبيعية، وهي أبقار البحر والنحام الكبير (الفلامنجو) وسلاحف منقار الصقر، والمها العربي والصقر الحر. فعاليات ثقافية ولتعزيز الوعي الثقافي وقبول الآخر وكسر الحواجز الثقافية والتفاعل مع أشخاص من بيئات مختلفة، استضافت الحديقة فعاليات مهرجانات تنتمي لثقافات مختلفة، ومنها المهرجان التايلندي المليء بالتسلية والأنشطة الثقافية المتنوعة، والذي نظمته السفارة الملكية التايلندية بأبوظبي في عامي 2021 و2022، كما استضافت الحديقة العام الماضي مهرجان كوريا الحادي عشر 2023 الذي تنظمه سفارة جمهورية كوريا لدى الدولة، بالتعاون مع المركز الثقافي الكوري على مدى يومين تحت شعار «الثقافة المستدامة: التراث يتدفق نحو المستقبل». كما تستضيف حديقة أم الإمارات فعاليات تحتفي بالقراءة تشمل أنشطة قراءة الكتب، وجلسات الحكواتي والحفلات الموسيقية، التي تُقام جميعها في الهواء الطلق. كما تستضيف مجموعة من المبادرات المبتكرة التي تحتفي باللغة العربية وإسهاماتها في الحضارة والثقافة الإنسانية، وذلك في «سوق الحديقة»، والذي يقدم لزواره فرصة الاستمتاع بعروض الدمى المتحركة، وقصص الحكواتي الشائقة في «بيت عربي»، بينما أعد لعشاق المطالعة مجموعة واسعة من الكتب باللغة العربية المعروضة في المكان، للاختيار منها من كتبهم المفضلة. جوائز عالمية حصدت حديقة أم الإمارات جائزتين عالميتين مرموقتين هما العلم الأخضر للأعوام 2016 و2017 وجائزة «ميريت» للتصميم 2015. وتعد جائزة العلم الأخضر بمثابة المعيار الدولي الأشهر لتقييم المساحات الخضراء والحدائق، ويعتبر رفع العلم الأخضر في حديقة أم الإمارات مؤشراً قوياً على نجاح الحديقة وموقعها البارز كواجهة مجتمعية ذات شعبية كبيرة، ويحدد برنامج جائزة العلم الأخضر أفضل المعايير للحدائق والمساحات الخضراء في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم البرنامج بتمييز تلك المساحات كأفضل المتنزهات للزائرين والمقيمين.

مشاركة :